العدد 5666
الجمعة 19 أبريل 2024
banner
خالد أبو أحمد
خالد أبو أحمد
(كفو) ليس مجرد برنامج تلفزيوني..!!
الثلاثاء 19 أبريل 2022

برنامج (كفو) الذي بثه تلفزيون البحرين مؤخرا في حلقاته الخامسة عشرة حُظي باهتمام شديد داخليا وخارجيا ولمس في المشاهدين شغاف قلوبهم، وحرّك مشاعرهم حتى ذرفوا الدموع، فانتشرت حلقات البرنامج على نطاق واسع عبر الوسائط التواصلية (الفيس بوك) و(الانستغرام) و(تويتر) وعبّر المشاهدين عن اعجابهم بالبرنامج وفكرته ومحتواه والمستوى الفني الراقي والابداع في الاعداد والتصوير والاخراج واختيار الأماكن المناسبة للعمل.
برنامج (كفو) عالج قضية اعلامية مهة ظلت لسنوات طويلة هي محور التناول عقب كل شهر رمضان والمتمثلة في مشاكل (الكاميرا الخفية) التي تبث عبر عدد من القنوات الفضائية العربية التي تبعد عن الأهداف النبيلة، وتخلو في غالبيتها من المضامين الانسانية والتي تعالج قضايا المجتمع، أصلا برامج (الكاميرا الخفيّة) هي نوع من برامج تلفزيون الواقع، يقوم فيه طاقم البرنامج بوضع الأشخاص في موقف معدّ مسبقًا، وجعلهم يعتقدون أنه موقف واقعي؛ وذلك بهدف تصويرهم دون علمهم، ليتمكن المشاهد من ملاحظة ردود أفعالهم على الموقف، لكن في السنوات الاخيرة خرجت هذه البرامج عن المعتاد وأصبحت برامج (مقالب) حقيقية يدخل فيها الأشخاص في مواقف صعبة للغاية وقد تحدث فيها أحداثا مؤسفة.
من هنا كان اعجاب المشاهدين ببرنامج (كفو) على النحو الذي عشناه محليا وخليجيا وعربيا، وحتى في دول القارة الاوربية، ومن المملكة المتحدة تابعت عبر حسابات الكثير من العرب والمسلمين إشاداتهم بالبرنامج، ومن مدينة ‏كامبريدج‏ الاخت شادية عمر العالمة الدكتورة في الفيروسات والخبيرة في نظام الوراثة العكسي والفيروسات كتبت على صفحتها بـ (الفيس بوك) تقول " أن برنامج انت كفو على شاشة تلفزيون البحرين الشخص الذي فكر فيه كفو، والذين أخرجه كفو، والبرنامج كفو"، ووضعت ثلاثة قلوب اعجاب بالبرنامج، ونادت متابعيها الذين يقدروا بالآلاف لمتابعة هذا البرنامج، وختمت كلامها "برنامج كاميرا خفية من أجمل المفاجأت و أصدقها ".
بطبيعة الحال الآلاف من التعليقات التي نشرت عن البرنامج في أكثر من جهة قامت برصد آراء الكثير من حسابات الاخوة في دول الخليج من المشاهير وغيرهم، هناك حالة اجماع على أن البرنامج حقق أهدافا كثيرة تفوق الأهداف التي وضعتها إدارة تلفزيون البحرين، كعامل في مجال الاعلام أعتقد أن برنامج (كفو) خدم استراتيجية مملكة البحرين في الترويج للانجازات والنقلات الكبيرة التي حدثت في البلاد، ومن جانب آخر البرنامج عكس للآخرين خيرية وانسانية أهل البحرين وطيبتهم وتكاتفهم  وتعاونهم فيما بينهم، وتمسكهم بالقيم والمبادئ التي جاء بها ديننا الإسلامي الحنيف.
أحد الاخوة من الخارج طلب مني أرقام تردّد (قناة البحرين) لمتابعة البرنامج الذي أصبح حديث المشاهدين، لذلك اعتقد ان مشاهدة القناة الفضائية قد ارتفعت، وأن البحث عن البحرين في محركات البحث على الشبكة العنكبوتية قد ارتفع أيضا وبشكل كبير، البرنامج خلق لدى المشاهدين في مناطق كثيرة من العالم شغف لمعرفة شعب البحرين الذي شاهدوا مآثره عبر برنامج (كفو)، ولعمري هذا أفضل انعكاس ايجابي خلق علاقة وجدانية بين المشاهدين غير البحرينيين وشعب البحرين، وهذا ما شأنه أن يفتح الباب مستقبلا أمام السياح من بلاد كثيرة، وهو ما يؤشر إلى أن القائمين بالأمر مطالبين ببرامج تسلط الضوء أكثر على تراث البحرين وثقافة أهل البحرين وتاريخهم وحضاراتهم الضاربة في القدم.
الأهم من كل ما ذكرت هو أن الفريق الذي قام بأمر البرنامج غالبيتهم من الشباب تتراوح أعمارهم ما بين 19 إلى 35 سنة، وفي ذلك معنى كبير جدا لابد من الوقوف عنده، خلال مسيرتي في العمل الصحفي والاعلامي بالبحرين أعرف أن قيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه يُولي الشباب أهمية كبيرة جدا، اهتمام لم أجد له مثيلا، تجاوز الحلول التقليدية إلى آفاق رحبة من التقدم، وأتذكر في الأول من أبريل 2006 كتب جلالة الملك مقالةً رصينة بعنوان (إلى الشباب... نداء القلب والعقل) شدتني جدا كما شدت القُراء لما فيها من رؤية سامية لمعالجة قضايا هذه الشريحة المهمة، وتسليط الضوء على إستراتيجية البحرين للشباب التي تم إطلاقها في العام 2005 للارتقاء بالشباب.
وعبر هذه النقاط كانت الرؤية واضحة للغاية في تبيان اهتمام جلالة الملك بدور الشباب في نهضة البحرين الحديثة، وما يريد أن تكون عليه بلاده في المستقبل، باعتبار أن الشباب هم الأعمدة الرئيسة لحركة التطور والاصلاح في كل زمان ومكان، ويؤكد بتفاصيل أكثر على نهج الإصلاح في مشاركة هذه الشريحة في البناء الوطني وفي هذا المعنى قال جلالة الملك حفظه الله في المقال المشار إليه:
"هذه هي المهمة الأساسية التي كلفنا بها المختصين في حكومتنا وجميع المسؤولين عن القطاعات الشبابية سواء في التربية، أو سوق العمل، أو الحياة الرياضية، أو ميدان الإعداد السياسي الديمقراطي الذي لا نريد أن يبقى شبابنا بمنأى عنه، حيث نؤمن بقوة أن سلامة أداء مؤسساتنا الدستورية ومنظمات مجتمعنا المدني تعتمد على المشاركة الإيجابية للشباب الناضج والمسؤول كدماء جديدة، وطاقات وطنية مخلصة إلى جانب خبرات المجربين في مسيرة البناء الوطني، وذلك ما استنه دستور مملكة البحرين بإنشاء مجلسي النواب والشورى للجمع بين تطلعات الشباب وخبرات آبائهم بما يتيح للوطن والشعب الاستفادة المثلى من دمج الحماسة بالخبرة، والأفكار الجديدة بالتجربة المتراكمة وهو ما سعت وتسعى إليه كافة المجتمعات والدول المتقدمة لبناء مستقبلها الأفضل".
إن الشباب البحريني الذين أبدعوا في مسيرة البحرين الحضارية ومن بينها الفريق الوطني لمكافحة الفيروس (كوفيد 19)، وفي انجاز الملف الاسكاني والتعليمي والعمل الدبلوماسي والأمني والعمل الإعلامي ومن بينهم فريق إعداد برنامج (كفو) هُم نتاج فكر رصين، وعمل دؤوب ورؤية حكيمة لجلالة الملك وبقراءة فاحصة للمقال المشار إليه نجد أن مخرجات اليوم من الشباب الكفو لم تأتي من فراغ ولم تأتي بالصدفة وانما عمل وخطط ممنهجة شخصيا تابعتها طيلة سنواتي عملي في هذه البلاد.
ومن هنا يجب التأكيد على أن برنامج (كفوء) الذي بثته القناة الفضائية البحرينية ليس مجرد برنامج تلفزيوني اجتماعي ترفيهي، إنما قيمة مضافة ذات مستوى عال من الابداع الانساني الشفيف، الذي أراح النفوس المتعبة مؤكدا للجميع بأن البحرين بخير الحمدلله، وأن الذي يفعل الخير يجيزه الله به الخير الكثير، فقد نجحت إدارة التلفزيون في استفادتها من أفكار الشباب وقدراتهم الذهنية بشكل مذهل لفت الأنظار، الأمر الذي سيجعلنا بكل تأكيد نركز على الاهتمام بالشباب.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية