مملكة البحرين حفلت بتاريخ تجذَّر في القدم، وجذبت الأمم لموقعها الجغرافي في المواصلات التجارية، بين الهند وسواحل الخليج العربي والجزيرة العربية، وما جاورها من بلاد الرافدين وفارس.
البحرين كاقليم في مصطلحه القديم واسع الجغرافيا، وهو الشاطئ من كاظمة (قرية قديمة في الكويت) الى عُمان(الخط)، ويُضاف احيانا الى عبد القيس فيسمى خط عبد القيس، ويشمل الآن الكويت وشبة جزيرة قطر ومدن هجر(الأحساء) والقطيف والجبيل والدمام والخبر وميناءي راس تنوره والعقير، ويضم الخط كذلك مدن هجر وجزر الخليج العربي. وكلُّ هذا يسمى البحرين اقليم من شبه الجزيرة العربية. وهذا مذكور عند ياقوت الحموي في معجم البلدان، والاصطخري في المسالك والممالك، وابو الفداء في تقويم البلدان وغيرهم.
القبائل العربية هي من توطنت البحرين منذ القدم، حتى ذكر البتنوي في كتابه الرحلة الحجازية، ان من سكان البحرين بعض من طسم وجديس وهم من العرب البائدة ومنازلهم الاولى اليمامة. وتشير مصادر اخرى كذلك أن من هاجر الى البحرين الأزد، وبعض بني قضاعة، وبني نزار وإياد وغيرهم، وهؤلاء تحالفوا على التنوخ وهو مقام أطلق على الحلف، وتعاقدوا على التآزر والتناحر فصاروا يدا واحدة، ولحقهم بطون من نمارة بن لخم. ومن القبائل ايضا عبد القيس، ومن ربيعة انتشرت بكر بن وائل وعنزة وضبيعة التي كانت بين اليمامة والبحرين الى اطراف سواد العراق. وهذه القبائل العربية هي من شكلت سكان البحرين.
جزيرة البحرين
موقعها الجغرافي مفتاح لمنافذ المياة الضيقة التي تربط بالعالم الخارجي، وهي من الاهمية بعد مضيق هرمز التي تطل على المحيط الهندي. ولهذه المكانة ذكرت المخطوطات الآشورية جزيرة البحرين حينما اراد القائد سرجون الاكدي عام 2822 قبل الميلاد اثناء عبور الخليج العربي بالسفن لغزوها. وكذلك اوردت النصوص الاكدية والسومرية أسم موضع دلمون التي هي جزيرة البحرين حتى قيل ان ملكها يعيش كالسمكة في وسط البحر وذلك لاحاطة المياة بها. جزيرة دلمون اشتهرت باللؤلؤ والنحاس والاخشاب، وفي اساطيرها عُبدت بها الآلهة التي كانت تُعبد في العراق مثل الآلهة انزاك الذي اوردته كتابة عُثر عليها فيها. ومن الأثار كذلك مقابر الفينيقيين(الكنعانيين) حيث ذكر العلامة جواد علي في كتابه تاريخ العرب انها مقابر Tummlt. كما ذكر أن اليونانيين الذين وصلوا الى دلمون وصفوها انها ذات مياه واشجار عديدة وفيها القطن، وفيها مدينة تسمى باسم الجزيرة وهي جزيرة المنامة حاليا، وقد عُرفت بالسابق آوال، وكان فيها مقامات ومعابد قديمة من إرث الفينيقيين.
البحرين تأثرت بديانات الجزيرة العربية والتي منها؛
* عبادة عشتروت آلهة فينيقية التي انتقلت لاحقا الى شواطئ البحر المتوسط، وطراز القبور الأثارية على الشاطئ المتوسطي تشابه ما في البحرين وتؤكد ذلك.
* الحنيفية الاولى وهي ملّة ابراهيم عليه السلام
* الوثنية حيث كان صنم اسمه آوال اتخدته قبائل بكر بن وائل، وعبد القيس لهم صنما أخر اسمه المحرق
* اليهودية دخلت جزيرة البحرين عهد تبع بن حسان احد ملوك حمير، وكان آنذاك على البحرين حاكما ابن اخته الحرث بن عمرو الكندي جد امرئ القيس الشاعر، وظلت اليهودية دينا لبعض الناس الى حين ظهور الاسلام
* النصرانية تسربت الى البحرين عام 330م كما هو الحال في مملكة الحيرة في العراق وقد دان لها المناذرة، والبحرين آنذاك خاضعة لهم، وكذلك دخلت النصرانية جماعات من قبيلة تغلب وبكر بن وائل وعبد القيس. والجدير بالذكر ان المذهب النسطوري هو الذي ادانوا به، وهو مخالف للتثليث في مذاهب النصارى الاخرى.
* المجوسية أتت حينما غزى البحرين سابور ذي الاكتاف الفارسي، ورعاها الفُرْس مع كثرت جالياتهم، وكانت بيوت النار منتشرة في معابدهم وظلت الى دخول الاسلام، والمجوسية حينها قليلة بين العرب.
* عبادة الخيل وهذه عقيدة فارسية نقلها الفُرْس الى البحرين، اعتنقها قليل من بني تميم.
والى مقال اخر عن البحرين عهد الاسلام
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |