العدد 5670
الثلاثاء 23 أبريل 2024
banner
جعفر المبارك
جعفر المبارك
امنحوا المتطوعين الفرصة لشغل الأدوار القيادية بالجمعيات الخيرية
الجمعة 04 ديسمبر 2020

تقام في الخامس من ديسمبر احتفالية عالمية سنوية من كل عام حددتها الأمم المتحدة منذ عام 1985. يحتفل بهذا اليوم في غالبية بلدان العالم، ويعتبر الهدف المعلن من هذا النشاط هو الثناء والشكر للمتطوعين على مجهوداتهم ناهيك عن زيادة وعي الناس حول مساهمتهم وتضحياتهم في المجتمع.
أكثر من 600 منظمة نفع عام تطوعية رسميا مسجلة لدى الجهات المختصة في البلد تحتضن الآلاف من المتطوعين الصامتين، والذين يؤدون دورا لا يمكن نكرانه ومع ذلك فإن شكرهم يكاد يكون محدودا بالنظر لعطاءاتهم وتفانيهم في حالة يمكن توصيفها أنها أرقى مراتب الوطنية الحقة، فهم يعطون ولا يأخذون، ينشغلون بهموم المجتمعات رغم انصراف المجتمعات عنهم وبلا مبالاة لدورهم الحيوي الكبير، ربما لأنهم لا يمتلكون مكنات إعلامية تبرزهم في الصحف والمجلات ومواقع التواصل الاجتماعي، بل والحقيقة هي أنهم لا يسعون وراء الظهور الأجوف ولا الشهرة البائسة التي تحتطب ما ادخروه لآخرتهم، فشكرا لمن هم ترجمان صادق للعطاء بالجهد والوقت والمعرفة والبذل.
وبالنظر إلى أعداد المتطوعين في دول الخليج العربي  فالمملكة العربية السعودية بلغ إجمالي المتطوعين  78 الف متطوع أما في مملكة البحرين فعدد المسجلين في المنصة الوطنية للتطوع التي تم إطلاقها في مارس الماضي 30 ألف متطوع وللكويت 25 ألف متطوع ولقطر 25 ألف متطوع وللإمارات 500 الف متطوع كرقم يعد سابقة في العمل التطوعي.
ويمكن تفسير ذلك بسبب جائحة كوفيد19 التي وحدت الجهود الشعبية والحكومية وخلقت حالة من الهلع جرت الجميع نحو الفزعة، أما عمان فقد بلغ عدد المتطوعين 5000 متطوع تقريبا، علما أنه لا توجد دراسات مسحية معتمدة لبيان عدد المتطوعين في دول الخليج العربي قبل الجائحة إلا في المملكة العربية السعودية في عام 2018.
ورغم عدد المتطوعين الكبير نسبيا والذين خففوا عن الدولة ميزانيات ضخمة في الرواتب والامتيازات وغيرها حق لنا أن نتساءل لماذا يشكو كثير من القائمين على منظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية والاجتماعية من العزوف الشديد للمتطوعين، يقول بعض القائمين على بعض الجمعيات: لا تراهم يقبلون على الدخول في مجالس الإدارات ولا يسعون مبادرين نحو خدمة المجتمع من بوابات الجمعيات وكأنها تحولت إلى إرث متوارث تكرر الوجوه ذاتها كل عامين.
إن غياب التخطيط الاستراتيجي للغالبية العظمى لمؤسسات المجتمع المدني من جمعيات وغيرها يدق ناقوس الخطر في استمرارية كفاءاتها ومواكبتها للجديد واستشراف المستقبل عبر احتضان الطاقات والكفاءات وتشجيعهم ودعمهم معنويا وماديا وانتهاج مبدأ الشفافية كما إن منح المتطوعين الفرصة لشغل الأدوار القيادية يجعلهم يتحفزون ليكونوا في الموقع الخيري الملائم في جو مليء بالمتعة والفرح والقدرة على الإنجاز.
كما إن المجتمع معني بدرجة عالية الاهتمام والاحتفاء بجنود الله المجهولين في أرضه وهم مشاعل الخير في كل مدينة وقرية كبيرا كان أم صغيرا ليعلنوا لهم وبكل افتخار أن البلد بهم صار أجمل، والفقراء لن يجوعوا مادام أولئك الجنود يقظين أمناء.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية