العدد 5635
الثلاثاء 19 مارس 2024
banner
د.سيد محمود القلاف
د.سيد محمود القلاف
الانسولين
الخميس 27 أغسطس 2020

مرض السكري يسببه النقص المطلق أو النسبي للانسولين في الجسم، وقد يكون سبب المرض أن نسبة الانسولين الموجودة كافية ولكنها غير قادرة على إنقاص السكر في الدم.  يعتبر مرض السكري من أكثر الامراض المزمنة انتشاراً حول العالم ان لم يكن أكثرها على الاطلاق، حتى تحول الى ما يشبه العدوى في انتشاره. تشير الاحصائيات العالمية الى أن هناك تقريباً 500 مليون مريض بالسكري حول العالم، نصيب منطقة المينا (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) منها حوالي 40 مليون مريض. أما في البحرين فان عدد المصابين بمرض السكري هو أكثر من 160 ألف مريض حسب احصائيات سنة 2017 وأما نسبة الإصابة بين البالغين فتفوق 16 %، وهذه النسبة هي الأعلى في منطقة المينا بعد المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة ومصر.

هناك نوعين لمرض السكري: النوع الأول الذي تبدأ الإصابة به عادة عند الأطفال والمراهقين ويسببه عدم قدرة البنكرياس على افراز الانسولين، والنوع الثاني الذي يصيب البالغين في متوسط العمر (الثلاثينات أو الاربعينات)  وفيه يكون الانسولين اما غير كافي أو غير قادر على انقاص السكر في الدم. تعتبر المعالجة غير الدوائية (باتباع نمط غذائي وأسلوب حياة خاص) لمرض السكري ذات أهمية قصوى وقد تكون كافية لفترة قصيرة في بداية الإصابة بالنوع الثاني من المرض، ولكن في النوع الأول من السكري فان المعالجة غير الدوائية تلعب دوراً مساعداً للعلاج الدوائي فقط ولا يمكن الاكتفاء بها وحدها أبداً وذلك لعدم وجود انسولين في الجسم مطلقاً ولذلك فان العلاج الوحيد الذي يجب البدء به والاستمرار عليه هو الانسولين مع اتباع النمط الغذائي وأسلوب الحياة الخاص بمرض السكري. يستخدم الانسولين كذلك لمعالجة مرض السكري من النوع الثاني وذلك عند عدم كفاية الادوية التي تأخذ عن طريق الفم في السيطرة على المرض وتخفيض مستوى السكر بالدم.

الانسولين الموجود حول العالم وحتى اللحظة يعطى عن طريق حقن تحت الجلد أو في الوريد في بعض الحالات الضرورية، ولا يوجد أي شكل صيدلاني آخر لاستخدام الانسولين حالياً. قبل عدة سنوات تم طرح انسولين يستخدم عن طريق البخاخ ولكن تم سحبه بعد عدة سنوات من طرحه من قبل الشركة لعدم جدواه. هناك العديد من الأبحاث حالياً لاستخدام الانسولين بأشكال صيدلانية مختلفة عن طريق الأنف أو الجهاز التنفسي أو الفم أو الجلد ولكن لم يتم طرح أي منها في الاسواق. أكثر الاشكال الصيدلانية للانسولين استخداماً هي أقلام الانسولين التي شاع استخدامها لسهولة التخزين والحمل والاستعمال. وتختلف أنواع الانسولين الموجودة حسب مدة فعاليتها فهناك الانسولين قصير المدى ومتوسط المدى وطويل المدى، وعادة ما يستخدم مزيج من الانسولين قصير المدى ومتوسط أو طويل المدى سواء كان ذلك في نفس العبوة أو عبوات مختلفة.

كما سبق ذكره، فان أكثر طرق استخدام الانسولين شيوعاً هو اعطاءه عن طريق حقنه تحت الجلد والأماكن التي ينصح بها لذلك هي البطن والفخذين وأعلى الردفين وخلف الذراعين وينصح المريض بتغيير مكان الحقن عند كل جرعة لتجنب الآثار الجانبية الموضعية للانسولين، وأن يتم تغيير الابرة عند كل استخدام وأن يتخلص من الابرة مباشرة بعدها. ومن أكثر الآثار الجانبية شيوعاً للانسولين هو زيادة الوزن وأكثرها خطورة هو انخفاض مستوى السكر في الدم والذي قد يكون مميتاً إذا لم يتم التعامل معه ومعالجته بسرعة، لذلك يجب على المريض والمحيطين به معرفة أعراضه وخطورته وكيفية التعامل معه عند حدوثه. أعراض هبوط السكر في الدم هي: تعرق، رجفة، ازدياد نبضات القلب، صداع، تعب شديد، هذيان. ولمعالجة حالة هبوط السكر ينصح المريض بتناول محلولاً سكرياً عن طريق الفم ومراقبته من قبل المحيطين للتأكد من مرور الحالة بسلام. وقد تتطور اعراض هبوط السكر لتصل الى فقدان المريض للوعي، وفي هذه الحالة يجب نقل المريض بسرعة الى المستشفى لإعطائه محلولاً سكرياً عن طريق الوريد. 

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية