+A
A-

فرنسية بعد 3 سنوات في البحرين: أصبحت وطني الثاني

أنا سيغولين كريتو، فرنسية الأصل والجنسية من مواليد 1990، قضيت حياتي في فرنسا في مدينة ليون، وأكملت دراسة البكالوريوس والماجستير في باريس بمجال الضيافة، وقبل 3 سنوات قررت الانتقال إلى البحرين، وبكل صراحة لم أكن أعرف الكثير عن هذا البلد كالعديد من الفرنسيين، والذي أقنعني للانتقال هو أحد مواطني المملكة الذي أتى لدراسة ماجستير حقوق الإنسان في فرنسا، حيث قدّم لي ولكل الفرنسيين الذين التقوا به صورة رائعة عن مملكة البحرين واهتمامها بتنمية حقوق الإنسان ونشر مبادئ التسامح والتعايش والوئام.

 

وجدت من خلال إقامتي في هذا البلد أن شعب البحرين شعب عريق ومثقف وكريم ومنفتح على جميع الشعوب والحضارات والثقافات الأخرى، إنه شعب يحب استقبال الشعوب الأخرى ومساعدتهم، لقد وجدت بهم طيبة وأصالة وتواضع لم ألحظها في شعوب العديد من الدول الأخرى التي زرتها مسبقاً.

ولا أخفي تأثري عندما لاحظت اهتمام الكثير من مواطني البحرين بالثقافة الفرنسية، مما جعلني أنظم دروسا مجانية لتعليم اللغة ونشر الثقافة الفرنسية، حيث شارك بها أكثر من 200 شخص، وبعدها أصبحت أدعوا الفرنسيين من الأصدقاء والأهل لزيارة هذا البلد الرائع ومشاركتي التجربة، وفي المقابل بدأت بتعلم اللغة العربية.

يذكر أنه أصبح لدي أصدقاء كثر من أبناء هذا البلد، بل وتلاقت رؤيتي التجارية معهم لتأسيس عدد من المشاريع التجارية المرتكزة على نشر الثقافة الفرنسية عبر المأكولات والمنتجات والضيافة، وأهمها كافيه فرنسي فتحته مؤخرا في المنطقة الدبلوماسية، كما أحلم بتصنيع منتجات في البحرين بسواعد بحرينية فرنسية وتصديرها للدول المجاورة.

ومن جانب آخر، فلقد أعجبتني كثيرا سياسة البحرين المتسامحة والمنفتحة على الشعوب الأخرى، وأقدم بالغ إعجابي بما يقوم به جلالة الملك من جهود لنشر قيّم ومبادئ حقوق الإنسان وخصوصاً رغبته وتركيزه على تأسيس نظام إقليمي شامل لحماية حقوق الإنسان عبر إنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى تأسيس مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، ناهيك عن دوره المشهود في تعزيز العلاقات البحرينية الفرنسية.

كما أشيد بسياسات البحرين المهتمة بتحريك عجلة الصناعة والتجارة، وما تقوم به تمكين من دعم للمشاريع، وما تقدمه غرفة التجارة والصناعة برئاسة سمير ناس من اهتمام بالغ بالتجار، وكذلك زاد من سعادتي كأجنبية في هذا الوطن الجهود الثقافية التي تقوم بها هيئة البحرين للثقافة والآثار برئاسة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وكذلك أعجبت كثيراً بكل الجهود المقدمة من هيئة البحرين للسياحة والمعارض برئاسة الشيخ خالد بن حمود آل خليفة.

وأخيرا، كتبت هذا المقال باللغة الفرنسية وطلبت ترجمته للغة العربية ونشره لحبي وتعلقي بالمملكة وشعبها ولرغبتي في مشاركة مشاعري معكم، وأدعو الله أن يديم الأمن والرخاء لوطني فرنسا ولوطني الثاني البحرين.