العدد 5635
الثلاثاء 19 مارس 2024
banner
د. عدنان محمد القاضي
د. عدنان محمد القاضي
مهارات المستقبل: شفرة الموهبة القادمة (1-2)
الخميس 29 سبتمبر 2022

تشهدُ مؤسسات اليوم تنافسًا حادًا في عصر التقانة والمعلوماتية، وقد تزايد ذلك التنافس مع انطلاق الثورة الصناعية الرابعة، انعكس ذلك على أيديولوجياتها التخطيطية لعالم الغد؛ ولتتبوأ مكانةً متقدمةً في تحقيق اقتصاد معرفي عالي المستوى، على أيدي عناصر بشرية تمتلك أدوات عصرية؛ لتحقيق الميزة التنافسية، وفق مؤشرات التنمية المستدامة. ولعل أبرز تلك الأدوات، امتلاك كوادرها لمهارات المستقبل التي تمكّنهم من الإنتاج الإبداعي على اختلاف المهن والتخصصات (رضيّة الحبسيّة، 2020).
لذا فإنّ العديد من الدول تحرص على انتهاج سياسات تطويرية أو علاجية، والبحث عن منهجيات واستراتيجيات؛ لسدّ الفجوة في المهارات على اختلاف المجالات؛ لضمان المشاركة المجتمعيّة، وتعزيز القدرة التنافسيّة بين القطاعات المختلفة في ظل التغيّرات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والتقنيّة، وتغيّر نوعية المهن والوظائف المستقبليّة المطلوبة في القرن الحادي والعشرين، المرتبطة بمتطلبات سوق العمل المحليّة والعالميّة. 
كما تسعى الدول على اختلاف جغرافيتها نحو معالجة قضايا المهارات المستقبليّة، من طريق تطوير تكنولوجيا التعاملات الرقميّة لدى الموهوبين في  عصر التّحول الرقمي والأتمتة، والتركيز على إكساب مخرجات الأنظمة التعليميّة مهارات متعددة التّخصصات، والمرونة في استيعاب الجديد، وقدرتهم على التّكيّف مع التغيّر المتسارع في بيئات العمل ذات الاندماج الكوكبي.
تعريف مهارات التفكير
عرَّفت (Cynthia, 2015) مهارات المستقبل بأنّها الكفاءات والمهارات الأساسية للنجاح في العمل والحياة، وتشمل مهارات: الاتّصال، التعاون، التفكير الناقد، والتفكير الإبداعي. حيثُ أنَّ تحديات المستقبل سوف تتطلّب مجموعة واسعة من المهارات الأساسية؛ والمهارات الاجتماعية؛ والمهارات الثقافية؛ والكفاءات؛ وفهم القِوى الاقتصادية والسياسية التي تؤثِّر على المجتمعات.
كما عرَّفها محمد بن راجس (2017) بأنّها المتطلّبات المهاريّة والمعرفيّة اللازمة للمتعلمين، فهي المهارات التي تلبِّي احتياجاتهم لمواجهة الحياة؛ ومتطلّبات المستقبل، ومن أبرزها: احترام الذات، حلّ المشكلات، التفكير الناقد، التفكير الإبداعي، اتّخاذ القرار، الثقة بالنَّفس، الإبداع والابتكار، إدارة المشاعِر، التعلُّم الذاتي والمستمر، والتواصُل مع الآخرين.
أبعاد مهارات المستقبل
يوضِّح (Ehlers and Kellermann, 2019) وفقًا لنموذج المهارات المستقبلية بأنَّها تنقسمُ إلى أبعاد ثلاثة مترابطة، وهي:
• البُعد الذاتي: قدرة الفرد الشخصية للتعلُّم، وقدرته على التكيُّف والتطوُّر؛ لتحسين فرصة مشاركته في القِوى العاملة في المستقبل؛ وتكوين بيئة عمل نشِطة للتعاملِ مع التحديات المستقبلية.
• البُعد الموضوعي: قدرة الفرد على العمل بطريقة منظَّمة في موضوع أو مهمّة معيّنة؛ للتعامل مع المعرفة بطريقة تؤدِّي إلى الاحترافِ والخِبرة.
• البُعد البيئي: قدرة الفرد على تنظيم ذاته، وتعامله مع الآخرين والمجتمع.
خصائص مهارات المستقبل
لمهارات المستقبل خصائص عدَّة ذكرها حسن (2015)، وهي:
• محورية (مركزية): جميع المتعلمين في مراحل التعليم المختلفة يجبُ أنْ يحصلوا على فرص التدرُّبِ عليها واكتسابها.
• متنوِّعة: في العالمِ الرَّقميي يحتاج المتعلمون لتعلُّمِ كيفية التمكُّن من استخدامِ الأدوات المناسبة لإتقان مهارات التعلُّم واكتسابِ مهارات المستقبل.
• متفاعلة: يحتاج المتعلمون إلى تعلُّم المحتوى العلمي من خلال أمثلة وتطبيقات وخبرات من الحياة الحقيقية، فهم يتعلَّمون بصورة أفضل حينما يرتبطُ التعلُّم بعلاقاتٍ وتفاعلاتٍ ذات معنى ومتَّصل بواقع حياتهم.
تصنيفات مهارات المستقبل
تختلفُ مهارات المستقبل وفقًا للمنظَّمات والمؤسسات المهتمّة، ويُمكن استعراض بعض التصنيفات فيما يلي:
• المختبر التربوي للإقليم الشمالي المركزي (ECREL, 2003)، صنَّف مهارات المستقبل إلى أربع فئات رئيسة، وهي:
1. مهارات العصر الرقمي: قدرة الفرد على استخدام التقنية الرقمية وأدوات الاتّصال، والشبكات للوصول إلى المعلومات، وإدارتها، وتقويمها، وإنتاجها للعمل في مجتمع المعرفة، وتشمل مهارات الثقافة الأساسية والعلمية والاقتصادية والتقنية والمعلوماتية، وفهم الثقافات المتعددة الوعي الكوْنِي.
2. مهارات التفكير الإبداعي: قدرة الفرد على التكيُّف، والتوجيه الذاتي، والابتكار، ومهارات التفكير العُليا.
3. مهارات الاتّصال الفعّال: قدرة الفرد على تطبيق مهارات العمل الجماعي، والمهارات الشخصية والاجتماعية، والاتّصال التَّفاعلي.
4. مهارات الإنتاجية العالية: قدرة الفرد على توظيف مهارات التخطيط، والإدارة، والتنظيم، والاستخدام الفعّال للأدوات التقنية في العالم الواقعي.
• مهارات الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم (ISTE, 2013)، صنَّف مهارات المستقبل إلى ست فئات رئيسة، وهي:
1. مهارات الإبداع والابتكار، بتنمية مهارات التفكير الإبداعي بما يضمن بناء المعرفة وإنتاجها، وتطوير المنتجات والعمليات باستخدام وسائل التكنولوجيا.
2. مهارات التَّواصُل والتعاون، باستخدام مختلف وسائل الاتّصالات والإعلام الرقمية للتواصُل والعمل والتعلُّم التعاوني.
3. مهارات البحوث وتدفُّق المعلومات، بتطبيق واستخدام أدوات التكنولوجيا لجمع وتقييم واستخدام المعلومات.
4. مهارات التفكير الناقد وحلّ المشكلات واتّخاذ القرارات، بالتخطيط وإجراء البحوث، وإدارة المشاريع، وحلّ المشكلات، واتّخاذ قرارات ناجِحة باستخدام الأدوات والموارد الرقمية المناسبة.
5. مهارات المواطنة الرقمية، بفهم القضايا الإنسانية والثقافية والمجتمعية المتعلِّقة بالتكنولوجيا، وممارسة السلوك القانوني والأخلاقي المتعلِّق بها.
6. مهارات عمليات ومفاهيم التكنولوجيا، بالفهمِ السليم للتكنولوجيا ونظمها وعملياتها.
• صنَّفَ (Ehlers and Kellermann, 2019) مهارات المستقبل إلى ست عشرة مهارة رئيسة، وهي:
1. المهارات الذاتية، وتشمل المهارات السبع الآتية: المهارة الذاتية، المبادرة الذاتية، الإدارة الذاتية، الدافعية للتحقُّق، خفّة الحركة الشخصية، كفاءة التعلُّم المستقلَّة، والكفاءة الذاتية.
2. المهارات الموضوعية، وتشمل المهارات الخمس الآتية: الرشاقة، الإبداع، التسامح من دون سبب، معرفة القراءة والكتابة الرقمية، والقدرة على التفكير.
3. المهارات الاجتماعية، وتشمل المهارات الأربع الآتية: الشُّعور والإحساس، العقلية المستقبلية، التعاون، وكفاءة التَّواصُل.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية