+A
A-

الرئيس العراقي يدعو المتظاهرين لاختيار رئيس للحكومة

دعا الرئيس العراقي برهم صالح المتظاهرين والسياسيين في البلاد، إلى اختيار رئيس حكومة جديد للعراق خلفا للمستقيل عادل عبدالمهدي. وقال صالح، أمس الثلاثاء، في بيان بمناسبة انتصار العراق على تنظيم “داعش” نشرته وكالة الأنباء العراقية الرسمية: “يا أبنائي وبناتي المتظاهرين وأنتم يا أبطال قواتنا الأمنية، اجعلوا من الساحات والجسور نقاط تلاق لا تقاطع، ولا تسمحوا للأعداء بأن يشوهوا تاريخنا وانتصاراتنا من خلال المندسين والمخربين الذين يريدون بالعراق وأهله سوءا”.

وتابع: “بعزمكم وهمتكم جميعا دعونا نكمل معا مسيرة إصلاح نظامنا، وتقويم مكامن الخلل والخطأ بالتأسيس لحكم رشيد”.

وأضاف صالح: “أدعوكم كما أدعو الكتل السياسية لنتعاون جميعا من أجل تسمية من نرتضيه ونتفق عليه لتكليفه برئاسة مجلس الوزراء وتشكيل حكومة جديدة ضمن المدد والسياقات الدستورية، تتكفل بحل المشكلات وتعيد إعمار العراق”.

وأردف الرئيس: “مبارك لنا ذكرى النصر العظيم، ونحن نستحضر الذكرى السنوية لإزاحة ذلك الظلام الذي جاء به وحوش العصر (داعش)”.

وفي أواخر ديسمبر 2017، أعلن العراق هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي، الذي سيطر بقوة السلاح على مناطق واسعة من البلاد في صيف 2014. ويشهد العراق منذ مطلع أكتوبر الماضي احتجاجات واسعة النطاق، بدأت بمطالب معيشية ثم أصبحت ذات صبغة سياسية، ودفعت رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي إلى تقديم استقالته في أواخر نوفمبر الماضي.

ورغم الاستقالة، استمرت الاحتجاجات في العاصمة بغداد ومحافظات الجنوب، ويطالب المتظاهرون برحيل النخبة السياسية التي حكمت البلاد منذ العام 2003 وتشكيل حكومة كفاءات.

ومع الاحتجاجات المستمر، تواصل نزيف الدم العراقي، إذ تقول جماعات حقوقية إن عدد القتلى في البلاد وصل إلى 460 قتيلا بعضهم سقط برصاصة ميليشيات في بغداد الأسبوع الماضي. ومساء أمس الثلاثاء، تزايد أعداد المتوافدين إلى ساحة التحرير وسط بغداد، حيث أقام المتظاهرون العديد من الفعاليات الفنية والاجتماعية داخل الساحة.

وفي وقت سابق، أغلق المتظاهرون في العاصمة العراقية جسر الجمهورية، الذي يصل إلى المنطقة الخضراء؛ تفاديا لوقوع أي حالات اندفاع باتجاه المنطقة، وحصر التظاهرات في الساحة فقط.

وبدأ توافد أبناء بعض المحافظات الجنوبية باتجاه العاصمة للمشاركة في تظاهرة حاشدة متوقعة أن تتسع مساء. في حين أفادت وكالة الأنباء العراقية، أن متظاهري التحرير دعوا نظراءهم إلى البقاء في محافظاتهم.

وتشهد العاصمة العراقية انتشارا أمنيا مكثفا منذ مساء الإثنين؛ استعدادا للتظاهرة المليونية المتوقعة. فقد انتشرت قوات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية عند مداخل العاصمة والشوارع الرئيسة، كما اتخذت إجراءات أمنية مشددة قرب المراكز الرئيسة، ونصبت حواجز تفتيش وتدقيق، وشهدت الطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء إجراءات مماثلة. كما تم الاتفاق من قبل المتظاهرين في ساحة التحرير على أن كل الدعوات التي انتشرت سابقا للدخول للمنطقة الخضراء مرفوضة.

وشددوا على أنه “لا توجد أي مصلحة في دخول المنطقة الخضراء؛ لأنها تحتوي على سفارات عالمية ومنظمات أممية قد تطالها أيدي المندسين، وبالتالي تقع الملامة على المتظاهرين السلميين، ونفقد دعم المجتمع الدولي لتظاهراتنا المطالبة بالحقوق لا غير”.  إلى ذلك، توجهوا بكلمة إلى المشاركين في التظاهرة قائلين: “لكل القادمين إلى ساحة التحرير، نُرحب بكم متجردين من كل انتماء.. يجمعنا الوطن.. سلاحنا السلمية والثبات في التحرير”.

كما نفى المتظاهرون في بغداد علاقتهم بما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي من دعوة للمحافظات للقدوم إلى العاصمة، مؤكدين في بيانهم أن هنالك مخططا من قبل مفسدين لإخراج التظاهرات عن سلميتها وتحويلها إلى أعمال تخريبية.