وها هي مضت الأيام وتعاقبت الشهور، حتى اقترب موعد حلول سيد الشهور، وأجمل الشهور، بل وأعظم الشهور، إنه شهر رمضان المبارك، شهر المغفرة والرحمة والعتق من النيران، شهر الصيام والقيام والتراويح واستجابة الدعوات،إنه شهر الخير والبركات، شهر الصوم والصدقات وشهر تتضاعف فيه الحسنات،فتفتح فيه أبواب الجنات وتقال فيه العثرات وتغفر فيه السيئات.

ياله من شهر عظيم لا يأتي إلا جالباً معه كل الخيرات، ففيه تتجلى أجمل مظاهر اللحمة الإنسانية والتعاضد بين أفراد المجتمع بعضهم بعضاً، فيتسارع المتسابقون في حب الله إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين بشتى أنواع الطرق، من توفير مواد غذائية والمستلزمات الرمضانية وزكاة الفطر وغيرها العديد، من خلال اجتهادهم الشخصي من قبل التجار والأسر الميسورة، أو عبر الجمعيات الخيرية التي لانغفل دورها الفاعل في النظر في أحوال المواطنين وتلبية كافة احتياجاتهم، وبخاصة في شهر رمضان المبارك.

وإن جميع هؤلاء الأفراد والمؤسسات والذين حققوا مبدأ الشراكة المجتمعية بكل ماتحمل الشراكة المجتمعية من معنى، ماهم إلا أناساً امتثلوا للتوجيهات الحكيمة الصادرة من الحكومة الرشيدة وعلى رأسها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المفدى، فهو القائل وأقتبس من كلامه: ستكون سعيدا من أجل أخاك إذا كنت تحبه ورأيته يزدهر.. وهو الذي يدعو إلى الالتفاف حول بعضنا بعضاً، ونظر في أمور شعبه واحتياجاتهم، فبارك الله فيه وأطال الله بعمره وسخره لشعبه الذي يحبه.

فهيا نتسارع لعمل الخيرات ونغتنمه في الطاعة والعبادة.

وبهذه المناسبة العظيمة، مناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك أتشرف بأن أرفع بالأصالة عن نفسي ونيابة عن أهالي محافظة المحرق أسمى آيات التبريكات وأجمل التهاني إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، والى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة رئيس الوزراء الموقر ولي العهد الأمين، والى الأسرة المالكة الكريمة، وشعب البحرين الوفي، والأمة العربية والإسلامية، أعاده الله على الجميع بالخير والبركة.