العدد 5671
الأربعاء 24 أبريل 2024
banner
د. عدنان محمد القاضي
د. عدنان محمد القاضي
الصِّناعاتُ الإبداعيّةُ مسَاحةٌ لاستثمارِ المَواهبِ الوطنيّة (3-7)
الخميس 11 أغسطس 2022

تتمّة لما تمّ تناوله في المقالة السابقة من إبراز لأهم مفاهيم الصناعات الإبداعية وتعريفاتها من زوايا متعدِّدة، وفيما يلي موضوعات جديدة ترتكِز على أهمية الصناعات الإبداعية ومصادرها الأساسية.

أهمية الصِّناعات الإبداعيّة
تكمُن أهمية الصناعات الإبداعية في الأمور الآتية:
• تشكِّل إضافة نوعية في إطارِ التخطيط نحوَ توسيع قاعدة الإنتاج في الاقتصاد الوطني، وتُسهِم في امتصاصِ الصَّدمات، التي قد يتعرّض لها الاقتصاد خلال السنوات المقبلة، وتمكّنه منْ مواجهة التَّحديات الداخلية والخارجية المستقبلية.
• يُمكن في حالة إقامتها في المناطق النائية والقرى أنْ تُشجِّع المواطنين على الاستقرار في مناطقهم منْ دون أنْ يضطرُّوا للهجرة إلى المدن، وبالتّالي تخفيف الضغط السكاني، وكذلك المروري على المُدن، لا سيَّما بعد أنْ أصبح للضغط السكّاني تداعيات وآثار كبيرة على المجتمع.
• توظيف رؤوس الأموال الوطنية والقدرات البشرية الكفُؤة من أجلِ تفعيل مختلف القطاعات الاقتصادية، وخاصة القطاع الخاص كي يُصبح ذا هِويّة وطنية فعليًّا.
• يأتي الاهتمام بِها انسجامًا مع التوجهات الأخيرة في تبنِّي المشاريع الصغيرة، حيث أنَّ تنميتها يُعزِّز المسار نحوَ إنجاح المشاريع الخاصة وتشجيع صغار المستثمرين الموهوبين.
• مساهمتَها في الناتِج المحلّي الإجمالي لبعض الدول كــ(البناء، الحواسيب، والصناعات الغذائية).
• أصبحت منْ أكثر القطاعات ديناميكية في التجارة العالمية حتى أصبحت تتصدَّر المشهدَ في التجارةِ العالمية.
• تعدّ محرِّكًا للصناعات الأخرى عبر تزويدها برأس مال بشري في العاملين المبدعين المنتشرين في كافة قطاعاتها، كما أنَّها تعمل كمضخّة للابتكارات والتجديدات التكنولوجية، وتُنتج سِلعًا وخِدمات تعتمدُ كُليًّا على الإبداعِ والابتكار مما يساهم في التجديد الاجتماعي ككُلّ. 
• مساهمَتها في توفيرِ فرص العمل وزيادة حجم العمالة.
• زيادة دورَها في تعزيز الاندماج الاجتماعي والتنوُّع والتنمية البشرية المستدامة وتحقيق الأهداف الإنمائية.
• البُعد الدولي لها يجعلها تشهدُ نموًّا متعاظِمًا في مستقبل الثقافة، وتكشف خريطة توزيع هذه الصناعات في العالم عن وجود هوّة شاسعة بين الدول المتقدمة والدول النامية، ولمواجهة هذا الوضع لابد من تيسير الوصول إلى الأسواق العالمية منْ خلال إقامة شراكات جديدة، وبالتّالي تحوّلات جذرية في الطريقة التي تنتج بها المنتجات الثقافية. 

مصادر الصِّناعات الإبداعيّة
بدأت المجتمعاتُ المتحضِّرة التي تؤمن بأنَّ العلمَ والمعرفةَ هما أهم أصولها، وبأنَّ الإنسانَ هو سرُّ حضارتها، والتي لديها الرغبة في التطوُّر، وفي جعل الابتكار والإبداع قيمة مضافة، لها وزنها في الاقتصاد الوطني. فقدِ اهتمَّت بدعم كافة الصناعات التي تعتمدُ على الإبداع، والتي تشتمل بنيتها الأساسية على المنظَّمات، أو الأفراد الذين يُظهِرون هذا الإبداع بطرائق مختلفة، وتوزيعه، وتوجيهه لمناطق الاستهلاكِ منْ خلالِ المجموعات الإبداعية.
وعليه فإنَّ للصناعات الإبداعية مصادر ثلاثة أساسية، وهي:
• الإنتاج الفردي: يقوم به أفراد بصورة شخصية، وهو نوعان:
1. هدفه النهائي غير اقتصادي؛ وإنّما لعوامل ثقافية أو شخصية، وهو لا يدخل تحت مفهوم صناعة إبداعية.
2. هدفه اقتصادي، وقد لا يستخدمون الأطر المؤسسية الاقتصادية لتسويق منتجاتهم.
• الإنتاج المؤسسي: يشمل كلّ المحتوى الإبداعي الذي تقوم المؤسسات والشركات بإنتاجه وبمختلف أنواعها؛ لأغراض اقتصادية وفقًا لعوامل العرض والطلب؛ بهدف تحقيق ربح.
• الإنتاج المجتمعي: يشمل كلّ ما ينتجه المجتمع من إبداع، سواء منه ما ينتِجهُ المجتمع أو المؤسسات غير الربحية أو مُجمل مؤسسات الصناعة الإبداعية في مجتمع معيَّن، وفي الغالب يكون الإنتاج الحكومي منَ الإبداع ليس بغرضِ الربح، وإنّما لأهدافٍ اجتماعية وثقافية.
وسوف يتمّ في المقالة القادمة تناول أقسام الصناعات الإبداعية ومجموعاتها وفئاتها الضيِّقة بعضها والموسَّعة بعضها الآخر.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .