يعتبر ميثاق العمل الوطني والتي تصادف ذكراه في 14 فبراير من كل عام، ذكرى وطنية عزيزة، حيث يمثل الميثاق الانطلاقة الكبرى للمشروع الإصلاح والتحديث الوطني الشامل الذي قاده عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بمبادرته التاريخية الرائدة، ورؤيتة الثاقبة لمستقبل زاهر للبحرين، وهي تمثل بداية لمرحلة جديدة من التاريخ الحديث لمملكة البحرين، حيث تحققت مكتسبات ومنجزات وطنية يعتز ويفتخر بها الشعب والقيادة على مدى التاريخ، وقد شكل ميثاق العمل الوطني نقلة نوعية في المجالات كافة في المملكة على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي. ويعتبر صفحة مشرقة في تاريخنا الوطني الحديث.
كان تدشين ميثاق العمل الوطني بداية الجهود والانطلاقة الكبرى؛ من أجل تحقيق مسيرة التنمية الشاملة، من خلال إعادة صياغة الملفات السياسية والاجتماعية والاقتصادية؛ الأمر الذي جعل من البحرين تتبوأ مكانة رائدة في مجال الإصلاح السياسي، وفقا لمتطلبات المرحلة ولتلبية الطموحات والآمال المعهودة لكل أبناء المملكة.
إن الرؤية الثاقبة والاستشرافية لحضرة صاحب الجلالة الملك حفظه الله من أجل إعادة إحياء الحياة السياسية والديمقراطية في البحرين بعد أن كانت قد توقفت منذ العام 1975، حيث بدأت تجربة المجلس الوطني المنتخب العام 1973.
ولابد هنا من الإشارة إلى ما حظيت به هذه المبادرة التاريخية من دعم شعبي كبير ليشكل بذلك ميثاق العمل الوطني الأساس القوي والمتين للبحرين لمواكبة كل المتغيرات. ويقدر الجميع في داخل وخارج المملكة النهج الديمقراطي اللافت لحضرة صاحب الجلالة الملك في بداية العمل على صياغة الميثاق من أجل تحقيق أكبر قدرٍ من المشاركة الشعبية بكافة مستوياتها في صياغة الميثاق؛ لكي يكون معبرا عن تطلعات وطموح الشعب وإرادته.
إن الميثاق يمثل وثيقة ولاء ومحبة وهو نقطة تحول إيجابية كبيرة ونقلة مهمة في مسيرة البحرين وشعبها في كافة الميادين، كما أن النسبة التي وصلت 98.4 % بالمئة من تأييد شعب البحرين بأسره على الميثاق، تعكس الإجماع الوطني بالتصويت الشعبي الجارف والتأييد الساحق لمبادرة جلالة الملك حفظه الله، حيث توحدت فيها مشاعر أبناء البحرين بكل أطيافهم وأكدت بما لا يدع مجالا للشك على الارتباط الوثيق بين القيادة والشعب.
إنما تحقق في ظل مسيرة ميثاق العمل الوطني من تنمية مستدامة شاملة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية له أمر جدير التقدير والثناء، فقد أرسى الميثاق الأساس لبناء دولة المؤسسات والقانون من خلال تشكيل المحكمة الدستورية وإنشاء مجلس القضاء الأعلى وإقامة النظام البرلماني القائم على أساس نظام المجلسين ومنح الحقوق السياسية للمرأة البحرينية، كما أكد الميثاق حماية الحريات المسؤولة العامة والشخصية، وتحقيق مبادئ العدالة وتكافؤ الفرص وترسيخ مبادئ المواطنة والانتماء للوطن الغالي.
وبمناسبة ذكرى الميثاق الوطني العزيزة على قلب كل بحريني لا يسعنا إلا أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى حضرة صاحب الجلالة الملك صاحب المباردة التاريخية الرائدة والرؤية الاستشرافية لمستقبل زاهر للبحرين، وإلى ولي العهد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وإلى شعب البحرين العزيز، سائلين المولى عز وجل أن يحفظ البحرين وقيادتها وشعبها، وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار وأن تستمر في تحقيق المزيد من الإنجازات التنموية والحضارية.
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |