+A
A-

الصناعات اليدوية البحرينية... أصالة لا تنتهي

نحن كمجتمع بحريني، عُرفَ أجدادنا الأوائل بما تصنعه أيديهم من منتجات متقَنة، وما يزاولونه من مهنٍ تقليدية، فما نمارسه اليوم من هواياتٍ في الصناعات اليدوية، كانت في الماضي مهنا وصناعة.

واشتهرت البحرين منذ العصور القديمة بالصناعات اليدوية، والتي شكلت في ذلك الزمان ضرورة أساسية تساوت بالمأكل والمشرب، حيث كانت تلبي معظم حاجات السكان مثل التحف والأثاث والصناديق المحلاة بالمعادن والسفن الخشبية والأنسجة اليدوية المطرزة والمباخر والأواني المزججة والتحف الصغيرة، والتي تلخص جميعها التراث المكون للشخصية البحرينية. وتعتبر الحرف والصناعات التقليدية نتاجا حضاريا لعمليات التفاعل الحي بين المجتمعات المحلية، لما تحمله من دلالات حضارية، كما أنها باتت وسيلة للتعبير عن ثقافة المجتمع وأصالته، إضافةً إلى دورها كرافدٍ سياحي يجتذب الأنظار إلى ما تحمله مملكة البحرين من إرثٍ إنساني.

ومن أهم الصناعات صناعة الفخار والصناديق المبيتة، ويعود سبب هذه التسمية إلى أنه كان بمثابة الخزانة التي توضع فيها ملابس العروس أو جهازها إضافة إلى مصوغاتها الذهبية. ويصنع “صندوق المبيت” من خشب الساج أو السيسم المستورد من الهند، وهو قادر على مقاومة التلف لفترة طويلة ويميل لونه إلى البني الغامق، وبالتالي يقوم الحرفي بوضع نقوش زخرفية من رقائق المعدن الأصفر وتعرف بشرائح “النبراس”، إضافة إلى الدبابيس. وصناعة السفن والسلال والدمى، الصناعات اليدوية التراثية المأخوذة من النخلة التي كانت ولا تزال مصدر فخر واعتزاز للشعب البحريني، حيث اشتهرت البحرين قديما بأنها بلد المليون نخلة فإنتاجها يدخل في كل الأدوات التقليدية، وجميع البيوت البحرينية القديمة دخل جذع النخلة وسعفها وجريدها في بنائها، وعلى سعف النخيل تقوم صناعات متعددة، فمنه يصنع الحصير الذي تفرش به أرضية المنازل، وكذلك تصنع منه السلال التي تستخدم كأوعية لحفظ حاجيات المنزل، ومن الأدوات الخوصية الصغيرة “المهفة”، وهي عبارة عن مروحة صغيرة تصنع من الخوص على شكل مربع وتنتهي بمقبض، وتصنع منه أيضا السفرة على شكل دائري مزخرفة بألوان جميلة وتستعمل كمفرش لتناول الطعام.