تتمة للمقالة السابقة وما تمّ تناوله فيها من معلومات موجزة حول فلسفة التجميع، مفهومه، أهدافه، وأبرز مبررات المؤيِّدين له والمعارضين. وفيما يلي نستعرض بعضَ أساليب التجميع المتاحة كما وردت في الأدبيّات التربوية:
• المدارس الخاصة: تلك المدارس التي تقبل الموهوبين من دون غيرهم في مجال أو أكثر على أساس مستوى أدائهم في واحدة أو أكثر من محكّات الاختيار التي يفترض أن تكون منسجمة وطبيعة الخدمات التي تقدمها. ويحق التنافس على الفوز بمقعد فيها بغض النظر عن الامكانات الاقتصادية أو الأصول الثقافية، وقد تكون متخصصة في مجال واحد من مجالات الفنون والعلوم والآداب، وقد تكون شاملة في تقديم خدمات متنوعة. 
• المدارس الجاذبة: مدارس ليست مخصصة فقط للموهوبين بل أيضاً للعاديين من المرحلة الثانوية في مجال معين من المجالات المهنية، حيث تعرض فرص تدريب مهني في الفنون؛ الرياضيات؛ العلوم؛ إدارة الأعمال؛ التجارة والاقتصاد؛ والحاسوب، ومما يميزها أنها تسعى إلى إكساب الطلبة بعض الخبرات العملية أثناء سنوات الدراسة بها عن طريق خلق فرص تدريب ميدانية لهم في مجالات العمل المتوفرة في المدينة لاكتساب الخبرة من ناحية وتوفير مصدر مادي لهم من ناحية أخرى. 
• المدارس الأهلية: تتميز بمرونة كبيرة في النظم الإدارية والفنية تسمح بعملية التسريع للموهوبين، كما أن لديهم إمكانات في المختبرات والمعامل والمكتبات لا تتوافر عادة في المدارس العادية، علاوة على قلة عدد الطلبة في الصف الواحد. كل ذلك يجعلها خياراً مناسباً لاستقطاب الموهوبين من كافة الطبقات، ويميل التحصيل هنا إلى الارتفاع لمستويات أعلى عنها في المدارس الحكومية، ومن ثمَّ يُمكنُ أنْ تكون بديلاً لتربية تسارعية.
• صفوف خاصّة داخل المدرسة: يتم اختيار الموهوبين لها على أساس مستوى أدائهم على المَحكات التي تقررها إدارة المدرسة. ويبقون فيها طوال اليوم الدراسي وعلى مدار السنة الدراسية يدرسون جميع المقررات معاً. ويوضع من لديه ميول واهتمامات في صفوف دراسية واحدة متقدمة تعمل على اختصار مدة الدراسة، وتوفر الاستشارة الكافية لهم، وتخلق المناخ الأمثل لتحقيق النمو المناسب لهم. ومما يميزها بأنها قليلة التكاليف وسهلة الإنشاء، إلا أن ما يعيبها أنها تكون محببة في فترة قصيرة جداً، حيث يتمّ تغطية الأهداف المفروضة مسبقًا لمستوى الصف يتمّ تخطيط مجموعة متنوِّعة من خبرات الإثراء والنمو الشخصي وتنمية المهارة.
• المجموعات العنقودية للموهوبين: يتمّ من مدارس عديدة في فصل خاص جزء من اليوم الدراسي، أو اليوم الدراسي كامل بهدف إمدادهم ببرامج تربوية خاصة أو أنشطة إضافية، باختيار أعلى (5-8) طلبة موهوبين على مستوى الصف يوضعون في فصل دراسي مختلط القدرة كمجموعة صغيرة. ويقدم لهم تدريس ومناهج متمايزة مناسبة بواسطة معلم تلقَّى تدريبًا خاصًّا في تعليم الموهوبين. 
• المجموعات بحسب المسارات المتعددة أو قدرات الإنجاز: يتم التوزيع في مجموعات إنجاز متجانسة في مقرر دراسي محدد، ولفترة زمنية تغطي عام دراسي كامل، وتقوم عملية التجميع في هذه الصفوف على أساس مبدأ التوزيع الصَّفي الداخلي، حيث يتم التوزيع إلى فئات ثلاث حسب مستوى القدرات وسرعة الإنجاز لديهم، تضم هذه الفئة(A)  سريعي التعلم، بينما تشمل الفئة(B)  المتوسطين في التعلم، أما بطئي التعلم فيكونوا من عناصر الفئة (C).
• التخصص الفردي في الفصول متغايرة الخواص: يتم إبقاء الموهوبين في الصفوف العادية مع أقرانهم العاديين، ويتم إثرائهم بخبرات مناسبة لقدراتهم وتلبي حاجاتهم الخاصة، بحيث يعتمد هنا على استراتيجية التعلم الذاتي أو الدراسة المستقلّة أو تزويدهم بأنشطة مغايرة عن العاديين ليس بالضرورة أنْ تنجز في غرفة الصف بل يُمكن أنْ تؤدَّى في المنزل.
• فصول خاصة لبعض الوقت: يتم تشكيلها عن طريق سحب الموهوبين من صفوفهم المعتادة في أوقات معينة خلال اليوم الدراسي لممارسة نشاط معين أو دراسة مقرر ما ثم يعودون بعده إلى صفوفهم الأصلية. وعادة ما يصمم النشاط أو المقرر الإضافي لإغناء البرنامج التربوي العام إما بالتعمق في محتواه، أو بإدخال عنصر جديد لا يُدرَّس في البرنامج العام كنشاطات التفكير والإبداع والتربية القيادية ومهارات الاتصال. 
• نوادي الاهتمامات الخاصة: يمكن تشكيلها باستخدام مَحكَّات مناسبة، وتنظيم برامجها خارج ساعات الدوام المدرسي أو خلال عطلة نهاية الأسبوع أو خلال العطلة الصيفية في ميول معينة كجمعية اللغة الانجليزية، جمعية الرياضيات، لممارسة نشاطات إثرائية. وقد تتطور هذه الجمعيات إلى نوادي أدبية أو لغوية أو فنية أو علمية تقام فيها المسابقات وتطور فيها المهارات الشخصية.