العدد 5670
الثلاثاء 23 أبريل 2024
banner
نوح الجيده
نوح الجيده
أكثر من مجرد مباراة
الثلاثاء 29 نوفمبر 2022

كُلنا -كأمّة واحدة- نلبس الأخضر في الحدث العالمي الأبرز، نضع الشارة على يد قائد المنتخب السعودي، ونحمل على أكتافنا من يسقط مصابًا، ونصرخ مع المترجم خلف المدرب مع كلّ كلمة يقولها للاعبين، ونركل الكرة التي تفرح بدخولها المرمى أمّة بأكملها، لنجعل العالم من بعدها يقف احترامًا لنا، والخسارة أمام بولندا لا تغيّر من هذا الواقع شيئًا.

هذا العالم الذي يحتقرنا مذ عرفناه، وعاملنا معاملة «الآخر» باعتبار نفسه الأصل، وانشغل روّاده في التنظير عنّا حتى صدّقناه عميانًا، وكانت ثقافته الغالبة كفيلةً باتّباعه ولو دخل جحر ضبٍّ كما ورد في الحديث الشريف عن معلّم الناس الخير صلى الله عليه وسلم.

ولا أريد الإغراق في تفاصيل هذا الأمر، إنما أريد لفت الانتباه إلى فكرة مهمة: "كيف لمباراة واحدة تجمع منتخبًا عربيًا بآخر أجنبي يرى في مواجهتنا تحصيلًا حاصلًا" بإمكانها أن تجمعنا على قلب رجلٍ واحد في غمرة فرح عارمة تطال هذه الأمة من أقصاها إلى أقصاها.

كما تفتح نافذة أمل يطلّ منها النور أخيرًا في كسر الحواجز النفسية التي تقف حائلًا بيننا وبين إثبات وجودنا بين الأمم، وأننا أمة واحدة ليست صفرًا في ميزان القوى العالمية، وأن المحاولة بداية الطريق في فلّ عقدة الرجل الأبيض التي تبدأ بجهود صغيرة حتى تنفكّ بأكملها.

وإن كلمة المدرب السعودي: «هل أنت هنا للتصوير مع ميسي أم لمواجهته؟» تحمل معانٍ أكبر بكثير مما يحدث في المستطيل الأخضر، فانظر لحالنا ونحن نعيش حالة الانبهار بما يصنع العالم في كل شيء، فيما نقف مكتوفي الأيدي بابتسامة عريضة للكاميرا وهي توثّق لحظة اعترافٍ بأنّ المنصات والأمجاد لم تعد تليق بنا.

أكتب هذا الكلام، وأنا في قمة السعادة ببارقة الأمل التي أهدانا إياها سالم، وأرجو أن تكتمل الفرحة بالتأهل للدور التالي، فيما أختم بسؤالٍ كانت مشاعرنا كفيلةً بالإجابة عليه: ما الذي يدعونا لتشجيع المنتخبات العربية؟

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .