+A
A-

النعيمة: الرسم متنفسي الذي لا يمكنني الاستغناء عنه (1 - 2)

برز اسم الفنان فهد النعيمة على صعيد وطنه المملكة العربية السعودية، وهو في العشرين من العمر، ويمتاز بالتنوع في النتاج والتجريب المستمر، وهذا الذي أكسبه الخبرة والقدرة على التحول والتوع  في الأسلوب وانشغل بموروثه الثقافي وببيئته المحلية وكأنها القدر الذي يتوجب البحث فيه باستمرار ليقدمه بصورة مختلفة ومعاصرة ليواكب كل مستجدات هذا العالم. ومنذ بداياته انشغل برسوم فناني عصر النهضة؛ بوصفها المصدر المهم لأي فنان كما الانطباعيين وفناني الحداثة.

ما علاقتك بالأدب/ شعرا/قصة/ رواية مثلا؟

منذ صغري أحب قراءة المجلات الرياضية والأدبية، كما أحب الوثائقيات، أحب السفر والاطلاع على معالم البلدان، مع مرور الوقت تطور الأمر معي، فصرت أقرأ أكثر، صرت أميل لقراءة السير الذاتية التي أجد فيها متعة وما يتعلق بقصص النجاح وتطوير الذات، وكل ما يتعلق بالفنون البصرية بشكل دائم، سير الفنانين/ المزادات/ تاريخ الفن.

هل الوظيفة الرسمية تعيق انطلاقة الفنان؟

الوظيفة حقيقة سلاح ذو حدين، أنا موظف وبحكم محبتي للرسم في الصباح أكون في الوظيفة حقيقة أشعر بتضايق بعض الشيء، أتمنى أن أكون في المرسم، لكن الوظيفة مصدر أمان لا يمكن الاستغناء عنها؛ كونها مصدر دخل ثابت نقدر أن نعتمد عليه في تسير أمور حياتنا اليومية، التفرغ حلو شريطة أن يكون هناك دخل ثابت للفنان أو أن يكون متقاعدا ويستلم راتبا، طبعا المشاريع حلوة إذا استطاع الفنان ترتيب أموره المادية بشكل منظم سوف يشعر بالراحة.. وأيضا سيوفر الوقت لإنجاز مشاريع فنية ما.

- فهد يا صديقي ورد في سيرتك أن لبيئتك البدوية أثر على لوحتك، ترى، هذا الأثر في أي النواحي يتجلى؟ وهل تعتقد أنه مازال قائما؟

نعم للبيئة البدوية الريفية أثر كبير عليَّ، أنا عشت في مدينة ضرماء في الطفولة تبعد عن الرياض نحو 45 كم طبعا حال رفع رأسي من النوم أرى أمامي جبل طويق/ البيوت الطينية/ الإبل/ النخيل منذ طفولتي وأنا أشاهدها، عشت مع جدي وجدتي فترة طويلة ومع والدي ووالدتي، كنت أروح معهم إلى المزرعة نرعى الغنم، النخل، أمشي حافي القدمين، عشت على مد النظر الطبيعة بكل إيجابياتها وجمالها طبعا، البر له أثر كبير عليَّ، لون الصحراء، التفاصيل، الحياة، العادات والتقاليد، وما تحمله من دلائل. اختزلت الكثير الكثير مما ذكرت لك ووظفته في لوحتي ورسوماتي.

هل للصداقات مع الفنانين من أثر عليك.. على مسيرتك الفنية؟

لست من الأشخاص الذين يحرصون كثيرا على توطيد علاقات الصداقة مع الفنانين، أحب أن أشتغل على مشروعي الفني أكثر، لاحظت الصراعات بينهم والشللية، فرحت أنتقي الأصدقاء ممن لديهم تجارب فنية يمكنني الإفادة منها، وهذه أتت تدريجيا، أولى مشاركاتي كانت في العام 1998 حتى العام 2005 كانت مشاركات خجولة، عموما صداقاتي “ممن يزورني في المرسم” أغلبها كانت من خارج الوسط الفني باستثناء واحد من الفنانين بعدها بدأت تتسع دائرة الأصدقاء عبر المشاركات في المعارض واللقاءات الفنية.

الحمد لله طوال تلك الفترات اشتغلت على تطوير ذاتي ومهاراتي الفنية والثقافية، استفدت من ذلك كثيرا، أعني التفرغ إلى ذاتي كفنان.

ورد في سيرتك الذاتية “الفنان فهد النعيمة بدأ مسيرته الفنية الاحترافية في العشرين من عمره”. هل لك تفسير ذلك؟

بدأت مسيرتي الفنية في نهاية التسعينات من القرن الماضي عبر مشاركاتي في المعارض التي تقيمها مؤسسة رعاية الشباب والرياضة للأندية، وأولى مشاركاتي كانت عن طريق نادي البطين في منطقتنا الضرماء، في العام 1998 بعدها بدأت أشارك في المسابقات المحلية والمسابقات التي تنظمها وزارة الثقافة والفن المعاصر، وفزت بأول جائزة رسمية في العام في أولى مشاركاتي في معرض الفن السعودي المعاصر، بعدها بجائزة الفنانين الشباب على مستوى المملكة العربية السعودية، وجائزة الفن المعاصر 2012. نعم، بداياتي حققت نتائج طيبة عبر المشاركات في المعارض الجماعية.