التالي تَقاطَر قلم يتنوع المضمون ويدفع تأملات في المفهوم أحتشد في الذهن، وتبَلَل بغريف باطن تعرش وتدلى قطافه، وهنالك وصف للكَلِمِ ما يُقال فيه:
والطيرُ يقرأ والغديرُ صحيفةٌ
والريح يكتبُ والغمامُ يُنقِّطُ
وبيت الشعر هذا من بديع التصوير المجازي، والمقطوعات المختاره هي:
ايامنا قد يصادفك
حالات تبسط ظلالها على الافراد والجماعات والدول تُنطق بالْحَوْرُ بعد الكور، اي الرُّجوع عن الشَّيءِ وإِلى الشَّيء، والْحَوْرُ التَّحَيُّرُ أي الرُّجُوعُ الى النُّقصان بعد الزِّيادةِ لأنَّه رُجوعٌ من حالٍ إِلى حالٍ. وفي الدعاء؛
نَعُوذُ باللَّهِ من الْحَوْرِ بعد الكَوْرِ
ان ياتينا النُّقصانِ بَعْدَ الزِّيَادَةِ
او من فسادِ أُمُورِنا بعد صَلَاحها
كحال نَقْضِ العِمَامَةِ بعد لَفِّهَا
عندما نقول البيت
أول ما يأتي على العقل هو مكان الأمان والإلتجاء، ولكن الشيء الذي يجعل البيت بيتا حقا هم الناس بين الجدران، حتى وإن وضعت تلك الجدران بكل مكان فيه، إلا ان البيت هو شيء يتعدى معناه الالتجاء او الإيواء. البيت هو حضن لكل واحد فيه، يحبّ بعضهم بعضها. والحبّ اللانهائي أساس البيت فإذا كان، فالبيت هنا اجمل مكان في الدنيا حتى وإن تهدمت جدرانه وتردى حاله، فالحبّ هو ما يحول ذلك المنزل الى بيت ويتحول ابسط مأوى الى بيت.
الزواج
هو محيط عميق لا تعمل أي بوصلة به
لأن القلبين هما دليلاه، وبهذة البوصلة
يمكن عبور محيطات. فبها يرى كل منهما قلب الأخر وهما لا يتركان بعضهما.
يخاف الإنسان مما يجهله
والكثير من الناس يعرف الظلمه مثل راحة يده، بل اعتادوا على العيش في ظلمة مثل الثلج لأنهم يخافون من الضوء، ولا يعرفون أن حياة أخرى ممكنة.
الصينيون لهم عادة قديمة
عندما ينكسر البورسلان لا يرمونه حتى ان المكسور اغلى من السليم بالنسبة اليهم، لأن الانكسار شئ ما دليل على أنه حي، أي ان البعض منه منحوه القيمة واستخدموه. المكسور لديه تاريخ
لامسه الزمن، لهذا السبب المجوهرات المكسوره يجمعونها بالذهب الذي ينتجوه مجددا في لحظة تبدو كقمامة سترمى، وفي اللحظة التالية تكون بقيمة الجواهر لانه لا يوجد شئ أغلى من شئ انكسر وتم تصليحه تحديدا.
انكسار شئ ما في بعض الأحيان يحقق للإنسان الحقيقة التي امامه، ويذكره انه يتوجب عليه العناية به كعِيْنة كي لا يكسره مجددا. وهنالك في الحياة انكسار القلم اذا كان بسبب، وبهذا يُصلّح حتى لا ينكسر مرة اخرى، لأن هذا القلم لديه الكثير من الجمل التي سيكتبها.
عندما يتحد الفرعان معا
يصبحان أقوى من السابق، وهكذا حينما تتعانق المحبة تجعلهما اقوى، وتربطهما أكثر فالجزءان يكتملان.
مُكابِر الذات هو متثاقل
عن أداء واجبه عند الملِمّات، متباطئ عن حضورها جُبناً وخوراً. احيانا يُهين نفسه باظهار الحاجة والإلحاح في السؤال حتى يضجر منه الرجال ويلْكزوه بقبضتهم لدفعه بعيدا عنهم.
هاجس اخترام العمر
واقتراب رحلة الحياة القصيرة من نهايتها وروح الموت تُظلِّل الفطين في كلِّ منعطف من منعطفات أيامه حتى في أكثر صولاتها اندفاعا وتهتُّكا وعَرامة.
العمر في بعض اطيافه
يمر بضيق وكرب، أو غُمّة ويترأى له من تلك الغُمّه لَبْس وأمر مستور وكأنها تدنوا لأذنه تهمس بغمغمة وتغمغم، أي كلام الذي لا يبين يشبه أصوات ثيران عند الذعر، وأصوات أبطال في وغى القتال، وغريق تغمغم تحت الماء
تداكأت فوقه الأمواج.
حينما تجفف الحياة ترابك
تصبح اقدامك ثقيلة تكتئب الدنيا بعينيك، وقد تُقسّي قلبك وتُجفف حياتك، وأن ما اضعته قد يطرد الأمل ولكنك تُقاوم للتمسك به، لان هنالك بذرة في قلبك قد سبق غرزها في ترابك تحاول ان تفوح بالأمل وأمثولة الحبّ الذي طالما انتظرته ليتفتح وتغذيه، وهو لم يظهر فيه أزهار ولكنه يكبر في ترابك، ترغب ان تسقيه ليكون شجرة تنتظر ثمارها، لتقول أذهب وأجمعها فتأتي حتمية الانتهاء وتذبل الجذور هناك.
إذا جُرِح حُبّك
تقف وأنت تتنفس أيها المسافر الذي يشاهد ويتجول ويمشي بقلبه وروحه وجسده، إن كان الطريق غائما وأحيانا مشمسا تحمد الله أنك تتنفس الماضي الذي جمعته، وهو حاضرك ومستقبلك أيضا تقاوم فيه لكي تعيش ليحدوك أمل؛ أن لا يصل الموت الى من تُحبّه ولا يمكنك أن تعلمه. وإذ تنظر، فترى الموت أيضا حبّ لأن الحبّ والموت يوجد لهما جذور معا في اعمق الأماكن عندما تقول أنك واقع في الحبّ. هو وقوع يشبه الموت وبهذا لا يمكن أن تعرف متى سيدخل الإثنان، وعندما يأتيان لا يكون سوى الاستسلام لهما. الحبّ والموت مثل الضوء والظلام تدخل وتمشي قبل أن تفهم متى يشرقان ومتى يغربان.
الغيوم احيانا
تراها كأنها تحزن وتبكي وعندما تكون رماديه ويهطل منها المطر تبكي لأن الشمس تبتعد عنها. وهنا تتفكر وكأن الغيوم واقعه في حبّ الشمس بلا أمل.
هي غيوم تتألم والشمس تبتعد عنها، وربما يكون العكس الشمس واقعة في حبّ الغيوم لذلك السبب كانت تقف بعيدة عنها، ولماذا تبتعد ان كانت واقعة في حبها لأنها لو اقتربت كثيرا، ربما تخاف هي ايضا ان تمحي الغيوم بتبخيرها بالحرارة التي بداخلها، ولو نظرت للغيوم كأنها ترى أن الشمس عاجزة او أن قلبها كبير داخله يحترق بل ومعتاد على الحرق.
زهرة الهاوية
تنبت في الأعالي والجبال الهادئه، وتنمو بظروف صعبة محافظة على برائتها ومقاومتها تتوق النفس لعبيرها وفي المجاز تندس العبرة.
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |