+A
A-

مواطنون متفائلون وآخرون متشوقون لعودة ما قبل “كورونا”

أول لقاء في هذا التقرير السريع مع المواطن الشاب “نواف” كان بمثابة لحظة جميلة! فعلى الرغم من أنه لم يرغب في المشاركة ولا التصوير لكنه قال بروح مرحة حين سألناه :”هل أنت متفائل بأن وباء كورونا كوفيد 19 سينتهي قريبًا؟” .. أي والله متفائل.. بردح رديح.. ومضى وهو يرفع كفاه بالدعاء ثم يلوح لنا نازعًا كمامه ليبتسم.. كان ذلك المشهد في موقف السيارات بالسوق المركزي، ولعله المكان الذي نجد فيه خليطًا متنوعًا من الناس.. وفيه أيضًا، مشاهد أخرى جميلة عشقناها من الصغر.

وحقيقة، كان البعض ممن التقيناهم يطرح أفكارًا “سوداوية” لا نحتاجها لذلك لم ننشر أيًا منها، فلسنا في حاجة اليوم إلى الكلام الذي يوجه اللوم والعتاب والتقريع من جهة، وكلمة “ما في فايدة” من جهة أخرى، لأن هناك أجهزة وكوادر تعمل ليل نهار بصورة تستحق العرفان والشكر التقدير، ثم إن ترقُّب الفرج والأمل والتفاؤل هي من الأمور التي حثنا عليها الدين، وليس كلمة “قلنا ما قلنا ما في فايدة”، وفي المقابل، فإن هناك آراء جميلة نعيش معها اللحظة القاسية مع ترقب الفرج بعون الله:

كل بيت في بلادنا البحرين

وعلى العموم، فإن كثيرا من المواطنين والمقيمين متفائلون، هكذا يحدثنا السيد أحمد السيد عيسى الذي يدعو الله سبحانه وتعالى لأن تنتهي جائحة كورونا، فالدولة تبذل جهودًا كبيرة و”الجماعة في الصحة وفي الطبية وفي المراكز الصحية والمستشفيات وحتى هنيه في السوق تشوفهم يتابعون ويحرصون ويشددون بعض أوقات علشان الكل يكون بخير”، ويقول السيد أن كل بيت في بلادنا البحرين يتمنى السلامة للجميع، ليس لنا فقط بل لكل شعوب العالم، فهذا الوباء غيَّر أشياء كثيرة في الدنيا كلها، أما عن نفسي، وأعلم أنك وغيرنا أيضًا نفعل ذلك، وهو أننا ندعو الله في كل صلاة وفي كل وقت لأن يرحمنا برحمته وتزول هذه الغمة.

ويشاركه الحديث المواطن خليفة بونوظة معبرا عن أسفه الشديد لضياع كثير من الجهود التي بذلتها الدولة بسبب شريحة غير مسؤولة من المواطنين تقابلها شريحة كبيرة من العمالة الوافدة ويقول :”بالفعل نحن في ورطة كبيرة بسبب هذه العمالة.. صحيح الآن صدقت بأن أعدادهم أكبر من أعداد المواطنين”، وللأسف، يجب علينا إعادة النظر في أمور كثيرة في البلد بكل صراحة ومكاشفة وأنتم كصحافة وطنية صادقة عليكم رسالة فقد “غسلنا يدنا من النواب وغيرهم”، ونتمى تكون الصحافة هي الصوت الحقيقي لتعديل ما هو قادم في المستقبل حتى تصبح بلادنا أقوى وأقوى.

أمور غيبية بيد الله

المواطن علي سلمان قدم لنا سيمفونية إيمانية رائعة، فهو مؤمن تمامًا بأن هناك أمورا غيبية لا يعلم بها إلا الله سبحانه وتعالى وبمشيئته تتنزل الرحمات، وستعود الحياة إلى طبيعتها، ونحن نتمنى أن يحرس بلادنا وينعم عليها الاستقرار والأمن بما في ذلك الأمن الاجتماعي والصحي والغذائي، وللأمانة، فإن القيادة الحكيمة لبلادنا أنعمت علينا بالكثير من المبادرات ونحن كلنا كمواطنين تابعنا جهود ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وهو يقود فريق البحرين من خلال اللجنة التنسيقية، ولا يمكن أن نوفيهم الشكر وكلنا جنود لهذا الوطن.

ضبط العمالة السائبة

ويستدرك ليقول.. هناك أمر يشغلنا جميعًا، وأتمنى ضبط العمالة السائبة البعيدة عن “الكونترول”، وهذا الوضع في مختلف دول مجلس التعاون الخليجي وكيف تعاملت مع العمالة غير القانونية، وليس كما يحدث عندنا حيث يتم تعديل وضعهم القانوني لينافسوا أبناء البلد وبأعدادهم الكبيرة.

أما محمد عبدالرحمن فهو يشدد على أخذ الحيطة والحذر بل وزيادة درجاتها حتى مع عودة الحياة إلى طبيعتها، وكلنا بالطبع نريد أن نرى أوضاعنا عادت إلى سابق عهدها وأفضل، إنما ما حدث ويحدث وما نتابعه من بيانات وأرقام في بلادنا وحول العالم، فإنه لا شيء يدل على أن الجائحة ستنتهي قريبًا، وكما قال الأخوة نأمل من الله أن تنتهي قريبًا، وينتهي معها القلق.

طبيعية وغير طبيعية

ولا يخفي حسين يوسف سرًا إذ قال :”الآن عندي الحياة طبيعية والبركة في بلادنا وناسها والأبطال الذين يحموننا لكن المطلوب أن نطمئن عليهم أيضًا ونساعدهم ونساندهم”، لكن عندي أيضًا حياة غير طبيعية حين أرى بعض المستهترين بخاصة العمالة الوافدة.. لقد ضجت البلد منهم ومن تصرفاتهم وهم بالتأكيد يفعلون ذلك كونهم من الفئات غير المتعلمة مما يجعلنا نستذكر كيف أن كثيرا من الأشغال والقطاعات “تلويص” بسبب عدم مهارة غالبية هذه العمالة.. ومن المهم إعادة النظر على أن يتم تهيئة أبناء البلد للعمل في كل الوظائف.. ويختم بالقول :”أنا شخصيًا لو أحصل وظيفة “بايب فيتر..سباك” براتب مجز، لعملت في أي مكان بظروف عمل طيبة.

النسوان والجهال يستانسون

يتنظر السيد حسين السيد علي بكل تفاؤل عودة الحياة طبيعية بإذن الله، وأن ترجع الأمور و”يستانس الجهال والأمهات وكل واحد يزور عمته وخالته وعمومه ونسباه”، بل ويشعر بأنه لم يقصر معهم من خلال التواصل عبر الاتصال والواتس أب لكنه مشتاق للجلوس معهم و”يحب راسهم” ويشكرهم السلامة.. والبحرين دائمًا بخير.