+A
A-

العراق.. قطع طرق نفطية وحملة لمقاطعة منتجات إيران

تصاعدت الاحتجاجات في العراق، أمس الجمعة، مع دخولها شهرها الثاني، لتطول هذه المرة منشآت نفطية بالتزامن مع حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة المنتجات الإيرانية. في حين جدّد المرجع الديني الأعلى للشيعة في العراق، آية الله علي السيستاني تأكيده على إدانة التعرض للمتظاهرين السلميين.

ودعا ممثل السيستاني في خطبة ألقاها في كربلاء إلى احترام إرادة المتظاهرين ومطالبهم.

كما شدّد على أن الإصلاح في العراق يعود لما يختاره الشعب العراقي وليس لجهة معينة، قائلاً: “ليس لأي شخص أو مجموعة أو جهة بتوجه معين أو أي طرف إقليمي أو دولي أن يصادر إرادة العراقيين أو يفرض رأيه عليهم”.

إلى ذلك، دعا إلى عدم “إسالة الدماء، وعدم السماح بانزلاق البلد إلى مهاوي الاقتتال الداخلي والفوضى والخراب، وهو ممكن إذا تعاون الجميع على حل الأزمة الراهنة بنوايا صادقة ونفوس عامرة بحب العراق والحرص على مستقبله”.

وقال “إن المرجعية الدينية تجدّد التأكيد على موقفها المعروف من إدانة التعرض للمتظاهرين السلميين وكل أنواع العنف غير المبرر، وضرورة محاسبة القائمين بذلك، وتشدّد على الجهات المعنية بعدم الزجّ بالقوات القتالية بأي من عناوينها في التعامل مع الاعتصامات والتظاهرات السلمية خشية الانجرار إلى مزيد من العنف”.

ويأتي موقف السيستاني في رد غير مباشر على المرشد الأعلى الإيراني، الذي وصف التظاهرات الجارية في العراق ولبنان بـ”الشغب والفوضى”، معتبرًا أن “الولايات المتحدة الأميركية تقوم بإثارة الفوضى اليوم أكثر من أي وقت مضى”.

في غضون ذلك، أفاد مصادر إخبارية أمس، عن اعتصامات مفتوحة في جميع المحافظات الجنوبية العراقية.

وأغلق عدد من المتظاهرين، الجمعة، حقل البزركان النفطي في محافظة ميسان، ومنعوا العاملين من الوصول إليه، وفق مواقع محلية.

كما أغلق معتصمون بوابة ميناء أم قصر في البصرة ووقفوا أمامها، مؤكدين استمرارهم بالاعتصام والتظاهر لحين تحقيق المطالب الشعبية.

وتزامن هذا التطور مع إطلاق ناشطين عراقيين حملة على شبكات التواصل الاجتماعي تدعو إلى مقاطعة المنتجات الإيرانية، التي تغرق السوق العراقية.

وطالب القائمون على هذه الحملة المواطنين العراقيين، بعدم شراء أي سلعة إيرانية، مؤكدين أن “إيران تعيش بفضل الاقتصاد العراقي”.

وقال بعض الناشطين القائمين على حملة المقاطعة إن “إيران كانت سببًا في دمار العراق، وإن على الشعب العراقي استعادة وطنه من خلال مقاطعة المنتجات الإيرانية”.

ودعت تنسيقيات عراقية تشرف على الاحتجاجات في العراق، المواطنين للمشاركة في مظاهرات في مختلف المدن العراقية، أمس الجمعة.

ويأتي ذلك عقب ليلة من المواجهات بين قوات الأمن العراقية والمتظاهرين عند جسر السنك في العاصمة بغداد، أدت إلى إصابة 20 متظاهرًا على الأقل بحالات اختناق وجروح.

وجاءت هذه المظاهرات الليلة عقب محاولة المحتجين اجتياز الحاجز الأمني الثاني المؤدي إلى السفارة الإيرانية، التي يحملها المتظاهرون مسؤولية تدهور أوضاع بلادهم والتدخل في شؤونها.

وتحولت ساحة التحرير في بغداد إلى مركز للحراك المطالب بـ”إسقاط النظام”. وهناك أمطرت القوات الأمنية المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع.

وتعهد الرئيس العراقي برهم صالح، مساء الخميس، إجراء انتخابات مبكرة بعد تشريع قانون انتخابي “جديد مقنع للشعب”، مشيرًا إلى استعداد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الاستقالة شرط إيجاد البديل.

 

قنابل تخترق جماجم متظاهري العراق

كشفت منظمة العفو الدولية في تحقيق لها عن وجود إصابات مروعة وقاتلة تعرض لها المحتجون في العراق بسبب قنابل تشبه القنابل المسيلة للدموع، اخترقت جماجم المتظاهرين بشكل لم يشاهد من قبل. وأكدت في تحقيق لها، أن هذه القنابل يتم إطلاقها على المتظاهرين من أجل قتلهم وليس لتفريقهم.
ودعت المنظمة السلطات العراقية فورا وشرطة مكافحة الشغب وقوات الأمن الأخرى في بغداد للتوقف عن استخدام هذا النوع من القنابل القاتلة والتي لم يسبق لهما مثيل. وأكدت تحقيقاتها أن هذه القنابل تسببت في مقتل 5 محتجين على الأقل خلال عدة أيام.