+A
A-

10 سنوات ونصف السنة لمسافر يخدر آخرين ويسرقهم

عاقبت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى متهما في عدد من قضايا السرقة بحق عدد من المسافرين الأجانب، أبلغ ضده المسافرون العابرون “الترانزيت” بفقدانهم الوعي بعدما كانوا برفقته كونه من ذات جنسيته، إذ تمكن من سرقة ممتلكاتهم الشخصية بعد تخديرهم، وشوهد عبر الكاميرات الأمنية فعلا أثناء ما كان يضع لهم في أكواب الشاي والقهوة مادة مخدرة، وعقب فقدانهم للوعي يسرق أموالهم ومنقولاتهم الثمينة، إذ سرق في هذه الواقعة 14 ألف ريال سعودي وخاتما من الذهب من أحد المجني عليهم، وذلك بسجنه لمدة 10 سنوات عن تهمة السرقة بالإكراه، وبحبسه لمدة 6 أشهر أخرى عن تهمة الاعتداء على سلامة جسمهم بذلك المخدر، كما أمرت بإبعاده نهائيا عن البلاد بعد تنفيذ العقوبة ومصادرة المواد المخدرة المضبوطة بحوزته والمستعمل جزءًا منها في ارتكاب جريمته.

وتتحصل وقائع القضية في أن مديرية شرطة المطار تلقت العديد من البلاغات بشأن فقدان المسافرين للوعي وأنهم بحالة غير طبيعية وهلوسة، في صالة المسافرين العابرين “الترانزيت”، وعندما توجه أفراد الشرطة للموقع، اتضح أنهم جميعا آسيويون ويصعب التواصل معهم، إذ إن كلامهم غير مفهوم فضلا عن أنهم في حالة تخدير، إلى أن تمكنوا من الوصول إلى نتيجة واحدة وهي أن شخصا ما قدم لكل منهم كوبا من الشاي، وما إن شربوه حتى أصبحوا بهذه الحالة، فتم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج اللازم.

ونظرا إلى حصول حالات سابقة مشابهة عدة، مفادها أن شخصا قدم للمسافرين العابرين مشروبات تحتوي على مواد مخدرة أفقدتهم الوعي ومن ثم سرق ممتلكاتهم الشخصية، ولم يتمكن الشرطة من إلقاء القبض عليه، وإنما تم التعرف على اسمه ورقم جوازه فقط، فقد توجه الشرطة لغرفة المراقبة وشاهدوا تسجيلات الكاميرات الأمنية وتم الاشتباه بعد رؤية التصوير الأمنية في شخص واحد كان يجلس مع المجني عليهم في أحد مطاعم المطار، حيث شوهد وهو يضع في الأكواب التي قدمها لهم بعض الأقراص، كما شوهد وهو يسرق مبالغ مالية منهم، إلا أنهم أخذ تلك الأموال إلى مكتب الصرافة وحولها إلى عملة مختلفة وغادر متجها إلى بوابة رحلة غير التي حضر عليها بعدما حجز تذكرة أخرى من مكتب شركة الطيران.

ولم يتمكن المتهم الستيني من الهرب من البلاد بعد ارتكابه جريمته، إذ توجه أفراد الشرطة إلى الطائرة التي سيستقلها المتهم، وتم القبض عليه بعد مقاومة شديدة أبداها حال صعوده إياها متجها لإحدى الدول الخليجية.

وبالتحقيق مع اللص الدولي أنكر ما نسب إليه بداية، إلا أنه عند تفتيشه تم العثور بحوزته على تلك الأقراص الممنوعة من التداول في المملكة فضلا عن محلول لتذويب تلك الأقراص المخدرة، فضلا عن المبالغ المالية الخاصة بالمجني عليهم بعد تغيير العملة، وعند سؤاله عن تلك الأموال قرر أن المجني عليهم هم من طلبوا منه تغيير العملة ولم يبرر سبب وجودها معه بدلا من تقديمها إلى أصحابها.

وبعد عودة المجني عليهم إلى وعيهم قرروا أن المتهم هو من حضر إليهم، وطلب منهم التوجه إلى المطعم لاستلام وجبة مجانية للمسافرين، إذ اعتقدوا أنه أحد أفراد طاقم موظفي المطار، وعندما توجهوا للمطعم أحضر لهم المتهم الطعام وجلس معهم هو الآخر، وتناولوه جميعا، ومن ثم توجهوا إلى البوابة انتظار موعد الطائرة برفقته كذلك، وهناك سألهم عما يطلبون من شراب، إذ قرروا له حاجتهم إلى الشاي، والذي ما إن شربوه حتى فقد كل منهم وعيه، ولم يعلموا بما حصل بعد ذلك إلا في المستشفى.

وتم العثور بحوزة المتهم على مبالغ مالية من عملات مختلفة، تمثلت في 1272 ريالا عمانيا كانت في كيس بنطاله، وفي محفظته كان يوجد 336 ريالا عمانيا و100 بيسة و4470 روبية باكستانية، ونظرا إلى أن المجني عليهم فقدوا وعيهم ولم يكونوا في حالة طبيعية حينها فلم يتمكن أفراد الشرطة من معرفة جميع ممتلكاتهم وأموالهم المسروقة قبل مغادرتهم للبلاد.

وأحالت النيابة العامة المتهم للمحاكمة في هذه القضية على اعتبار أنه بتاريخ 18 نوفمبر 2018، ارتكب الآتي:

أولا: سرق المبالغ النقدية المملوكة للمجني عليه بطريق الإكراه الواقع عليهم بعد أن قام بدس المؤثر العقلي له في الشراب وفقدوا بذلك الوعي والإدراك وتمكن بتلك الوسيلة من إتمام السرقة والفرار بالمسروقات.

ثانيا: حاز وأحرز بقصد التعاطي المؤثر العقلي المذكور.

ثالثا: اعتدى على سلامة جسم الشرطي المجني عليه وأحدث به الإصابات الموصوفة بتقرير الطبيب الشرعي، ولم يفض الاعتداء إلى مرضه أو عجزه عن القيام بأعمال الشخصية مدة تزيد عن 20 يوما.