+A
A-

ترامب يهدّد أنقرة مجدّدًا: العقوبات آتية

هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجددًا تركيا، أمس الخميس، بمزيد من العقوبات الاقتصادية إذا لم تحترم “قواعد اللعبة” في سوريا. واعتبر أن تركيا ستضرّر ماليًّا بشدة إذا لم تلتزم بالقواعد.  وقال في تغريدة على حسابه على تويتر إن تركيا كانت تخطط منذ فترة طويلة لمهاجمة الأكراد.

لكنهم كانوا يقاتلون منذ زمن”.  وأضاف “ليس لدينا جنود أو عسكريون في أي مكان بالقرب من منطقة الهجوم. أحاول إنهاء الحروب التي لا نهاية لها”.

كما أكد أنه يحاول التحدث إلى الطرفين.


 إلى ذلك، قال: “يريد البعض منا أن نرسل عشرات الآلاف من الجنود إلى المنطقة وبدء حرب جديدة، في حين يرى البعض الآخر ضرورة البقاء خارج الصراع، والسماح للأكراد بخوض معاركهم (حتى مع مساعدتنا المالية). أما أنا فأقول تركيا عضو في الناتو، ويمكن ضربها بشدة ماليًّا وعبر العقوبات إذا لم يلعبوا وفق القواعد! أنا أراقب عن كثب.


 وهذه ليست المرة الأولى التي يهدّد فيها ترامب أنقرة، فقبل يومين وجه الرئيس الأميركي تحذيرا شديد اللهجة إلى تركيا من مغبة القيام بأي عمل عسكري خارج الحدود. وهدد أنقرة بتدمير اقتصادها وطمسه تمامًا.


مقتل مدنيين ونزوح بالآلاف
قتل 15 مدنيًّا بالقصف التركي على مناطق شمال شرقي سوريا، وكذلك 5 من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، ودفع الهجوم التركي أكثر من 60 ألف مدني إلى النزوح من منازلهم، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.


وتجدّد القصف المدفعي التركي على تل أبيض ورأس العين شمال سوريا، بعد يوم من بدء الهجوم الذي بدأته أنقرة الأربعاء لإقامة “منطقة آمنة” تبعد فيها الأكراد عن حدودها، وتخطط لإعادة مليوني لاجئ إليها.


 لكن قوات سوريا الديمقراطية “قسد” أعلنت مقتل 9 مدنيين في ضربات جوية تركية، وقصف في الهجوم على شمال شرقي سوريا.


ودفع الهجوم التركي أكثر من ستين ألف مدني إلى النزوح من منازلهم، وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن حركة النزوح المستمرة منذ الأربعاء تركزت في المناطق الحدودية التي تتعرض للقصف التركي وتشهد اشتباكات، لافتًا إلى أن بلدتي رأس العين والدرباسية باتتا شبه خاليتين من السكان. ويتوجّه النازحون وفق المرصد باتجاه مدينة الحسكة وريفها.


وحذّرت 14 منظمة إنسانية وإغاثية في بيان مشترك أمس من حدوث أزمة إنسانية جديدة في شمال شرق سوريا، حيث يعيش 1,7 مليون شخص وفق الأمم المتحدة.


 ونبّهت المنظمات، وبينها “كاير” ومرسي كور وأوكسفام ولجنة الإنقاذ الدولية والمجلس الدنماركي للاجئين في التقرير، من أن “ما يقدر بـ450 ألف شخص، يقيمون في عمق خمسة كيلومترات عند الحدود السورية التركية، في خطر ما لم تمارس كل الأطراف أقصى درجات ضبط النفس وتعطي الأولوية لحماية المدنيين”.


قطر تغرد خارج السرب
 وتواصلت الإدانات الدولية للهجوم التركي، كان آخرها دعوة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أنقرة لوقف الهجوم “بأسرع وقت ممكن” محذرًا من “خطر مساعدة تنظيم داعش”.


 وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئًا، مساء أمس، لبحث الهجوم التركي.


من جهته، أعلن وزير الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية، دعم الدوحة للعملية التركية في سوريا، التي لاقت تنديدًا دوليًّا واسعًا، وفق ما ذكرت وكالة الأناضول التركية.


 وحسب الوكالة التي نقلت وزارة الدفاع التركية، فإن الوزير خلوصي أكار زود نظيره القطري بمعلومات عن العملية التي انطلقت الأربعاء، في مناطق شرق الفرات السورية.


قبل ذلك، خرجت الدوحة عن الإجماع العربي وامتنعت عن شجب الغزو التركي في اتصال هاتفي بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفق وكالة الأنباء القطرية.


 وأفادت الوكالة القطرية في خبر مقتضب بالإشارة إلى أن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، “أجرى اتصالاً هاتفيًّا بالرئيس التركي تم خلاله استعراض العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى مناقشة آخر التطورات الإقليمية والدولية لا سيما مستجدات الأحداث في سوريا”.