+A
A-

“المرشحة المثالية”.. عن قدرة المرأة في وظائف رجالية

شاهدت الفيلم السعودي “المرشحة المثالية” مرشح السعودية للأوسكار، والذي يصفه الناقد زان بروكس في مقال له بصحيفة “الغارديان” بأنه “تحية لروح الأنثى التي لا تقهر”، وهو محاولة ممتازة ورحلة صعود قدرية، لم تخطها لذاتها “مريم” بطلة الفيلم، وإنما فرضت عليها، ويتحدث الفيلم عن قدرة المرأة ونجاحها في ممارسة مهن ووظائف مختلفة ظلت حكرا على الرجال لعقود طويلة.

مثل مهنة الطب التي تمارسها بطلة فيلم “المرشحة المثالية” وتواجه فيها تحديات اجتماعية جمة من حيث إقناع بعض الرجال بالتداوي على يديها، حيث يرون لأسباب دينية واجتماعية عدم جواز ذلك، أو حتى رسم آمال عريضة بالوصول يوما إلى قدرة المرأة على الترشح في الانتخابات البلدية، بل والفوز بها، وهو الأساس الذي بني عليه فيلمها  “المرشحة المثالية”.

استحقت هيفاء المنصور ومعها فيلمها “المرشحة المثالية” هذا الزخم وهذا الاهتمام والتقدير العالميين، وهو ما تم ترجمته من خلال اختيار فيلمها للمنافسة على الأسد الذهبي في فعاليات الدورة الـ 76 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، واختياره كذلك للمنافسة ضمن جوائز الأوسكار الـ 92 المقرر انعقادها في يناير المقبل ضمن فئة أفضل فيلم دولي.

وسط الانفتاح والبداية السينمائية الجديدة، فضلا عن الدعم الحكومي المتواصل للمبدعين وصناع الأفلام، يمثل فيلم “المرشحة المثالية” ووقوفه على منصات التتويج العالمية والتقدير الذي يلاقيه؛ بارقة أمل لكل المشتغلين في الحقل السينمائي بالمملكة، بارقة أمل تحثهم على مواصلة السعي وبذل مزيد من الجهد في اتجاه تكثيف الإنتاج وتقديم نماذج سينمائية مشرفة ترقى للعالمية دون أن تنفك بحال عن التعبير عن ثقافة المملكة وإبراز ثرائها الاجتماعي والتاريخي.

تعرف هيفاء جيدا كيف تصل إلى العالمية، فهي بقدر مخاطبتها للداخل السعودي تخاطب الخارج كذلك معرفة إياه على المجتمع السعودي ومستعرضة بطولة المرأة وتفانيها في سبيل إثبات ذاتها واستعادة بعض حقوقها البسيطة مثل إصرارها على امتلاك دراجة والاستمتاع بالانطلاق بها وسط مجتمع محافظ لم يعتد مثل هذه الأمور كما في فيلم “وجدة”.