العدد 5644
الخميس 28 مارس 2024
banner
خالد أبو أحمد
خالد أبو أحمد
ماذا يعني دعوة البحرين إلى منظومة طوارئ دولية فاعلة؟
الإثنين 22 مايو 2023

جاء في الأخبار حديثا أن مملكة البحرين دعت إلى إنشاء منظومة طوارئ دولية فاعلة وهيئات وطنية للحد من مخاطر الكوارث، وجاءت هذه الدعوة خلال الاجتماع رفيع المستوى لاستعراض منتصف المدة لتنفيذ إطار (سينداي) للحد من مخاطر الكوارث الذي شارك فيه الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، بناء على الدعوة التي تلقاها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المُعظم، حفظه الله ورعاه، من معالي السيد تشابا كوروشي، رئيس الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وتنفيذًا لتكليف مجلس الوزراء الموقر وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
إن دعوة مملكة البحرين شملت أيضا التأكيد على أهمية إنشاء هيئات أو مراكز وطنية تشرف على تحقيق أهداف إطار (سينداي)، وكذلك إنشاء مكاتب إقليمية للعمل على وضع الآليات المطلوبة للمتابعة والتنسيق والتدريب لدعم البلدان النامية الأكثر احتياجا للمساعدة، مما يسهم في تعزيز التعاون الإقليمي والشراكات الدولية من خلال بناء القدرات وتخصيص الموارد وتبادل أفضل الممارسات.
إن دعوة مملكة البحرين إلى إنشاء منظومة طوارئ دولية فاعلة وهيئات وطنية للحد من مخاطر الكوارث تتلائم تماما مع إطار (سِنداي) للحد من مخاطر الكوارث للفترة 2015-2030  الذي أقرته الأمم المتحدة، والذي اعتمد في آذار/مارس 2015، سياسة عالمية متفق عليها للحد من مخاطر الكوارث، تتمثل النتيجة المنشود تحقيقها على مدى السنوات الخمس عشرة المقبلة في "الحد بشكل كبير من مخاطر الكوارث والخسائر في الأرواح وسبل المعيشة والصحة والأصول الاقتصادية والمادية والاجتماعية والثقافية والبيئية للأشخاص والأعمال التجارية والمجتمعات المحلية والبلدان".
وتأتي أهمية هذه الدعوة في اطار الدور الكبير والمتعاظم الذي تلعبه البحرين في المحيط الدولي لإرساء الأمن والسلام الدوليين في ما يتصل بالعلاقات الدولية من ناحية، وما يتعلق بسلامة البشر في المحيط الانساني من الناحية الأخرى، وهو دور اطلعت به البحرين منذ اعتلاء جلالة الملك المعظم سدة الحُكم فاصبحت مشاركة بشكل فاعل في صناعة الحياة مع العالم المتقدم.
عندما نتحدث عن اطار (سنداي) لابد أن نشير إلى الالتزامات المصاحبة لأدبياته والمتمثلة في "منع ظهور مخاطر كوارث جديدة، وتقليل المخاطر الموجودة، وتنفيذ تدابير متكاملة وشاملة ذات طبيعة اقتصادية، وهيكلية وقانونية واجتماعية وصحية وثقافية وتعليمية وبيئية وتكنولوجية وسياسية ومؤسسية التي تمنع وتقليل درجة التعرض للأخطار والتعرض للكوارث ، وتزيد من الاستعداد للاستجابة للتعافي وتبني القدرة على الصمود"، وهو ما يعني أن اطار (سنداي) يحظي باهتمام كبير لما تضمنه من مقرارات ومن قيم نبيلة تسهم في الحفاظ على الأرواح البشرية من الموت والتعرض للأذى.
مما لا شكل فيه أن البحرين دائما حريصة على الاهتمام بكل ما يهم أمر البشرية من قضايا وموضوعات تطرحها في كل المحافل الدولية، لذلك لم يكن غريبا مواصلتها للعمل على تحقيق تطلعاتها التنموية المنشودة، من خلال وضع استراتيجية وطنية للحد من مخاطر الكوارث، متماشية مع إطار (سينداي) وآلية تحليل المخاطر وإدارتها حسب الإجراءات المعتمدة من الأمم المتحدة، كما لم يكن غريبا أيضا انشاء مجلس للدفاع المدني في البحرين، والذي تم إعادة تشكيله مؤخرا برئاسة معالي وزير الداخلية، ويضم الوزارات والهيئات المعنية بإدارة مخاطر الطوارئ والكوارث، ويتولى الإشراف على وضع السياسات التي تضمن الاستجابة الفعالة عند وقوع الكوارث أو حالات الطوارئ والأزمات من أجل إدارتها والتعامل معها بكفاءة وفاعلية، واتخاذ التدابير المناسبة لمرحلة التعافي.
أعتقد أن إنشاء هيئات أو مراكز وطنية تشرف على تحقيق أهداف إطار (سينداي)، و إنشاء مكاتب إقليمية للعمل على وضع الآليات المطلوبة للمتابعة والتنسيق والتدريب لدعم البلدان النامية الأكثر احتياجا للمساعدة، وغير أنه يُسهم في تعزيز التعاون الإقليمي والشراكات الدولية من خلال بناء القدرات وتخصيص الموارد وتبادل أفضل الممارسات، أيضا يضع مملكة البحرين في صدارة الدول المصدرة للأفكار الإيجابية التي تنفع البشرية جمعاء، وبالتالي يجعل من العاصمة (المنامة) مركزا عالميا لتنفيذ وتحقيق المبادرات الطموحة في الارتقاء بمجالات الحد من مخاطر الكوارث، وهو مجال يتطور يوما بعد آخر ويتم تحديثه من خلال الأفكار النيّرة مثل التي قدمتها البحرين في هذا التجمع العالمي الكبير.
إنّ إنشاء هيئات أو مراكز وطنية تشرف على تحقيق أهداف إطار (سينداي) يعني أن مملكة البحرين قد تقدمت كثيرا في هذا المجال وسيكون لها الكثير من النتائج مستقبلا، وهو أمر يعني الكثير في ظل زيادة الكوارث الطبيعية والكوارث بفعل الإنسان المتمثلة في اشعال الحروب وغيرها.
وفي الخلاصة أقول أن التعرض للأخطار والكوارث الطبيعية بالوتيرة التي نعيشها حاليا تحتاج منا لزيادة معرفة الناس بهذا المجال الحيوي، وادخاله ضمن المقررات الدراسية في المراحل المتقدمة الثانوية والجامعية حتى نوجد كفاءات في هذا المجال من وقت مبكر، ويمكن أيضا في ذات السياق ضمه إلى مقررات ومناهج (إدارة الأزمات)، والاهتمام الاعلامي به من خلال اعداد البرامج الإذاعية والتلفزيونية والأعمال الصحفية، وايجاد اعلاميين مختصين بهذا المجال حتى يقوموا بواجبهم تجاه المواطنين بتوعيتهم وارشادهم.
معلومة:
(سينداي) هي المدينة اليابانية التي احتضنت اجتماع مؤتمر الأمم المتحدة العالمي الثالث الذي انعقد بتاريخ ۱۸ آذار/مارس، ۲۰۱٥م، وفيه تم الاقرار باطار اطلق عليه (سينداي) للحد من مخاطر الكوارث للفترة 2015-2030

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية