+A
A-

البي: أولياء الأمور غير مهتمين بتحفيظ أبنائهم القرآن

دعا مُحفظ القرآن الكريم بمركز ابن الجزري الإسلامي أحمد البي أولياء الأمور إلى استثمار وفرة الوقت وقلة الالتزامات، في إلحاق أبنائهم بدروس حفظ القرآن الكريم وتدريس علومه، بقوله ”هي فرصة سانحة لتكريس هذا الجهد بظل شهر الله الفضيل”.

وقال البي بحوار أجرته معه “البلاد”: أدعوهم لتجديد الإخلاص لله سبحانه وتعالى، وأن يعتبروا من محنة “كورونا” كباب من التنبيه من الله عز وجل؛ لتصحيح جميع الأمور التي تربطهم بخالقهم، وإعطائها أولوية لا تقل عن الأمور الدنيوية.

أشرف العلوم

ما فضل القرآن الكريم؟

هو أشرف العلوم على وجه الأرض، ويعد غذاء روحيا للمسلم، لا يمكن الاستغناء عنه، حاله حال الطعام والشراب، إذ يموت الجسد من دونهما.

 

منذ 9 أعوام

كيف كانت بدايتك في تدريس وتحفيظ القرآن الكريم؟

البداية عندما انتهيت من أخذ شهادة رواية حفص عن عاصم (وجه من وجوه قراءة القرآن)، إذ كان لدي طلاب من صغار السن، كنت أحفظهم بأوقات دروس التجويد، وعندما انتهيت انقطعت عن هؤلاء الطلاب.

فبادر الأخ وليد جناحي جزاه الله خيرًا، بأن ساعد هؤلاء الطلبة في الاستدلال على بيتي، فجاءوني وطلبوا مني أن أستمر بتدريسهم، فالتحقت بمركز ابن الجزري للتحفيظ، الذي يشرف به الأخ جناحي على قسم القراءات، بأن التحق محفظًا العام 2001.

 

الصبر

ما المهارات الواجب توافرها في المحفظ ليكون ناجحًا؟

أن يكون صبورًا، وأن يراعي قدرات الطلاب ومستوياتهم في الحفظ، وأن تكون لديه خبرة في العلم الذي يقوم بتدريسه، وكيفية تطويرية.

 

السنوات الحرجة

ما الفئات العمرية الأكثر صعوبة بالتحفيظ، ولماذا؟

الفئة العمرية بين 13 و15 سنة؛ لأنهم أكثر الفئات تفلتا بهذه الفترة، والمحافظة عليهم وإقناعهم بالالتزام على دروس التحفيظ يحتاج مهارة كبيرة من شيخهم، بأن يعرف كيف يحبب الطالب بالدرس، فيجعله من المواظبين عليه بهذه السنوات الحرجة التي تدخل بمرحلة المراهقة.

تسميع وحفظ

ما أهم الصعوبات التي يواجهها المحفظون؟

يجب أن تكون مطلعا على ما يحدث بالساحة، بحيث تكون آلية التحفيظ جذابة ومفيدة للفرد الناشئ، وهم أمر يلمسه الوالدان بوضوح من خلال تطور أداء أولادهم، ومدى تعلقهم ورغبتهم في الاستمرار بحضور حلقات التحفيظ، وبحيث لا يكون مجرد حضور للتسميع والحفظ.

وأدعو لمواكبة للتقنيات الحديثة، وبحيث ينقح التحفيظ بنكهات عصرية تتناسب مع متغيرات الزمن، ما نراه اليوم لم يزد عن عهد الرسول (ص)، وبشكل يناسب القول “تعال.. احفظ.. وروح”.

يجب أن يكون للمحفظين المقدرة على تفعيل القرآن الكريم في الزمان الذي يعيش فيه الطالب، وفي حياته، وفي يومياته، هذا الأمر غير موجود البتة في مراكز التحفيظ.

 

مستوى منخفض

ما مدى حرص أولياء الأمور على إلحاق أبنائهم بحلقات التحفيظ؟

للأسف الشديد، في الآونة الأخيرة قل اهتمام العديد من الأسر بإلحاق أبنائهم بهذه الحلقات؛ نظرًا لالتزاماتهم الدنيوية، مثل الدراسة والعمل والالتحاق بالدروس الخاصة، وإعطاء هذه الحلقات مستوى منخفضا من الأولوية، وهو أمر خاطئ؛ لأنه يهتم بالجانب المستقبلي ولا يهتم بالأمور الروحية التي تصل الابن بخالقه.

 

معظمهم موظفون

التعليم عن بعد أصبح من الوسائل المتبعة في تدريس وتحفيظ القرآن الكريم وعلومه، كيف ترى هذه التجربة؟

تجربة ناجحة، ولكن الأرضية بحاجة إلى تمهيد، بحيث يتم للمركز استقطاب أكبر عدد ممكن من الطلبة، من مختلف مناطق البحرين، في الأوقات والأيام التي تناسبهم.

فمعظم مراكز البحرين متقيده بأيام وأوقات معينة، وغالبًا بعد صلاة المغرب وحتى العشاء؛ لأن معظم المدرسين هم موظفون يعملون في الفترة الصباحية.

تقييد المركز بهذا الأوقات، يحد من التزام الطالب على الدروس، ويعطل العملية التعليمية له، وعليه فمن الضرورة المرونة بالوقت وبحيث يكون المدرس والطالب موجودين معًا، خصوصًا أن بعض الطلاب لدينا هم موظفون أو طلبة بالجامعات.

 

باب التنبيه

ما نصائحك لأولياء الأمور لشهر رمضان في ظل العزل المنزلي؟

نظرًا لوفرة الوقت وقلة الالتزامات، فهي فرصة سانحة لتكريس الجهد في حفظ القرآن الكريم بظل هذا الشهر المبارك.

وعليه أدعوهم لتجديد الإخلاص لله سبحانه وتعالى، وأن يعتبروا من محنة كورونا، كباب من التنبيه من الله عز وجل، لتصحيح جميع الأمور التي تربطهم بخالقهم، وإعطائها أولوية لا تقل عن الأمور الدنيوية.

 

الدنيا قصيرة

كلمة أخيرة؟

الدنيا قصيرة، وعلى المرء أن يصالح ربه بالطاعة، وأن يجلس مع أهله ويصلح ما يمكن إصلاحه معهم، والأهم أن ينجز العمل بإخلاص، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، وصلاح المجتمع يبدأ من الفرد.