العدد 5635
الثلاثاء 19 مارس 2024
banner
سوسن كمال
سوسن كمال
الكرامة للمواطن والمقيم
الجمعة 30 يوليو 2021

في اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر، ننظر ببالغ الفخر والاعتزاز لما حققته مملكة البحرين في هذا المجال  حيث حافظت وللعام الثالث على التوالي على موقعها ضمن دول الفئة الأولى (TIER1) في تقرير الخارجية الأمريكية حول الاتجار بالبشر الصادر نهاية شهر يوليو 2020، منتقلةً بذلك من موقع التقييم إلى موقع قيادة جهود المنطقة في مجال المكافحة، مؤكدين أهمية تكثيف الوعي والتعاون مع أجهزة الدولة في محاربة هذه الظواهر المخالفة، وصولاً لمجتمع التنمية والسلام.

وفي ظل هذا التميز، فلاغنى عن بعض الانتقاد البناء الذي يضغط بإيجابية باتجاه المحافظة على هذا التميز، بل ومضاعفته، فإننا نحضر دائماً الفعاليات والبرامج الاجتماعية التي تقيمها الجاليات المختلفة بمملكة البحرين، لنتعرف عن قرب على آرائهم بخصوص بلادنا، فضلاً عن اهتمامنا العميق بحقوق الإنسان أياً كانت لغته وثقافته، وهذه صفة البحرينين جميعاً بالطبع.

ومن ضمن تلك الزيارات شاهدنا حالاتٍ لمقيمات بلا كفيل ولا بطاقات شخصية تستنجد بنظرائها من الجالية مِن أجل الوصول للرعاية الصحية بطريقة آمنة، ولا شك أن ذلك لن يحدث في مملكة البحرين إلا في حالة الإقامة غير الشرعية والتعالي على القانون والنظام، إلا أنَّ حقوق الإنسان لا تعترف بأيِّ من تلك المبررات لتصعيب الوصول للرعاية الصحية.

نحن بلدٌ متسامح، والجميع يعلم أنَّ الحكومة الموقرة بادرت بتقديم التطعيمات ضد ڤيروس كورونا للجميع سواءً كان مواطناً أو مقيماً، وذلك  بتوجيه كريم من سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى أيده الله ورعاه، وقدمت بعض المستشفيات رزم فحوص طبية متكاملة لتلك الفئات "المغلوب على أمرها".

وفي خضم ذلك كله، لابد لبعض الفئات الفقيرة من الجاليات أن تضيع وسط حيرتها وغربتها، فاقدين بوصلة الوصول للخدمات الصحية، بسبب عدم تسوية وضعهم القانوني سواءً مع قوانين بلادهم أو مع قوانين مملكة البحرين، وكذلك بسبب محدودية إمكانياتهم المادية وانعدام معارفهم في الدوائر الرسمية، وحاجتهم للمساندة الاجتماعية، وعدم معرفتهم وجهة اللجوء في مثل هذه الحالات.

أليست هذه أسباب تدفع ضحاياها إلى اختيار طرق غير محمودة العواقب؟ أليست هذه أسباب تدفع بعضهم للانتحار ربما؟ أو لارتكاب المخالفات التي يصل بعضها للإجرام؟ أليست هذه أسباب تجعل من حالتهم الصحية عرضة للتفاقم والسوء، وعرضة كذلك للوقوع في شبكات الإتجار بالبشر؟ مما يؤدي إلى أحاديث تُستغل ضد المملكة في الرأي العام الخارجي.
 
إننا اليوم نريد توجيهات صريحة للجاليات لتكثيف تركيزهم على العمل في منظمات المجتمع المدني الخاصة بهم والمبادرة في التواصل مع الجهات المعنية بالمملكة كهيئة تنظيم سوق العمل، ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وحتى وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف وذلك لتسوية القضايا التي تمنع أصحابها الأجانب حتى من الترحيل ومغادرة المملكة، فلتكثف الجاليات تواصلها مع الجهات المعنية لمساندتهم في التنظيم، وانتشال الفئات المهمشة منهم، لأن وجودهم في مملكتنا الطيبة يحملنا مسؤوليتهم الجسيمة ولايخلي طرفنا من رعايتهم.

د. سوسن كمال

عضو مجلس النواب

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .