+A
A-

القميش: التسمم يؤدي للوفاة والأكثر عرضة الأطفال والمسنون

أشاد مواطنون ومقيمون بتوجيهات رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بتشديد الرقابة والتفتيش على محلات بيع الأغذية؛ حفاظا على سلامة المواطنين والمقيمين، حيث وجه سموه بتكثيف حملات التفتيش والرقابة على السلع والمواد الغذائية في مراكز البيع المختلفة للتحقق من جودتها وسلامتها. ويطالب كثير من المواطنين بحملات مراقبة على المطاعم والكافيتريات في مختلف مناطق البحرين، إذ يشتكون من ازدياد حالات التسمم والأطعمة الفاسدة التي تبيعها هذه المطابخ والمطاعم دون حسيب أو رقيب.


تسمم حاد
وتنقل أم محمد تجربتها لـ “البلاد”، حين تعرضت طفلتها لتسمم غذائي حاد بعد تناولها وجبة دجاج من أحد مطاعم سوق واقف، وبينت أن اطفالها جميعا تناولوا ذات الوجبة من المطعم، إلا ان أصغرهم ذات الخمسة أعوام لم تتحمل، وتم نقلها مباشرة إلى أحد المستشفيات الخاصة القريبة من منزلها إلا أن وضعها الحرج أجبر الأطباء على نقلها للمستشفى العسكري.


وتتابع أن بقية أطفالها ظهرت عليهم أعراض القيء والإسهال وألم المعدة إلا أن حالتهم عولجت في المنزل، موضحة أنها قدمت شكوى ضد المطعم، لكن  لا يزال يعمل حتى هذا اليوم.


125 ألف طفل ضحايا التسمم سنويا
أكدت دراسة لمنظمة الصحة العالمية أن التسمم الغذائي يتسبب بموت 420 ألف شخص سنويا وإصابة 600 مليون شخص بالأمراض نتيجة تناول طعام ملوث بالبكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات أو المواد الكيميائية التي تدخل الجسم عن طريق الطعام أو الماء الملوثين.


وأوضحت المنظمة أن 40 % من الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية تصيب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، حيث يتوفى منهم 125 ألف طفل كل عام.


2000  مطعم في الشمالية
من جهته، قال عضو المجلس البلدي ورئيس اللجنة الفنية ممثل الدائرة التاسعة عبدالله القبيسي: يوجد أكثر من 2000 كافتريا ومطعم ومحل تحتاج الرقابة والتفتيش الدوري على الأغذية والأطعمة المقدمة في المحافظة الشمالية فقط.


وتابع الوضع الحالي خطير، وكثير من حالات التسمم تسبب بها تلف الأطعمة المقدمة في هذه المطاعم، خصوصا مع استغلال هذه المطابخ اللحوم والدجاج التالف التي لا تستخدم للاستهلاك البشري، بل تخصص لأصحاب الإسطبلات ومرابي الحيوانات، حيث لا تتعدى تكلفتها 3 دنانير لكل 10 كيلوغرامات.


وتابع: كشفت الحملة الأولى خلال تفتيش المطاعم والكافتيريات في الدائرة التاسعة بمشاركة ممثّلين عن المجلس البلدي والبلدية وادارة الصحة العامة ووزارة الصناعة والتجارة والسياحة ووزارة العمل بالتعاون مع وزارة الداخلية عن استغلال غياب الرقابة والتفتيش؛ لتمرير مخالفات تستهدف صحة المواطن والمقيم.


مخالفات بالجملة
وذكر أن المواد المستخدمة في الطبخ تالفة وتفتقر لطرق التخزين الصحيحة التي تحفظ الطعام من التلف، فضلا عن اتباع قواعد النظافة للعاملين في المطاعم والكافتيريات، حيث تفتقر دورات المياه في هذه المحال إلى أبسط أدوات النظافة.


وتنوّعت المخالفات بطرق التخزين، وسوء استخدام الثلاجات وتنظيمها، والاستخدام المتكرر لزيوت القلي، ومخالفات خاصة بالنظافة العامة، فضلا عن غياب معايير واشتراطات وزارة الصحة.


زيادة المفتشين والرقابة
وطالب القبيسي الجهات المعنية بتشديد المراقبة على مصادر المواد المستخدمة في المطاعم والكافتريات الصغيرة بالأحياء السكنية، وضرورة تعزيز رقابتها على المطاعم وتحديدا في الفترة الحالية، باعتبار أن هذا القطاع هو الأكثر اهتماما من قبل المستهلكين.


وأضاف من الضروري أن يتم الكشف عن مصدر الدجاج واللحوم المستخدمة للطبخ ومصادر الأغدية ليكون في معلوم الزبائن، فضلا عن وضع شاشات وكاميرات التصوير لنقل ما يحدث في المطابخ أمام مرأى الزبائن.


كما شدد على ضرورة قيام صاحب السجل التجاري بمباشرة أعمال الشراء المتعلقة بالأغذية واللحوم والمواد الاستهلاكية الخاصة وعدم تركها للعمال، لم لهذا الأمر من أهمية على سلامة وصحة المواطنين والزبائن.


من جهته، أكد اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي والأمراض الباطنية وأمراض الكبد جهاد القميش أن التسمم الغذائي وتناول الأطعمة الملوثة قد يؤدي إلى الموت والفشل الكلوي وتسمم الدم.


أنواع التسمم
وذكر القميش أن التسمم الغذائي أنواع، منها ما هو ناتج عن السموم الموجودة في الطعام غير المطبوخ بصورة صحيحة أو السموم التي تتواجد في الأطعمة نتيجة الحفظ غير الصحيح، فتتكاثر فيها البكتيريا السامة.


وقال إن تناول الأطعمة من المطاعم التي لا تتعامل مع الأغذية بطريقة صحيحة في الطبخ أو الحفظ وتعريضها لدرجات حرارة عالية تنتهي بالتسمم الغذائي، ولفت إلى أن الخضروات التي لا تغسل جيدا تحتفظ بكثير من الجراثيم وتنقل للجهاز الهضمي الطفيليات وتسبب التسمم الغذائي.


 الأعراض
وتابع قد يسبب التسمم الغذائي أعراضا مباشرة تظهر بعد تناول الأطعمة التي تحتوي على السموم أو البكتريا وأعراضه القيء والإسهال والآلام نتيجة وجود بكتيريا تتكاثر في الأطعمة مثل البيض واللحوم على أنواعها.  


وقد تظهر أعراض التسمم بعد عدة أيام في بعض حالات التسمم التي قد تكون بسيطة أو شديدة وقد تصل إلى الموت خاصة لذوي المناعة الضعيفة كما يؤدي التسمم إلى الجفاف والفشل الكلوي، وتسمم الدم في حالات أخرى وقد يصل إلى الموت أحيانا.


 الأطفال وكبار السن
ولفت القميش إلى أن التسمم الغذائي أكثر خطرا على الأطفال وكبار السن الذين يعانون من أمراض كثيرة وضعيفي المناعة خلافا للعمال الأجانب الذين تكون لديهم أعراض التسمم بشكل أقل وذلك لمناعتهم القوية واكتسابهم للمناعة جراء تعرض أجسامهم لمثل لهذه البكتيريا في بلدانهم.


المطاعم الراكدة
وأردف أن إدارة الصحة العامة وقسم مراقبة الأغذية لا تستطيع مراقبة جميع المطاعم والكافتيريات ومحلات بيع الأغذية، فيجب عليها التفتيش المستمر والحملات الفجائية على المطاعم؛ للتأكد من الشروط الصحية التي تلتزم بها هذه المحلات.


وواصل يتوجب على المواطن والمقيم أن يكون حذرا في حال تناوله للأطعمة من الخارج بتجنب المطاعم التي تعرف بقلة النظافة فيها أو مخالفتها لإجراءات حفظ الأطعمة، فضلا عن المطاعم التي تخزن الأطعمة والمأكولات فيها لأيام، وذلك يمكن تمييزه بكثرة الطلب عليها من عدمه.


ونصح القميش، بضرورة غسل الفواكه والخضروات بصورة جيدة وتناول اللحوم الجيدة المطبوخة بطريقة صحيحة وصحية، والتاكد من نظافة العمال في المطاعم والكافتيريات وإجراءات التنظيف واتباع إجراءات النظافة العامة والشخصية فيها.


الإجراءات
وأشار جهاد القميش إلى أن الطبيب يتعامل مع حالات التسمم الغذائي حسب الحالة، فاذا كانت الحالة بسيطة يتم اتخاذ الإجراءات الروتينية وعلاج الأعراض فقط.


أما في الحالات الصعبة التي يصاحبها إسهال شديد، فيتم إعطاء الدواء والسوائل والأملاح وزراعة الدم والبراز؛ للتأكد من كون الحالات غير معدية وإعلام الصحة العامة في هذه الحالة كالإصابة بالتفوئيد.


وفي حالات التسمم الجماعية التي تتسبب بها طريقة الحفظ الخاطئة أو الطبخ غير الجيد للطعام كما يحدث في المناسبات العامة والأعياد والمناسبات الدينية خصوصا في الأجواء الحارة يتم إخطار الصحة العامة لاتخاذ الإجراءات والتحقيق في حادثة التسمم.