+A
A-

بوحسن: عاشق للكاميرا منذ طفولتي (2-2)

ينتمي لعائلة مهمومة ومشتغلة بأنواع الفنون/ المسرح/ التصوير الفوتوغرافي/ فن الفيديو/ السينما/ الكتابة/عائلة دم الإبداع يسري في عروقها وينقل عدوى جماله ولطفه وبهائه إلى جميع أفرادها، القرية بكل أجوائها وما فيها عجنته بحبها فازداد تعلقا وولعا بها “أعتقد أن نشأتي في جو القرية وروحه التراثية الأصيلة كان له أكبر الأثر في تكوين صفة استشعار الجمال فيما حولي”. منها انطلق نحو جمال الصورة والتوثيق، صارت فنار طريقه للعمل على حفظ التراث وتوثيقه من خلال الصورة وقوتها وأهميتها، في ديسمبر 2018 فاز بـ “جائزة الأمير سلطان آل سعود العالمية للتراث الحضاري”. في النسخة السابعة من “ملتقى ألوان السعودية” الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة العربية السعودية. حول هذه التجربة الغنية ولدت هذه المحادثة:

ماذا أضاف التصوير الفوتوغرافي إليك؟

التصوير الفوتوغرافي احتل مكانة متميزة في نفسي منذ الطفولة، إلا أنه أصبح الآن محورا أساسيا في حياتي وركيزة لا أستغني عنها، إنه اختيار عن حب واقتناع كما في الزواج الناجح. بدأ بحب وانتهى بعلاقة وطيدة دائمة.

التصوير أضاف لي الكثير هو الهواية والمتعة، وهو الاحتراف والعمل، وجدت نفسي في التصوير وكرست جل وقتي له. بالمقابل أعطاني التصوير الفوتوغرافي الكثير من الحب والمتعة والشعور بالإنجاز والنجاح. تعلمت من التصوير الصبر والتركيز، أعطاني التصوير الكثير من الأمل والترقب، فحين تقضي ساعات في التقاط عشرات بل مئات الصور على أمل أن تصل للصورة الناجحة تكسب مهارة عظيمة، وهي التفاؤل والأمل في القادم. فتح لي التصوير آفاقا كثيرة وساعدني على تقبل الكثير من الأفكار الجديدة، فلكل صورة طقوسها وفنها وقوانينها المتنوعة. حصلت على الكثير من السلام والتأمل في تصوير البورتريه (تصوير الوجوه)، فمن خلال هذه الصور وتعابيرها وملامحها وتجاعيدها أعيش أنواع حياة كثيرة، فلكل وجه قصته ومعاناته، ونظرات العيون في هذه الصور هي نوافذ لحكايا البشرية بآلامها وآمالها.

من خلال عدستي رأيت الكثير من الجمال الذي أهملته العين البشرية.. تأملت لحظات ثمينة وبمرورها بالعدسة أصبحت لحظات خالدة سواء على صعيد الشخصي أو العام ..من خلال العدسة رأيت عالما أكثر جمالا وسلاما.

 

حدثني عن حضور العنصر النسائي في هذا المجال؟ وهل حقق حضورا فنيا ويمكننا القول قبولا محليا مثلا؟

البحرين ومازالت سباقة في مجال تمكين المرأة لنقل على مستوى الخليج العربي وأيضا العالم العربي. وفي مجال التصوير الفوتوغرافي المرأة موازية للرجل في خط مستقيم، وها هي تشارك في المسابقات العالمية وتحصد الجوائز وتسجل الإنجازات وتقدم الورش والدورات التدريبية أيضا في هذا المجال.

أعتقد أن الحضور النسائي متعادل مع الحضور الرجالي في مجال التصوير الفوتوغرافي ولدينا مصورات محترفات جدا، والأجيال القادمة تبشر بظهور مصورات فوتوغرافيات شابات يحملن الموهبة والشغف على حدٍ سواء.

حدثني عن “الوراقون”؟ عن أهميتها وعن أهم المشاريع التي قمتم بتفيذها؟

التراث كان اللبنة الأولى وحجر الأساس في أعمالي بمعنى أني بدأت بأخذ موضوع التصوير الفوتوغرافي بجدية من خلال أول كتاب وهو أيادٍ بحرينية.. وكان هذا الكتاب المصور هو باكورة إنتاج “الوراقون” التي تأسست في العام 2003. غايتي هي توثيق التراث وحفظه لأبنائنا، حفظ التراث هو حفظ للهوية وحفظ للأصل.. فأنا دائما مقتنع بمبدأ أن تراثنا هو هويتنا وإن ضاع ضعنا. أنا أؤمن بأن مسؤولية حفظ التراث هي مسؤولية الجميع وقد تكون المسؤولية أكبر على المصورين والمصممين والمؤلفين أيضا؛ لأنهم وسيلة نقل الثقافة والهوية. هناك طرق متعددة لذلك وأفكار كثيرة يصعب إدراجها هنا، ولكن يستطيع المصور أو المصمم دمج إنتاجه بالتراث قدر الإمكان، وكلما أتيحت له الفرصة لذلك.

 

عن فوزه بجائزة الأمير سلطان العالمية للتراث الحضاري العام 2018 ؟

قال إن الفوز بـ “جائزة الأمير سلطان العالمية للتراث الحضاري” له طعمه الخاص وثقله؛ كونه نابع من أمير محب وشغوف بالتصوير الفوتوغرافي وممارس له بصورة احترافية، أظن أنه كان ومازال حملا ثقيلا عليَّ رغم فوزي مسبقا بعدة جوائز دولية. هذا الفوز والتكريم له نكهته الخاصة ومسؤوليته أيضا التي علي تحملها تجاه فن التصوير الفوتوغرافي وتجاه مشروع المساهمة الفاعلة في المحافظة على تراث منطقتنا وتوثيقه.