+A
A-

صناعة القوارب... “شطارة بحرينية” وسمعة عالمية

- المشروعات العقارية البحرية ترفع الطلب على القوارب 20 %

 تعتبر القوارب البحرينية وسائل وسلع رائجة ومطلوبة في عدد من دول مجلس التعاون؛ بسبب مستوى الجودة التي عرفت بها المصانع البحرينية على مدى العقود الماضية مع وجود نشاط قوي للصيد إلى جانب نشاط الهواة في المملكة.

جانب من عملية التصنيع
وتنتج البحرين مئات القوارب من خلال صناعة امتدت لأكثر من 40 عاما، مستفيدة من موقعها وطبيعتها كجزيرة تحيط بها المياه من كل جانب وأهلها الذين أحبوا البحر والصيد وتاريخها الحافل بصناعة سفن الغوص لاصطياد اللؤلؤ.د، وهو مدير مصنع النورس للقوارب الذي يعد من المصانع القديمة للقوارب في المملكة، إن هناك طلبا متزايدا على القوارب البحرينية من مختلف دول مجلس التعاون؛ لما تشتهر به القوارب البحرينية من متانة في الصنع. وأشار إلى أن بعض القوارب تصل أعمارها إلى 30 سنة، وهذا يدلل على متانة المصانع البحرينية.

جعفر: طلبات لاقتناء القوارب البحرينية في مختلف دول الخليج
وبيَّن أحمد أن الطلب على القوارب متنوع ما بين قوارب الصيد الصغيرة والمتوسطة إلى قوارب النزهة وحتى القوارب السياحية، والتي أنجز المصنع عددا منها حديثا.


وبخصوص الأسعار، يشير إلى أن الأسعار تتراوح على حسب طول القوارب وحجمها، فمثلا القوارب الصغيرة التي يبلغ طولها 23 قدما تبدأ أسعارها من نحو 1400 دينار وتستغرق أياما عدة لصناعتها، ولكن القوارب الأكبر حجما، والتي يكثر الطلب عليها من قبل الصيادين، فهي ما بين 27 و28 قدما وتكون أسعارها أعلى، إذ تبدأ من نحو 3 حتى 7 آلاف دينار، ويستغرق إنجازها قرابة الشهر، فعلى سبيل المثال، فإن سفن النزهة التي يكثر الطلب عليها وتحتوي على مرافق صحية مثل الحمام إلى جانب عدد من الكراسي للجلوس، فتبدأ أسعارها من نحو 7 آلاف دينار.


كما يوضح أحمد أن المصنع يعطي ضمانا ضد الغرق، ومع وجود قوارب قديمة للشركة في مختلف دول الخليج، فإن ذلك دليل على الجودة والمتانة التي تدفع مزيدا من الزبائن لتفضيل شراء القوارب البحرينية.


وأضاف أحمد أن عددا من القوارب جاهزة الآن في مصنع الشركة للتسليم لعدد من الزبائن في الكويت والسعودية، ولكن بسبب الإغلاق الحاصل للحدود جراء أزمة “كورونا”، فإن عملية التسليم معطلة حاليا.


ولفت إلى أن تملّك القوارب مفتوح سواء للهواة أو المحترفين من الصيادين، ولكن يجب أن يتم تسجيل القوارب في خفر السواحل قبل إنزالها للبحر.

الدرازي: البحرينيون شطار في تصميم الطراريد
أما صاحب مصنع الدرازي للقوارب حسن الدرازي، الذي يعمل في هذه الصناعة منذ نحو 25 عامًا، فيشير إلى أن الطلب على القوارب البحرينية زاد من قبل دول الخليج، ففي السابق كان الطلب يقتصر على الكويت والسعودية، ولكن حاليا هناك طلب من الإمارات وحتى عُمان بسبب جودة المنتج البحريني.


وبيَّن الدرازي أن ما يميز الصناعة البحرينية التصاميم، وتجاوب القارب مع الأمواج، وهو أمر يشعر به الصيادون قائلا “البحرينيون شطار في تصميم القوارب”.


وأوضح الدرازي أن صناعة القوارب تنمو بصورة سنوية ما بين 10 و20 % مع تنوع الطلب، فقبل نحو عقد كان الطلب يتركز على الصيادين الذين يبدلون قواربهم كل نحو 3 أعوام أو يطلبون قوارب جديدة إذا ما حصلوا على رخص إضافية، ولكن مع زيادة المشروعات العقارية والجزر المطلة على البحر زادت رغبة الناس في قوارب النزهة بشكل لافت، مثل جزر أمواج وديار المحرق ودرة البحرين وأخيرا مدينة سلمان على الساحل الشمالي للبلاد كلها أمور محفزة.


وبخصوص الخيارات، أوضح الدرازي أن هناك خيارات وأسعار متعددة، مثلا القوارب الأصغر حجما، وهي 14 قدما وتبلغ أسعارها نحو 700 دينار وتشغيلها يحتاج محرك بقوة 40 حصانا يتجاوز قيمته الألف دينار، إذ ستكون 1900 دينار كافية للمحرك والقارب للبدء بدخول البحر، في حين توجد أحجام متعددة ينتجها المصنع من 18 و21 و25 و27 و34 قدما.


وتابع “إن عمر القارب يعتمد على كثرة الاستخدام، إذ إن القوارب المصنوعة من الألياف الزجاجية قابلة للتلف مع كثرة الاستخدام، وعليه فإن الصيادين المحترفين يغيرون القوارب القديمة بأخرى جديدة بين فترة وأخرى”.
أما علي حسن الظاعن، وهو سليل عائلة ارتبط اسمها بصناعة القوارب، فيشير إلى أن الصناعة البحرينية اكتسبت شهرة ليس على مستوى الخليج فقط، بل على مستوى المنطقة.

الظاعن: البحرين حققت إنجازات عالمية في صناعة القوارب
وأضاف الظاعن أن صناعة القوارب البحرينية حققت إنجازات كبيرة مثل صناعة قوارب حصلت على لقب الأسرع وزودت مختلف الجهات باحتياجاتها من القوارب.


ويؤكد الظاعن أن المستقبل زاهر لصناعة القوارب في البحرين في ظل دعم الجهات المختلفة لهذه الصناعة ووجود الخبرة الكافية، خصوصا أن هناك عمليات تصدير للقوارب واليخوت إلى دول الخليج ودول أوروبا المختلفة.