+A
A-

مطالبات دولية بالتحقيق في مقتل 304 متظاهرين بإيران

نشرت منظمة العفو الدولية، ومقرها في لندن، وثيقة تحتوي على تفاصيل مقتل 304 من الرجال والنساء والأطفال المتظاهرين الذين قتلوا على أيدي قوات الأمن الإيرانية أثناء قمع للاحتجاجات الجماهيرية التي اندلعت في أنحاء إيران بين 15 و19 نوفمبر 2019.

وذكرت المنظمة أن استخدام قوات الأمن للقوة المفرطة ضد الغالبية العظمى من القتلى أمر غير قانوني، موضحة أنه بعد 6 أشهر من الاحتجاجات، تواصل عائلات الضحايا جهودها من أجل الحقيقة والعدالة بينما تواجه المضايقات والترهيب المكثف من قبل السلطات.

كما تصر السلطات على رفضها الكشف عن حقيقة حصيلة القتلى وإجراء تحقيقات جنائية شاملة ومستقلة ونزيهة وتقديم المسؤولين عن أمر وتنفيذ عمليات القتل هذه إلى العدالة، وفقا للمنظمة.

وكررت العفو الدولية دعوتها إلى الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتكليفها بإجراء تحقيق في أعمال القتل المذكورة.

وتعتقد المنظمة أن العدد الحقيقي للوفيات أعلى من الرقم الموثق البالغ 304؛ بسبب مناخ الخوف الشديد الذي أوجدته السلطات الذي أدى إلى انخفاض عدد الأسر والأفراد الذين يتجرأون على التحدث عما حدث لأبنائهم.

ومارس مسؤولو المخابرات والأمن في إيران حملة مضايقة وترهيب لعائلات القتلى خلال الاحتجاجات لمنعهم من التحدث علانية عن الضحايا. وأفادت العديد من العائلات التي أجرت منظمة العفو الدولية مقابلات معها بأنها أُجبرت على التوقيع على تعهدات بأنها لن تتحدث إلى وسائل الإعلام وستلتزم بالقيود المفروضة على كيفية إحياء ذكرى أبنائها من أجل الحصول على جثثهم.

وفي جميع الحالات تقريباً التي سجلتها منظمة العفو الدولية، حضر مسؤولو الأمن والاستخبارات مراسم الجنازة والنصب التذكاري للضحايا على ما يبدو لضمان مراعاة القيود في ما يشكل ترهيبا واضحا لأسر الضحايا. ووثقت المنظمة 23 حالة قتل للأطفال. وكان 22 من الأولاد، تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا، وفتاة دون سن 12 عاما. من المرجح جدا أن يكون عدد الأطفال الذين قتلوا أكبر. هذا بينما كانت غالبية الضحايا المسجلين على الأقل 42 %، في العشرينات من العمر و24 % في الثلاثينات من العمر. وتمكنت منظمة العفو الدولية من فحص أدلة على قيام قوات الأمن بإطلاق الذخيرة الحية، غالبًا على الرأس أو أعلى الجسم مما يشير إلى أنها كانت تطلق النار للقتل. وكانت أكثر حالات قتل المتظاهرين بعد العاصمة الإيرانية طهران، في إقليم الأهواز الذي شهد مجزرة قامت بها قوات الأمن والحرس الثوري في مدينة معشور جنوب الإقليم راح ضحيتها العشرات باستخدام الدبابات والأسلحة الثقيلة وطائرات من دون طيار “درون”. يشار إلى أن وزارة الخزانة الأميركية فرضت عقوبات جديدة، يوم الأربعاء؛ بسبب تلك المجازر وشملت وزير الداخلية الإيراني عبدالرضا رحماني فضلي، وزير الاستخبارات الأسبق علي فلاحيان، و7 مسؤولين آخرين، لاتهامهم بـ ”انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان”.