+A
A-

المسك ملك الأطياب من غزال نادر

المسك ملك أنواع الطيب وأشرفها وأطيبها، وهو الذي يضرب به المثل بين الأطياب جميعها؛ لأنه يسر النفس ويقويها ويقوي الأعضاء، الباطنية جميعها شربا وشما والأعضاء الظاهرة إذا وضع عليها.

والمسك الجيد كان يوضع في آنية خاصة به تسمى “النوافج” ومفردها نافجة مصنوعة من الذهب أو الفضة أو النحاس، ثم تملأ بمسحوق المسك وتوضع في ردهات قصور الخلفاء والأمراء، فتعطرها بأريجها ورائحتها الزكية.

ويتكون المسك في غدة كيسية يبلغ حجمها حجم البرتقالة في بطن نوع من الظباء يسمى غزال المسك، وتوجد هذه الغدة بقرب الفتحة القلفية للذكر، ولا يوجد المسك في الإناث وفي هذه الأكياس يفرز الغزال مسكه. يعرف غزال المسك علميا باسم Moschus moschi ferus، وهو غزال طوله نحو متر وارتفاعه من عند الأكتاف نصف المتر وشعره بني رمادي وطويل وخشن وسهل الكسر، وغزال المسك خواف، يسعى لطلب طعامه ليلا وهو سريع الهرب، لهذا يتعب الصيادون في اصطياده وعادة ينصبون له المصائد في الأماكن التي يعتقدون تواجده بها.

وغزال المسك يسكن غابات الهملايا ويفضل أعاليها وتمتد مساكنه إلى التبت والى سيبيريا والشمال الغربي من الصين وأواسط آسيا عموما.

تعتبر أنثى الغزال البري كنزا في عالم العطور، فهي المصدر الوحيدة للمسك الأسود، حيث يقوم الصيادون المتخصصون بمراقبة أنثي الغزال لفترة طويلة؛ حتى يتأكدوا من حالتها الصحية، وفي فصل مخصوص في ألسنه يقوم هؤلاء الصيادون باصطياد أنثى الغزال البري، مستخرجين من صرتها المسك الأسود، ويمكن الحصول عليه دون صيد غزال المسك، حيث يقوم الغزال عند نضج الكيس الذي يحتوي على المسك بحكه على صخور خشنة؛ لأن الغزال يشعر بحكة شديدة في الكيس عند امتلائه، فيقوم بحك الكيس على الصخور فينقشع الكيس بما فيه من مسك ويلصق بالصخور.