+A
A-

في ظل جائحة “كورونا”.. ما هي أولويات رعاية مرضى السكري؟

تتناول استشارية طب العائلة وأمراض السكري بمركز “ستانفورد الطبي” الدكتورة رابحة سلمان إلقاء الضوء على الإرشادات الإكلينيكية الصادرة من عدة منظمات متخصصة لكيفية إدارة رعاية مرضى السكر وتنسيق الخدمات المقدمة لهم من قبل النظام الصحي أثناء فترة الوباء.
وتشير إلى نظام NHS  البريطاني في إصداره الأحدث بتاريخ 16 مارس 2020 ، والذي وضع من بين الأولويات أنه لم يعد هناك جراحون وأطباء مسالك بولية وجراحة العظام، نحن فقط أطباء أصبحنا جزءًا من فريق واحد لمواجهة هذا التسونامي الذي طغى علينا”، وهي مقولة للطبيب الإيطالي دانييل ماكتشاين، مدينة برغامو، إيطاليا، 9 مارس 2020، وفي هذه العبارة إشارة مهمة يختصرها بالقول :”كطبيب، تقع على عاتقنا جميعًا مسؤوليات عامة فيما يتعلق بـ CORONAVIRUS-19 ، ويجب علينا البحث عن إرشادات وطنية ومحلية والتصرف بناءً عليها... لدينا أيضًا مسؤولية محددة لضمان استمرار رعاية مرضى السكري الأساسية مع الحد الأدنى من العبء على النظام الصحي، ويجب أن نتعامل مع أولئك الذين يخططون في اللجنة الوطنية فيما يتعلق بمرضى السكري، وقد نحتاج أيضًا إلى العمل خارج مجالات التدريب والخبرة الخاصة بنا في الظروف الاستثنائية التي قد نواجهها، وقد لا يبدو مرض السكري في الخط الأمامي مع فيروس كورونا التاجي، ولكن لدينا دورًا رئيسيًا نلعبه ويجب التخطيط لذلك وفق استجابة الضغوط على النظام الصحي، قد يتم تقليص المكون الاختياري لطبيعة عملنا في هذا الوقت و لمواجهة جائحة الكورونا، وينبغي علينا البحث عن أفضل الحلول المحلية لمواصلة الإدارة السليمة لمرضى السكري مع حماية الموارد اللازمة.

الإدخال الإلزامي للمستشفى
ومن بين الأولويات تحديد فئات مرضى السكري، وحسب متابعتها لتلك الإرشادات الإكلينيكية، تصنفهم الدكتورة رابحة إلى  المرضى  المحتاجين للإدخال الإلزامي للمستشفى، مع الاستمرار في قبول إدخالهم وتوفير الرعايه الطبية لهم، ومنهم على سبيل المثال المصابون بحالات الأحماض الكيتونية في السكري (DKA)، ويجب علينا تسريع العلاج لهم لتجنب التأخير وتسريع التفريغ لتقليل مدة الإقامة، وعن خدمات الرعاية الثانوية، يجب الحفاظ على حضور المرضى الخارجيين إلى الحد الأدنى الآمن، لا بد أن نضع  في اعتبارنا استخدام العيادات الافتراضية وتحديثات الهاتف.
وفيما يتعلق بخدمات الرعاية الأولية لمرضى السكري، هناك ضرورة النظر في استخدام العيادات الافتراضية وتحديثات الهاتف  مع ضمان توفير مواعيد متابعة على مدى فترة طويلة، عند التخطيط لرعاية هذه  الفئات بما تقتضيه الضرورة المحلية، مع مراعاة المرضى المحتاجين للإدخال الإلزامي في المستشفى، وجيب تعيين استشاري رئيس قد تكون مهمته ليوم واحد أو بضعة أيام أو حتى خمسة أيام في وحدات صغيرة، وهذا المستشار  يكون له دور أساسي أثناء إدارة الأزمات، ولا يمكن أن يقوم به الاستشاري “المناوب”، هذا المستشار لا يجب أن تكون له واجبات سريرية في هذه الفترة ودوره يجب أن  ينطوي على تنسيق الخدمة بأكملها بما فيها الاتصال مع التخصصات والمديرين الآخرين.

زيادة السعة الاستيعابية
هناك ما يقارب 18 إلى 20 بالمئة،  من أسرة المستشفيات يشغلها مصابي السكري، ومن المرجح  أيضًا أن يعاني مرضى السكري أعراضًا أكثر شدة لعدوى الفيروس التاجي، لذلك من المتوقع  أن تزيد هذه نسبة إشغال أسرة المستشفيات من قبل مرضى السكري إلى أكثر من 18٪ خلال الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة، وبالتالي، سنحتاج  إلى استمرارية خدمات مرضى السكري وزيادة السعة الاستيعابية للمرضى الداخليين من أجل دعم رعاية المرضى الداخليين المصابين بالسكري والفيروس التاجي، ودعم المرضى الداخليين الآخرين المصابين بمرض السكري لتسهيل التفريغ المبكر، وزيادة السعة الاستيعابيه للمرضى الداخليين، بالإضافة إلى توفير الدعم عن بُعد إذا لزم الأمر لمن خرجوا إلى منع إعادة الإدخال.
أما خدمات الرعاية الثانوية، فهي تحتاج إلى خدمات القدم السكرية، خدمات الحمل والسكري، وسيكون من الضروري إجراء الفرز المسبق لقوائم العيادات لتقييم المرضى الذين قد يحتاجون إلى الاتصال المباشر مع عيادات السكري من النوع الأول الروتينية والنوع الثاني، وفي الرعاية الصحية الأولية يجب إعادة فرز المرضى المتابعين في عيادات الأمرض المزمنة وعيادات السكري وتحديد الأولويات.

زيارة مراكز الرعاية للفحص
وتذهب الدكتورة رابحة سلمان إلى بعض العوامل المهمة ومنها أن تسعى خدمات مرضى السكري إلى الحفاظ على صحة الأفراد وتحسينها على مدار فترة الوباء، ويجب ألا نقلل من أهمية هذه المساهمات في الاستجابة الوطنيه الشاملة للخدمات الصحية لمواجهة كورونا، ولا ينبغي تأجيل أو  إلغاء بعض الخدمات إذا كان ذلك ممكنًا على الإطلاق، مما قد يتسبب  في آثار حادة محتملة، على سبيل المثال خطر البتر في سياق مرض القدم السكرية النشطة، ويمكن إجراء بعض الاتصالات عن بُعد (الهاتف والبريد الإلكتروني ومكالمات الفيديو)، على الرغم من أن الاعتماد على المعلومات البيوكيميائية لإبلاغ قرارات العلاج السريريه لمرضى السكري يعني أنه يجب أيضًا النظر في الحاجة إلى زيارة المريض لمراكز الرعاية الأولية،  لإجراء فحص الدم  في حال ما كانت النتائج السابقة أو الحالية تحت السيطرة، كما يجب تجنب النشاطات الجماعية التي تتم وجهًا لوجه واستبدالها بأنشطة أو الاتصال عن بُعد.