+A
A-

حكاية أشهر الأطباق الرمضانية: تحرير “الهريس” من الأغنياء.. و”اللقيمات” يونانية

تزخر المائدة الرمضانية بأصناف متعددة من الأطعمة الشهية التي يتم الإعداد لها مبكرا؛ لتحظى العائلة بوجبة إفطار لذيذة بعد نهار طويل من الصيام.

وتحرص الأسر البحرينية على ألا تخلو مائدتها من بعض الأطعمة التي ارتبط اسمها بالشهر الفضيل، كالهريس والثريد والكباب البحريني واللقيمات، والتي يعمد الأهالي إلى توزيعها فيما بينهم في صورة رائعة من صور التكافل الاجتماعي المتأصلة في هوية المجتمع البحريني.

ولكن يا ترى ما حكاية تلك الأطعمة؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه من خلال هذا التقرير.

سيد المائدة

يعد الثريد سيد المائدة الرمضانية التي تتخذها الكثير من الأسر البحرينية وجبة رئيسة لإفطارها، فيما يستعيض عنها البعض بالأرز، ومن النادر جدا أن يؤكل الثريد في خارج شهر رمضان.

والثريد هو طبق معد من إسقاء الخبز مرق اللحم حتى يلين، وهو أحد الأطباق المشهورة في جميع الدول العربية، كما أن له عدة أسماء، كالفتة بمصر والشام، والرفيسة في المغرب، والمثورد في ليبيا، والتشريب أو الثريد في العراق  ودول الخليج العربي.

وتكمن أهمية أكل الثريد في شهر رمضان خصوصا في احتوائه على مكونات ذات قيمة غذائية عالية توفر للصائم النشاط والحيوية، إذ يتم تحضيره بإضافة أصناف متعددة من الخضروات إلى المرق، كالجزر والكوسا والبطاطا والطماطم وغيرها.

ويحكى أن أول من صنع الثريد كان نبي الله إبراهيم عليه السلام، فيما كان أول من أطعم الثريد في مكة هو جد الرسول (ص) هاشم، والذي كان اسمه عمرو ثم سمي هاشم، وذلك بعد أن ضربت المجاعة سكان مكة، فكان يهشم الخبز لإعداد الثريد، ومن ثم يقوم بتوزيعه للتخفيف من حدة تلك المجاعة.

وحول تلك الحادثة قال مطرود بن كعب الخزاعي:

عمرو الذي هشم الثريد لقومه ... قـوم بمكة مسنتين عجاف

سُنّت إليه الرحلتان كلاهما ... سفر الشتاء ورحلة الأصياف

 

طبق الأغنياء

كان طبخ الهريس في الخليج العربي مقتصرا على الأغنياء، فاعتاد الكثير منهم عند طبخهم الهريس في المناسبات توزيعه على من حولهم من الجيران، حيث لم تكن الكثير من العوائل تملك القدرة على إعداد هذا النوع من الطعام، الذي يتطلب إمكانات مالية جيدة.

ويعد طبق الهريس من القمح المغلي المهروس أو المطحون المخلوط باللحم، وهو أحد الأطباق التي يشتهر إعدادها في أيام المناسبات وبالخصوص خلال شهر رمضان.

هناك من ينسب الهريسة إلى الأصل العربي باعتبار أن أصل تسميتها تعود إلى كونها ناتجة عن عملية هرس القمح، حيث تعرف معاجم اللغة الهريسة على أنها “طَعَامٌ يُطْبَخُ مِنَ الْقَمْحِ الْمَدْقُوقِ وَاللَّحْمِ”.

وهناك من يتمسك بأصل الأكلة الأرمني، حيث يقال أن طبق الهريسة هو من الأطباق الأرمنية المشهورة والتي يعود تاريخها لعام 451 ميلادية، حيث يتم في الوقت الحاضر إعدادها في الأعياد الأرمنية، ويتم توزيعها مجانا.

 

لوكوماديس

أما الطبق الثالث فيعد من المأكولات الرمضانية السكرية، والتي يفضل البعض تناوله كأحد أطباق مائدة الإفطار الرمضانية المكملة، فيما يفضل البعض الآخر تناوله مع القهوة كطبق حلويات ما بين وجبتي الإفطار والسحور.

“اللقيمات” هي كرات عجين هشة يتم غمرها بعد قليها بالدبس أو العسل، وهي أحد الأطباق الشهيرة التي تزخر بها المائدة الرمضانية.

هناك من يرجع أصل الطبق إلى كونه طبقا عربيا عراقيا، حيث تدعى هناك بلقمة القاضي، فيما يرى البعض الآخر أن أصل الطبق يوناني وهو أحد الأطباق المشهورة في قبرص، حيث يفضلون تناولها مع الآيسكريم بنكهة القرفة، وتدعى هناك باسم “لوكوماديس”.

 

الكباب البحريني

واحدة من أبرز الأطعمة الرمضانية هي الكباب البحريني أو “كباب النخي”، والذي يعد أحد الأطباق المحلية التي تتميز باحتوائها على طحين الحمص كعنصر أساسي.

ويقتصر البحرينيون على تسمية الكباب البحريني باسم الكباب فقط، حتى أنهم يطلقون أحيانا على طريقة لف شعر الفتيات الدائري من الخلف اسم “الكبابة”، وذلك لتشابهها مع شكل الكباب الدائري.

ووفقا للتسمية، فإنه من المرجح أن يكون أصل هذا الطبق بحرينيا، حيث إنه يعرف في الخليج العربي بشكل خاص بهذا الاسم، كما أنه ليس معلوما متى بدأ صنع هذا الطبق.