العدد 5635
الثلاثاء 19 مارس 2024
banner
توفيق السباعي
توفيق السباعي
مملكة البحرين .. نموذجاً رائداً في إدارة الأزمات
الأربعاء 16 يونيو 2021

في إدارة الأزمات هناك عناصر في غاية الأهمية في مقدمتها كفاءة القيادة وقدرتها على التخطيط والاستعداد والجاهزية لمواجهة الأزمات باقتدار وحنكة عالية، كما يبرز دور القادة في إدارة الأزمات في مختلف مراحلها؛ إذ يعملون على تحليل المخاطر المحتملة وتقدير الإمكانيات والموارد المتاحة، وإعداد الخطط المتكاملة لمجابهة الأزمات والتغلب على آثارها، كما وتعد مرحلة حدوث الأزمة الاختبار الحقيقي للقائد وللخطط التي يتم وضعها مسبقاً، فبقدر الجهد وحسن التخطيط الذي يُبذل من طرف القائد يتحدد نجاحه في إدارة الأزمة. وكما يقول جيري سكيتش في كتابه «كافة المخاطر»: «لا تُختَبر أية إدارة اختباراً جيداً إلا في مواقف الأزمات».
واليوم العالم يشهد بأسره ما تخلفه جائحة كورونا من تحوّرات وتداعيات، وما تثيره من مآسٍ إنسانية في العديد من دول العالم، إلا أنّ هذه الأزمة تعد اختباراً حقيقياً لقياس قوة الدول، ومؤشراً لتقييم منظومتها في إدارة الأزمات وامتلاك الحلول القادرة على تخفيف تداعياتها وتحقيق التعافي السريع والمستدام منها، وقد نجحت مملكة البحرين في هذا الاختبار بكفاءة عالية؛ بل وقدمت نموذجاً رائداً بتطبيقها مقومات النجاح في إدارة الأزمات بشكل احترافي، حيث اتخذت سلسلة من القرارات المتفاعلة مع الحدث والتطورات المتلاحقة التي كان لها بالغ الأثر في التقليل من تداعيات الجائحة على المواطنين والمقيمين وقطاعات الأعمال، ومن ضمنها الإجراءات السريعة والحاسمة التي أجراها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، والذي كان سموه حريصاً على متابعة تنفيذ التوجيهات الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى - حفظه الله ورعاه - بتسخير كل الإمكانات وتقديم كل ما من شأنه دعم احتياجات المواطنين وضمان صحة وسلامة الجميع وتأمين العيش الكريم، بالإضافة إلى استمرار تقديم الدعم اللازم لكل الفئات والقطاعات الأكثر تضرراً للتقليل من آثار وتداعيات جائحة كورونا، الأمر الذي ساهم في بث الثقة والطمأنينة ورفع الروح المعنوية لدى المواطنين والمقيمين على حدٍ سواء.
وأخيراً، فإن في مثل هذه الأزمات تتبين حنكة القادة، ويتبين خوفهم على أبناء شعبهم، ونحمد الله أن قيَّض لنا من جعلوا سلامتنا أولوية لهم؛ فيسروا لنا كل السبل وخففوا عنا كل الأعباء، ففي حين أن الدول التي أدعت التقدم كانت أولويتها هي مصلحة أموالها، حرصت مملكة البحرين بجعل الأولوية لسلامة شعبها وحماية مصالحه وتخفيف العبء عنه، كما كانت سباقة دوماً لدعم ومساندة وتشجيع الجهود الاستثنائية المخلصة التي تسهم في حفظ مكانة المملكة وإنجازاتها على كافة الأصعدة، وستبقى بإذن الله وكما عهدناها دوماً قوية شامخة، وستتجاوز هذا الظرف الاستثنائي بحكمة قيادتها وجهود أبنائها ووعي شعبها، لتستكمل مسيرة النماء والتقدم في جميع المجالات.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .