+A
A-

“النهمة” ستندثر والسبب عزوف الجمهور

قال الفنان والنهام أحمد سالمين إن “النهمة” على وشك الاندثار، والسبب صعوبة الأداء، وغياب الجمهور المتقبل لهذا اللون الفني. وأعرب سالمين في حديثه لـ “البلاد” عن أمله أن يُحتضن الفن الشعبي البحري بشكل متخصص عبر تأسيس معهد متخصص، يكون باكورة مشاركات مميزة للبحرين في المحافل الإقليمية والدولية.


بداية، حدثنا عن النهام والفنان أحمد سالمين؟
بداياتي كانت وأنا في عمر الثماني سنوات، حيث اكتشف والدي موهبتي في الغناء والعزف، ثم شجعني على الإبداع وعلى تطوير موهبتي، ومع مرور السنين وجدت نفسي في ساحة الفن بشتى أنواعه، خصوصا المرتبط بالتراث البحري والوطني، ومنه النهم والذي كان يميز فترة الغوص في البحرين.
واليوم وبفضل من الله عز وجل، بت أتقن العزف على آلة العود، والقانون، والكمان، والغيتار، والساكسوفون، كما ألحّن الأشعار البحرينية والخليجية، وأهوى النهم كثيرا، وهي للعلم حرفة صعبة وأنا مهتم بالإبداع فيها بشكل واسع في الفترة المقبلة.
غن الفن القديم، لهو فن صعب ومميز، ويحتاج الجهد والمعرفة والإتقان.


ما الذي شجعك للاتجاه نحو النهمة؟
أكثر من شجعني هو حبي ونهمي الشديد للتراث البحري لبلدي، والذي كان به شخصية النهام الذي ينهم للغواصة بالبحر إحدى السمات المميزة والجميلة في تلك الحقبة.
وألفت هنا بعين التقدير إلى الفنانين أحمد بحر، ورائد بحر واللذين اهتما بأن يعززا في هذه الموهبة، ويساعداني على أن أبرع بها، خصوصا وأنني ومنذ الصغر كنت أمارس هذا اللون من الفن والذي يُكنى بـ (الفجري).


ما المواصفات الأساسية في امتهان النهمة والبراعة فيها؟
أن يكون لدى الشخص معرفة بالفن البحري وأصوله، وتاريخه؛ لأنه سيساعد في اتقان هذا اللون الجميل، والذي يعبر عن أصالة التراث، والذي يمتد من تاريخ الأجداد.
ومن المهم أن يكون لديه صوت وأداء؛ لأنهما الأرضية التي يقوم عليها الإبداع في مجالات النهمة والغناء وغيرها.


من هم أشهر النهامة اليوم؟ وكيف تنظر لمسارهم نحو تطوير هذه الحرفة التاريخية؟
أشهرهم محلياً الآن جاسم الحربان، سعد بو جفال، عيسى بو جفال، وأحمد خالد بحر، والفت ايضا بحديثي للمرحوم سالم العلان، والذي كان يتميز في كل فنون الموروث البحري (الفجري) من حيث الصوت القوي والأداء، وكان يلقب بأسطورة الفن الشعبي في التراث البحري.
واعرب عن شكري للفنان جاسم الحربان على تشجيعه لي ولكثير من الشباب في (النهمة) وفي جميع الفنون الأخرى، وبتسخيره لوقته وإمكاناته لنا لكي نحقق النجاح، وهو مدرسة كبيرة في الأخلاق والفن الشعبي، كما أنه مرجع للتراث الفني البحريني، والمرجع الأساسي لي شخصيا.


ما أبرز فصول فن الفجري التي لا تزال حية حتى الآن؟
هي بواقع الأمر خمسة فصول، بحري، عدساني، حدادي، مخولفي، حساوي. أما فنون الغوص، فتكون محصورة على ظهر السفينة فقط بخلاف الأنواع الخمسة السابقة والتي يمكن تردديها في الأماكن المختلفة.


بماذا يشتهر فن (الفجري) عن غيره؟
فن ترفيهي، البحارة تفرج عن نفسها أيام الغوص به، بعد إتمام عمليات الغوص، والتنزيلة  (الأبيات التي تتردد) تتعلق بالدنيا ويوميات الناس والبحر.


كيف تنظر للنهمة في الواقع المعاش اليوم؟
على وشك الاندثار، والسبب صعوبة الأداء، وغياب الجمهور المتقبل لهذا اللون الفني.


هل يرتقي الاهتمام الرسمي بالنهمة وبفنون الغوص لمستوى الطموح؟
نعم، فما تقوم به هيئة البحرين للثقافة والتراث ممثلة بالشيخة من بنت محمد آل خليفة محل شكر، سواء على مستوى الدعم أو المشاركة في الفعاليات الداخلية والخارجية، كما تهتم الهيئة بمساعدتنا على تعزيز مواهبنا الفنية وتخصيص دور للتمرين والتدريب على مختلف ألوان الفن التراثي الشعبي، ناهيك عن تواصلهم المستمر معنا، وسد أي احتياجات لنا.


وماذا عن اتجاهات الجيل الحالي نحو تراث أجداده؟
الجيل الحالي لم يعد مرتبطا بشكل مباشر بتراث الأجداد على مستويات عدة، هنالك توجه نحو الفنون الجديدة والسبب تغير الذائقة الفنية، وتغير طلب الجمهور، وهو أمر طبيعي.


 كلمة أخيرة
آمل بأن يتم احتضان الفن الشعبي البحري بشكل متخصص وعميق؛ لأن اندثاره خسارة كبيرة للبلد. ولتاريخها العريق، وآمل أن يكون هنالك توسع في النظر بالفنون القديمة كل(الفجري) و(دق الحب) و(الصوت) و(الليوه) و(العرضة) عبر تأسيس معهد متخصص، يكون باكورة مشاركات مميزة للبحرين في المحافل الإقليمية والدولية.