+A
A-

محمد بوحسن: الصورة أهم محاور الثقافة (1-2)

ينتمي لعائلة مهمومة ومشتغلة بأنواع الفنون، المسرح، التصوير الفوتوغرافي، فن الفيديو، السينما، الكتابة، عائلة دم الإبداع يسري في عروقها وينقل عدوى جماله ولطفه وبهائه إلى جميع أفرادها، القرية بكل أجوائها وما فيها عجنته بحبها فازداد تعلقا وولعا بها “أعتقد أن نشأتي في جو القرية وروحه التراثية الأصيلة كان له أكبر الأثر في تكوين صفة استشعار الجمال فيما حولي”. منها انطلق نحو جمال الصورة والتوثيق، صارت فنار طريقه للعمل على حفظ التراث وتوثيقه من خلال الصورة وقوتها وأهميتها، في ديسمبر 2018 فاز “بجائزة الأمير سلطان آل سعود العالمية للتراث الحضاري”، في النسخة السابعة من “ملتقى ألوان السعودية” الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة العربية السعودية.


حول هذه التجربة الغنية ولدت هذه المحادثة.


متى جاءك التصوير الفوتوغرافي، وكيف؟
من حسن حظي أني نشأت في وسط عائلة تقدر جميع أنواع الفنون وتشجعها بلا حدود، مازالت ذكريات طفولتي مليئة بتجاربنا أنا وإخوتي في صناعات الصورة والأفلام، فقد كانت الكاميرا هي متعتنا وعالمنا الخيالي الذي يشغل جُل وقتنا. كما أن دعم أفراد العائلة الكبار قبل الصغار ساهم كثيرا في تنمية عشق الكاميرا وتنمية حسي النقدي للصورة الفنية منذ الطفولة.


لا أستطيع حقيقة تحديد متى بدأت علاقتي بالتصوير الفوتوغرافي، ولكن ما أستطيع تحديده هو إني مسكت الكاميرا وتعاطيت معها عندما كان حجمها يفوق حجم أصابعي الصغيرة.


أنا عاشق للكاميرا منذ طفولتي وعاشق للتراث أيضا، هذان العشقان شكلا خطين متوازنين كرصيفي طريق ساهما بتوجيهي نحو توثيق التراث بالصورة وبالكتاب. طبعا عملية توثيقي التراث من خلال الصورة مستمرة منذ بدايات شبابي أما توثيقه بالكتب بدأ منذ العام 2002 مع كتاب أيادي بحريني، وهي كانت نقطة الانطلاقة وبداية تأسيسي دار النشر الوراقون ومن ثم توالت إصداراتي إلى اليوم.


وأعتقد أن نشأتي في جو القرية وروحه التراثية الأصيلة كان له أكبر الأثر في تكوين صفة استشعار الجمال فيما حولي، والرغبة الجارفة في التقاط هذا الجمال وتوثيقه في صور فنية تبقى أبد الدهر. كنت ومازلت أرى الغروب لوحة فنية، أرى في كل الوجوه جمال خصوصا وجوه كبار السن الذين خطت الحياة وتجاربها تضاريسها في وجوههم الرائعة.


هل الصورة الفوتوغرافية ضرورة بالنسبة إليك؟
قبل أن تكون الصورة الفوتوغرافية ضرورة بالنسبة إليَّ، فهي أصبحت ضرورة من ضروريات الحياة، فهل توجد هوية من دون صورة فوتوغرافية؟ وبلا هوية أنت لا شيء. الصورة ضرورة في كل الإجراءات الرسمية وذكرى لأهم أحداث الحياة. هي الوسيلة لحفظ الحدث والإبقاء على الذاكرة المجتمعية والمكانية.


الصورة أصبحت العمود الفقري لكل منتج تجاري، ولكل مؤسسة أو جهة والوسيلة الأولى للترويج لأي منتج.


بالنسبة لي الصورة الفوتوغرافية ضرورة ولا غنى عنها، فهي أصبح أحد أهم محاور الثقافة وصناعة المحتوى والكتب أيضا. بإمكان الصورة إيصال أبلغ الرسائل لقدرتها الفائقة على التأثير في النفوس سواء بالسلب أو بالإيجاب طبعا.


الصورة المعبرة تبقى في ذاكرة الشعوب وتخلد في التاريخ، وقد يحدث أن تغير صورة مجريات تاريخية، سياسية، تجارية أو ثقافية.


كيف ترى واقع التصوير الفوتوغرافي في البحرين؟
التصوير الفوتوغرافي في البحرين كان ولا يزال يتبوأ موقعا مهما على العالم العربي خصوصا وعلى العالم أجمع عامةً، مصورونا المحترفون حققوا إنجازات عالمية مشهودة وحصدوا جوائز مرموقة على أرقى المستويات، ولعل أبرز إنجاز دولي هو حصول البحرين على كأس العالم للتصوير الفوتوغرافي في مسابقة “بينيالي فياب” الدورة الثالثة والثلاثين ضمن فئة التصوير بالأبيض والأسود.


أرى بأن التصوير الفوتوغرافي في البحرين يقف بشموخ على أرض صلبة، فها هم المصورون المحترفون في تزايد والتجمعات المهتمة بالتصوير أيضا في تزايد، أصبحنا نرى دورات تدريبية لا حصر لها من جميع الفئات ولجميع الأعمار في مجال التصوير الفوتوغرافي.


والأهم من ذلك أصبحنا نصدر الحكام والمدربين تحكيم الجوائز ولتقديم الندوات والمحاضرات في التصوير الفوتوغرافي، وهذا بحد ذاته إنجاز يدعو للفخر.


حوار: الفنان عباس يوسف