+A
A-

عبدالرضا: البحرين من الدول المتقدمة عربيا في رعاية الموهوبين

لا شك أن الطفل الموهوب يختلف كثيرا عن أقرانه، وهناك دلائل وإشارات منذ نعومة الأظافر تبين نبوغ وتميز الطفل في أي مجال كان؛ لأن النسبة العظمى لمواهب الأطفال تبرز في السنوات الأولى من العمر. وتلعب الأسرة دورا كبيرا في تنمية موهبة الابن ورعايتها، أو بخلاف ذلك إهمالها وخنقها وهي في المهد. “البلاد”، ولأهمية الموضوع، التقت المدرب صالح عبدالرضا، المحاضر في الإبداع ورعاية الموهوبين وأحد أبرز العاملين في هذا المجال.

كيف تكتشف الطفل الموهوب عن غيره؟

عملية الكشف عن الموهوب تمثل البداية والمدخل الصحيح لرعايته، وللكشف عن هذا الموهوب يجب أن يتشارك مجموعة من المحيطين بالطفل للكشف عن موهبته، وهم:

- أولًا: الأسرة: عن طريق ملاحظة الخصائص السلوكية التي يبرزها طفلهم في المنزل، والتي ترتبط بخصائص المبدعين والمتميزين، مثل: حب الاستطلاع، كثرة الأسئلة، البحث عن حلول للمشكلات، الطلاقة في طرح الأفكار وغيرها

- ثانيًا: المعلم: للمعلم دور مهم وفي ترشيح الموهوبين عبر ملاحظته الدقيقة للخصائص السلوكية للموهوب: من خلال تفاعله في الحصة الدراسية مع الطلبة، وأن تكون تلك الخصائص بارزة، وهي ما تسمى باستمارة ترشيح المعلمين

- ثالثا: المقاييس والاختبارات: ويقصد بها الاختبارات الموضوعية الخاصة بالكشف عن الموهوبين التي تطبق داخل المدرسة من قبل متخصصين مثل: اختبارات الذكاء والإبداع

ويجب أن نركز على نقطة مهمة هنا، وهي أن الموهبة التي تركز عليها معظم الأدبيات التربوية لا تعني فقط التحصيل الدراسي، وإنما أشمل من ذلك.

 

ما دور الأهل تجاه طفلهم الموهوب؟

سأبدأ حديثي هنا بقول لبلوم يقول فيه “إن الأسرة تلعب الدور الأهم في تشكيل الموهبة لدى الطفل، وإذا لم تقم الأسرة بتشجيع الطفل وتقديره وتوفير المناخ الملائم في البيت فإن الموهبة قد تبقى كامنة”. تقدم لنا هذه المقولة إشارة واضحة لأهمية ملاحظة الأسرة لسلوك أبنائها منذ الصغر وتوفير فرص لتنمية تلك المواهب الواعدة، وعلى الأسرة أن تعي أن الموهوب له تفكيره الخاص وخصائصه التي تميزه، التي قد تكون مختلفة عن الأم والأب، وأن تشجع اهتمامات هذا الطفل الموهوب حتى لو كانت من وجهة نظر الوالدين عادية.

ولكن السؤال الذي نطرحه: ما الخطوات العملية التي على الأسرة مراعاتها للمساهمة في تنمية قدرات الموهوب؟ ونقول في هذا الصدد بعضا من تلك الخطوات:

- يجب على الأسرة أن تتثقف بمحاضرات وورش عمل ومراجع في مجال تربية الموهوبين.

- معرفة الأسرة بأنه ليس من الضرورة أن يحصل الموهوب على الدرجات الكاملة في جميع المواد الدراسية.

- أن تتفهم الأسرة أن للموهوبين حاجات نفسية واجتماعية، وبالتالي وعي أولياء الأمور بهذه الحاجات أمر ضروري؛ حتى يستطيعوا مساعدة الموهوب في التغلب على المشكلات الانفعالية التي قد يتعرض لها، والتي يمكن أن تعيق أو تخفي موهبته

- أن الموهوب يستطيع إنجاز المهام الموكلة إليه في وقت أقل من أقرانه العاديين وبأسلوب مختلف أحيانًا.

- توفير مكتبة في المنزل تتوافر فيها قصص لمبدعين وألغاز تعليمية وبرامج لتعليم التفكير وموسوعات علمية وغيرها.

- توفير مصادر متنوعة لتنمية الذكاء والذكاء العاطفي والإبداع وحل المشكلات والخيال.

- تقديم خبرات للموهوب مثل: الندوات والمحاضرات العلمية والأفلام التي تنمي الخيال وزيارة المكتبات والمتاحف والمسارح والمراكز العلمية والمشاركة في الورش وخدمة المجتمع.

- تعويد الموهوب على التعامل مع الفشل والإحباطات.

- هذا المربع هو من وجهة نظري مهم لكل أسرة، بحيث تراعي الجوانب المختلفة للطفل الموهوب، وليس جزءا على حساب آخر.

 

هل هناك إستراتيجية اكتشاف ورعاية الموهوبين في البحرين؟

مملكة البحرين من الدول المتقدمة في رعاية الموهوبين على مستوى الوطن العربي، حيث يوجد اختصاصي موهوبين مؤهل داخل بعض المدارس يقوم بالكشف عن الموهوبين ورعايتهم بأساليب علمية (لا أستطيع أن استطرد في الموضوع لعدم تخويلي من قبل الوزارة المعنية).

 

إلى أي مدى تستفيد الدولة من الموهوبين؟

يتم الاستفادة منهم في بعثات سمو ولي العهد أو بعثات “بابكو”، وللبحرين دور مميز مرتبط بالمواهب الرياضية والمشاركة في المحافل الدولية، كما أن لموهبة الرسم اهتماما ملحوظا ومشاركات عالمية، ولكن المأمول هو أن نحدد المواهب التي نحتاجها في مملكة البحرين بما يتناسب والمشكلات التي نحتاج لحلول لها والرؤية المستقبلية للملكة، والعمل على اكتشاف المواهب من المرحلة الابتدائية؛ لعمل برامج نوعية لهم ومن ثم تحديد التخصصات المناسبة لهم في البعثات الدراسية.

 

لماذا ينفر كثير من الطلبة من مادة الرياضيات؟

مادة الرياضيات محط اهتمام الدول المتقدمة؛ لأنها مادة رئيسة لكل العلوم، وينفر بعض الطلبة منها لأسباب من وجهة نظري:

- عدم وجود التشويق المناسب في تدريسها.

- التأثر بالسياق الاجتماعي من أن الرياضيات مادة معقدة وصعبة.

- عدم التركيز على التطبيقات الحياتية المرتبطة ببيئة الطالب، بحيث تساعده على فهم المادة بصورة أكبر.

 

ما دور التكنولوجيا في الموهبة؟

للتكنولوجيا دور في حياتنا جميعا، والموهوب جزء من هذه المنظومة.

 

هل يقو م أولياء الأمور أو الطلبة بطلب الاستشارات الفنية منكم؟

يقوم بعض أولياء الأمور بأخذ الاستشارات وكذلك بعض الطلبة الموهوبين، وغالبا ما يكون ذلك أثناء تقديم المحاضرات والورش.

 

ما البرامج التي تقدمها للمجتمع؟

قدمت ورش ومحاضرات في معظم مدارس البحرين الحكومية وبعض المدارس الخاصة، وتقدم البرامج لـ 3 فئات: الطالب الموهوب، المعلم، أولياء أمور الطلبة الموهوبين، كما أقدم بعض البرامج للصناديق الخيرية والنوادي وبعض الجمعيات.

 

هل قمت بتأليف كتاب في المجال؟

نعم، “مهارات حل المشكلات الحياتية والمهنية”، وهو دليل تطبيق وتدريبي لمهارات مهمة في الحياة وسوق العمل وبعض البرامج العالمية في تعليم التفكير .

 

طموحاتك المستقبلية؟

فتح مركز يقدم خدمات جديدة ومفيدة للطلبة الموهوبين والمبدعين، تكون محطة للطلبة لتنمية مواهبهم وإبراز إبداعاتهم وتطوير تلك المواهب والإبداعات، فتح أكاديمية تهتم بالرياضيات تكشف عن الموهوبين في الرياضيات بحيث أقدم طلبة قادرين على تمثيل البحرين في المسابقات العالمية تشرف مملكتنا الغالية، والعمل مع أستاذ جامعي أو مركز أبحاث في تقنين اختبارات للكشف عن الموهوبين في منطقة الخليج العربي.