+A
A-

مشعوذو “الإنستغرام”... نصب وخداع والاستعانة بالطلاسم و“القرين”

في حالة متزايدة وملحوظة، رصد كثيرون أخيرًا، تنامي ظاهرة “مشعوذي الانستغرام” كما يسمونهم. هذه الشخصيات على حسب وصفهم، ملوثة تتستر خلف حسابات وهمية بهذا التطبيق الواسع الانتشار عالميًا، مقدمين عروضا لضعاف النفوس، على رأسها جلب الحبيب، وتفريق الأزواج، وفك السحر والعلاج من المس، ورد المطلقة.

وتبدأ عملية النصب هذه بطلب بمتابعة الشخص المقصود، والذي غالبًا ما يكون من الشخصيات المعروفة أو النشطة في التواصل الاجتماعي أو المقتدر ماديًا أو اجتماعيًا، وفق ما يصفه (البروفايل) الشخصي الخاص به، قبل أن يتواصل معه هذا المشعوذ عبر الخط الخاص، طالبًا منه رقم هاتفه، أو الدردشة معه، بمعلومات خاصة عنه، تكون صادمة، وهادفة لنيل ثقته في كلا الحالتين.

ويذكر (م.ع.) لـ “البلاد” عن حادثة شبيهة تعرض لها قبل 5 شهور تقريبًا، إذ تواصل معه أحد هؤلاء على الخط الخاص، بعد أن قبل إضافته، ليدلي له بمعلومات شخصية لا يعرفها إلا هو، مضيفا “كنت في حالة كبيرة من الصدمة، ولدرجة أنني أعطيته رقم هاتفي لا شعوريًا”.

ويردف “اتصل بي بعدها مباشرة، عبر تطبيق (ايمو) ولم يمنحني الفرصة حتى لأن أرد، إذ باشر بالحديث عني وعن حياتي وأولوياتي، ومشاكلي، وبأدق التفاصيل، قبل أن يعرض علي خدمة معينة مقابل مبلغ 500 دولار، وكانت لهجته مغاربية”.

ويتابع “في أثناء حديثه السريع، كثيف المعلومات عني، شعرت بالخوف منه أكثر من الثقة التي يحاول أن ينالها، أغلقت السماعة حينها مباشرة في وجهه، ثم قمت بحظر رقمه، وحسابه في الانستغرام وأنا بحالة من الرعب الكبير”.

منى، شابة بحرينية نشطة في “الانستغرام” وتقدم عروضا ترويجية مجانية للأسر المنتجة، تقول لـ “البلاد” إن أحد هؤلاء المشعوذين تواصل معها على الخط الخاص بالتطبيق، وتحدث باستفاضة عن طليقها السابق، وعما فعله بها، ولا يزال، وعرض عليها انتقاما شنيعا منه، مقابل 1500 دولار، لكنها رفضت.

من جهته، قال الشيخ هشام الرميثي لـ “البلاد” إنه لا يجوز شرعًا الاتجاه إلى السحرة والمشعوذين كما ثبت في القرآن الكريم، بقوله تعالى "وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ".

وأضاف الرميثي “على الدولة من خلال أنظمتها الإلكترونية متابعة هؤلاء المشعوذين؛ لأنهم يأخذون أموال الناس بالباطل، وهذه تعتبر إحدى الجرائم الإلكترونية، وإحدى الخروقات التي تحصل في مجتمعاتنا في الآونة الأخيرة”.

ونصح الناس بأن يأخذوا العلم من المصادر الشرعية، فوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف بها نخبة من أهل العلم، والأفاضل، معروفون لدى الناس، ويمكن الوصول إليهم عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي أو الاتصال المباشر بهم، أو عن طريق خطوط ساخنة حددتها الوزارة لهذا الغرض.

وختم بالقول “يحب على الجهات الدعوية من مشايخ وعلماء ومؤسسات أكاديمية، أن ينفذوا حملات توعوية من خطب ومحاضرات وبرامج تلفزيون لتعرية هؤلاء والرد عليهم، وحماية المجتمع منهم ومن ضلالهم”.