شهدت ارض العراق وبعض سواحل الخليج العربي فتوحات عربية اسلامية مبكره. مراحلها الأولى هي حملات برية، حيث لم يكن آنذاك وسائل نقل بحرية كافية تتيح الانطلاق بعيدا عبر البحار، رغم ادراك قادة العرب المسلمين لقيمة الثغور البحرية، حيث يُعرف ميناء الأبُلة المهم القريب من البصره، وهو واقع على فم الخليج، وكان مطمحا لجعله قاعدة بحرية اثناء حملة خالد بن الوليد ضد الفرس عام 12هـ، والتي حينها قاد معركة ذات السلاسل او كاظمة الواقعه على الساحل الغربي للخليج العربي، وهي مدينة الجهراء بالكويت حاليا. هذه المعركة انتصر فيها العرب المسلمين، وقتل قائد الفارسي هرمز، وتم التمكن من ميناء الأبلة. هذا الانتصار دفع بعدها عدة معارك على الأكاسرة بقيادة خالد بن الوليد لاعادة شخصية الخليج العربي الى اصله.
ونذكر هنا ما تلى معركة كاظمة؛ موقعة المذار حدثت كذلك في عام 12هـ شمال الخليج على ضفاف دجلة بين بلدتي العمارة والقرنه، وتبعتها معركة المولجه نفس العام 12هـ والتي تقع على الفرات، عقبها معركة الحيرة وتقع جنوب وسط العراق على مسافه 7كم جنوب مدينتي النجف والكوفة، حينها كانت الحيرة مملكه المناذرة التي أسسوها، وهم لخميون من قبيلة كهلانية قحطانية وأسقطها الفرس سابقا.
وفي عام 13هـ توالت المعارك فكانت معركة بابل، ثم معركة الجسر قرب قرية قس الناطف على الفرات حيث كان العرب على ضفته الغربية، والفرس على ضفته الشرقية وثمة جسر يصل بين الضفتين. ثم معركة البويب عام 14هـ والتي تقع قرب الكوفة بعدها معركة القادسية عام 16هـ وقائدها سعد بن ابي وقاص وموقعها شرق الفرات جنوب الكوفة.
معركة القادسية كان الانتصار فيها إيذانا بانهيار امبراطورية فارس، ونذير شؤما لها، حيث طُرد الفُرْس من العراق، وهذا ما كان في معركة المدائن عام 16هـ والتي تقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة 35كم جنوب شرق بغداد وهي عاصمة الفُرْس.
وبهذه السلسلة من المعارك، وغيرها من التتبع للجيش الفارسي التي لم تقف عند العراق، بل طالت العمق الساساني في بلاد فارس، ومن هنا تم تثبيت العراق والخليج ومرجعيته العربية، وبهذا تكوَّن في العهد العربي الاسلامي الأثر والتمدد على الخليج العربي.
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |