+A
A-

المعراج: على البنوك الإسلامية التحرك سريعًا نحو الرقمنة

قال محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج، إنه يتحتّم على البنوك الإسلامية أن تركز جهودها على الحوكمة والامتثال داعيًا هذه البنوك إلى التحرك سريعًا نحو رقمنة خدماتها في ظل التطورات التقنية المتلاحقة التي يشهدها العالم.  وأكد المحافظ للصحافيين على هامش فعاليات مؤتمر أيوفي البنك الدولي السنوي الرابع عشر أمس بالبحرين، أن المصرف بصدد إصدار عدد من التنظيمات التي تتعلق بتكنولوجيا الخدمات المالية “الفنتك”.

وقد جاءت أعمال مؤتمر أيوفي البنك الدولي السنوي الرابع عشر تحت عنوان: “ثورة التغيرات فى النظام العالمي للتمويل الإسلامي - الحاجة إلى الحوكمة والتوحيد القياسي والدعم التنظيمي”، وتستمر حتى اليوم 4 نوفمبر بمشاركة مجموعة من الوزراء والمسئولين في القطاع المالي والمصرفي.

ورأى المعراج أن المصارف الإسلامية وقطاع التكافل تبلى بلاءً حسنًا، لافتًا إلى أن البنوك الإسلامية لديها فرص جيدة في تمويل المشروعات الكبيرة في المنطقة، إلا أنه أشار إلى الحاجة إلى قدرات مالية كافية للدخول في هذا المجال، لهذا يشجع المصرف المركزي البنوك على الاندماج بينها.

وأثنى المعراج على صفقات الاستحواذ والاندماج بين البنوك ومن بينها عملية الاستحواذ التي يقوم بها بنك البحرين الوطني للاستحواذ على أسهم بنك البحرين الإسلامي.

وفي كلمة له أمام الحضور، أشار المعراج إلى أن “موضوع المؤتمر يعكس بدقة الوضع الذي نواجهه اليوم، إذ تعد الحوكمة والامتثال حجر الأساس للقطاع المالي وأصبحت أكثر أهمية بعد الأزمة المالية العالمية”.

وأكد أن هناك بُعدًا آخر لصناعة التمويل الإسلامي وهو الحُكم الشرعي والامتثال للشريعة الإسلامية، “إذ يؤدي عدم الامتثال التنظيمي إلى فقدان الثقة كما رأينا في الولايات المتحدة وأوروبا. إذ يؤدي عدم الامتثال لأحكام الشريعة الإسلامية إلى حدوث الضرر وفقدان السمعة والثقة العامة”.

وبيّن المعراج أن المؤسسات المالية الإسلامية تحتاج إلى التركيز على هذا المجال ومحاولة أن تصبح نموذجًا يحتذي به في الحوكمة والامتثال.

التغييرات الثورية

وأشار المعراج إلى أن المؤتمر يتحدث عن التغييرات الثورية، قائلاً “في الواقع العالم من حولنا يتغير، بوتيرة سريعة. مع دخول التكنولوجيا، أصبح قطاع الخدمات المالية في قلب العاصفة، إننا نشهد تغييرات كبيرة في نماذج الأعمال، ويواجه المنظمون صعوبة في مواكبة الابتكار، بينما يطالب العملاء بطرق جديدة لتلبية احتياجاتهم المالية، بسهولة أكبر وبتكاليف أقل”.

وتابع “إن المؤسسة المالية التي لا تعيد تعريف نفسها بما يتماشى مع طلبات العملاء، تخاطر بأن تصبح عتيقة وغير ذات صلة في أي وقت من الأوقات. بناءً على ذلك، هناك عدد من حلقات النقاش في هذا المؤتمر تدور حول قطاع التكنولوجيا عبر سلسلة الكتل والتمويل الجماعي والخدمات المالية غير المنظمة، وكيف ينبغي أن تستجيب الصناعة لها”. وتابع “بالنسبة للمؤسسات المالية الإسلامية، يمثل هذا تهديدًا بقدر ما يمثل فرصة. من الجيد أن نرى أن البنوك الإسلامية قد خطت خطوات كبيرة نحو الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول والإنترنت، ونرى على نحو متزايد شراكة تتطور بين شركات التكنولوجيا والبنوك للتوصل إلى حلول مبتكرة من “الفنتك”، هذا اتجاه مرحب به، وأود أن أشجع البنوك الإسلامية على التحرك بشكل أسرع في رحلة الرقمنة”.

بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية

وتطرّق المعراج إلى الحاجة إلى الاستثمار في بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية قائلاً “نحتاج إلى أشخاص ملتزمين ومؤهلين ومدربين لقيادة قطاع التمويل الإسلامي، يجب أن يكون لديهم رؤية واستراتيجية واضحة”.

وطرح المعراج سؤال على المشاركين في المؤتمر قائلاً: “هل نستثمر ما يكفي في إعداد قادة المستقبل في التمويل الإسلامي؟ (..) أعتقد أننا قمنا بعملنا لتطوير برامج تدريبية محددة ومخصصة لعلماء الشريعة والمهنيين في البنوك والمحامين وأعضاء مجلس الإدارة والإدارة العليا للمؤسسات المالية الدولية. أكثر من ذلك، يقع على الإدارة والمجلس واجب خلق ثقافة الامتثال والكفاءة والأخلاقيات في مؤسساتهم بحيث يتم جذب الأشخاص الملتزمين والمختصين للعمل في المؤسسات المالية الدولية. وبدون أشخاص من الدرجة الأولى، لا يمكنك الحفاظ على زخم نمو الصناعة على المدى الطويل”.

من جانبه، أشار رئيس مجلس هيئة الأوراق المالية السعودية، محمد القويز، إلى أن معدل الائتمان في الاقتصاد السعودي كان ضئيلا جدًّا قبل أن يشهد القطاع المصرفي تطورًا هائلاً، إذ نمت أصول القطاع المالي إلى 930 مليار ريال سعودي بمعدل نمو سنوي 6 % خلال السبع سنوات الماضية، في حين تمثل الخدمات المالية الإسلامية نحو 48 % خلال نفس الفترة، إذ يعتبر القطاع المالي الإسلامي في السعودية الأكبر على مستوى العالم.

ولفت المسئول السعودي إلى أهمية المعايير الدولية الإسلامية والتي يلعب فيها “الأيوفي” دورًا كبيرًا، إذ إن المعايير التي تصدرها الهيئة تلعب دورًا كبيرًا في توحيد الأسس التي تعمل عليها الصناعة المصرفية الإسلامية والتي بلغ نحو 112 معيار.

 

“BisB” راعيًا فضيًّا لـ”الأيوفي الرابع عشر”

أعلن بنك البحرين الإسلامي (BisB)، كعادته السنوية، عن رعايته الفضية للنسخة 14 من مؤتمر أيوفي السنوي للهيئات الشرعية والمؤسسات المالية الإسلامية. وتشتمل قائمة المتحدثين على عدد من أصحاب الفضيلة، وعلماء الشريعة، وممثلي المصارف المركزية، والجهات الرقابية، وممثلين عن الإدارات العليا للمؤسسات المالية الإسلامية، وشركات المحاسبة والتدقيق، والمكاتب القانونية، والجامعات، ومؤسسات التعليم العالي، والمؤسسات الإعلامية. وقال الرئيس التنفيذي للبنك، حسان جرار “يسعدنا الإعلان عن رعايتنا السنوية لمؤتمر أيوفي للهيئات الشرعية والمؤسسات المالية الإسلامية، والذي يأتي ضمن إطار حرصنا على دعم مختلف الفعاليات والبرامج التي تهدف إلى تطوير القطاع المصرفي الإسلامي، وخاصة هذا المؤتمر الذي يعتبر من أهم المنصات لمناقشة أبرز المواضيع وآخر التطورات المتعلقة بقطاع الصيرفة والتمويل الإسلامي”.