+A
A-

الشباب ضرب عدة عصافير بحجر واحد

انتزع فريق الشباب 3 نقاط ثمينة من منافسه الرفاع الشرقي في المباراة التي جرت بينهما يوم الخميس الماضي ضمن منافسات الجولة 13 من دوري ناصر بن حمد لكرة القدم، ليرفع رصيده إلى 10 نقاط مبتعدا بفارق 4 نقاط عن الحالة متذيل الترتيب الذي تعادل مع المنامة بنتيجة سلبية.


واستطاع الشباب ضرب عدة عصافير بحجر بفضل فوزه على الرفاع الشرقي، حيث خطف ثلاث نقاط ثمينة، سوف تساعده في مشوار الابتعاد عن شبح الهبوط وتدفعه نحو المناطق الدافئة مع تبقي 5 مباريات من عمر المسابقة، كما أثبت الشباب لنفسه أنه قادر على تقديم الأفضل، بعد الخسارة الموجعة أمام النجمة والتي كان تأثيرها النفسي كبيرا على مدربه الوطني حسين علي “بيليه”.


وكان الفريق الماروني مني بهزيمة قاسية أمام النجمة في الجولة 12 قوامها 4 أهداف مقابل هدف، بعد أن قدم أداء مهلهلا وارتكب لاعبوه أخطاء أدت إلى الخروج بخسارة لا تتناسب مع النتائج الإيجابية التي ظهر عليها الفريق خلال فترة التحضير لاستئناف المسابقة التي توقفت لمدة 4 أشهر بسبب جائحة كورونا.


هذا ما حدث بالفعل!
وعبر بيليه عن صدمته من الخسارة أمام النجمة، واستغرب من أداء اللاعبين ووقوعهم ضحية الضغوط النفسية في المواجهة التي كان يمكنهم الخروج منها بنتيجة أفضل بعد أن عدل الفريق تأخره بالنتيجة بهدف لمثله عن طريف اللاعب الرائع علي حسن سعيد العائد من الإصابة، قبل أن ينهار تماماً ويتلقى 3 أهداف في الشوط الثاني.


لكن بيليه، لم يشعر بالصدمة من فراغ، فهو يدرك تماما أن فريقه قادر على تقديم عروض أفضل ونتائج ترضي طموحات عشاق الماروني، وهذا ما دعاه للتأكيد على أن الفريق بإمكانه الفوز في المباراة المقبلة شريطة أن يقدم اللاعبين أداء رجولي أمام الرفاع الشرقي، وهذا ما حدث بالفعل.


ويشكل بيليه مع كتيبته الماروني، حالة مثالية لم يسبق للفريق أن عاشها من قبل، فقد تحول ابن النادي إلى مدرب يسعى لأن يساعد فريقه في النجاة من الهبوط في الموسم الاستثنائي الذي شهد أحداث دراماتيكية مع تفشي وباء كورونا، وإيقاف المسابقة لمدة أربعة أشهر، وبعدها فرض بروتوكول صحي صارم ومنع الجماهير من الدخول إلى الملعب، فضلا عن فقدان الفريق لمحترفيه المميزين “البرنس” الذي ذهب للمحرق و”أرنست” المتواجد في صفوف الأهلي، وهو ما أضعف الفريق من الناحية الفنية، إلا أن المدرب بيليه لم يشتك من كل ذلك وحاول قدر الإمكان أن يتفهم الوضع المالي للنادي ويعمل بصمت وبمقابل مادي زهيد من أجل المساهمة في رد الجميل لناديه الأم، ولثقته المطلقة باللاعبين المحليين ورغبته في أن يقف إلى جانبه حتى الرمق الأخير.


الروح المعنوية للاعبين
ولا يتمتع بيليه بخبرة تدريبية كما هو حاله في الملعب كمهاجم قناص كثيرا ما زار الشباك في جولاته المكوكية مع المنتخب والأندية التي مثلها في مشواره الحافل، لكنه يملك مخزونا ثقافيا كبيرا في عالم كرة القدم، مستفيدا من شهادته التدريبية وخبراته المتراكمة من المدربين الكبار الذين لعب تحت قيادتهم، وهذا ما يعزز حضوره كمدرب مستجد قادم إلى الساحة بقوة لأنه يقدم مع فريق الشباب المتواضع في الإمكانات أداء يمكن أن يبنى عليه في المستقبل لصناعة حالة نادرة في تاريخ النادي وتشجيعه على تفريخ المدربين بعد أن كان يفرخ اللاعبين، حيث يساعد بيليه في الجهاز الفني اللاعب السابق وابن النادي محمد سلمان وهو مشروع مدرب أيضا.


وتسلم حسين علي تدريب نادي الشباب منذ بداية الموسم الحالي، واستطاع أن يجمع حتى الآن 10 نقاط، من 13 مباراة، فاز في 3 مباريات، وتعادل في مباراة، وخسر في 9 مباريات، وسجل الفريق 11 هدفا، وتلقت شباكه أكبر حصيلة من الأهداف قوامها 30 هدفًا.


لكنه بيليه، يدرك تماماً، أن قيادة الشباب ليست سهلة على الإطلاق، فهناك تحديات كبرى تواجهه في هذه المهمة، لعل أبرزها عدم وجود المحترفين المميزين في صفوف الفريق وضعف إمكانات النادي التي لا توفر له ما يحتاجه للمنافسة بقوة في المنافسة، وهنا يثبت اللاعب الدولي السابق أنه يعتمد بشكل كبير على الروح المعنوية للاعبين وعلى قدراته الفنية وخبراته في شحذ همة الفريق للظهور بمستوى يتفوق به على نفسه، بدليل فوزه على فريق الرفاع الشرقي بعد أسبوع واحد من خسارته أمام النجمة، علما أن النجمة يأتي في المركز الخامس برصيد 18 نقطة، والرفاع الشرقي يحتل المركز الرابع برصيد 21 نقطة.


لا يرغب في الهبوط
وينتظر الشباب لقاء صعبا في الجولة القادمة أمام الرفاع حامل اللقب والذي يحتل المركز 3 في سلم الترتيب برصيد 22 نقطة، ويدرك بيليه أن السماوي فريق قوي ومواجهته ستكون محفوفة بالمخاطر، لأنه ظهر بعد فترة التوقف بشكل مغاير وكأنه يسعى لتعويض ما فاته في الفترة الماضية، وامتدح مدرب الشباب مستوى الرفاع في مباراته الماضية التي فاز فيها بـ 3 أهداف لهدف أمام المنامة، ولكنه لن يقبل بأن يكون فريقه لقمة سائغة.


وقال بيليه، إن الشباب سيلعب كل مباراة وكأنها مباراة نهائية، ولن يفرط بأي نقطة بسهولة لأنه لا يرغب في الهبوط الى دوري الدرجة الثانية، وأشار إلى أن الفريق قادر على الظهور بشكل أفضل في المباريات المتبقية من البطولة، شريطة أن يحافظ اللاعبين على تركيزهم وعلى روحهم القتالية داخل الملعب التي ظهروا عليها أمام الرفاع الشرقي الذي لا يقل قوة عن جاره الرفاع.


ويرى مراقبون أن فريق الشباب بإمكانه النجاة من الهبوط، في حال حافظ الفريق على تصاعد مستواه من مباراة إلى أخرى، وأن تكون الخسارة أمام النجمة كبوة جواد، أعاد الحياة إلى شرايين الماروني الذي قدم واحدة من أفضل مبارياته على الإطلاق أمام الرفاع الشرقي، وتبقى للشباب خمس مباريات أصعبها أمام حامل اللقب الرفاع في الجولة المقبلة، وبعدها لقاء مع متذيل الترتيب الحالة، ومن ثم يواجه المنامة، والبسيتين وأخيرا الأهلي.