غير بعيدة عن الأنظار، الجهود الكبيرة التي تقوم بها بعثة مملكة البحرين للحج في سبيل موسم ناجح يخدم ضيوف الرحمن الحجاج البحرينيين الذين وفقهم الله لحج بيته الحرام، الذين وفدوا إلى أقدس مكان على وجه الأرض، إلى الكعبة المشرفة قبلة المسلمين.  

ومن خلال متابعة قريبة، نستطيع القول، بأن المساعي التي قامت بها رئاسة ولجان بعثة الحج لم تذهب هباءً منثوراً، بل أثبتت تعاونها وقدرتها في تحقيق الهدف المنشود بواسطة جميع الهياكل الإدارية، التي سخرت نفسها لخدمة الحجاج وتوفير أفضل سبل الرعاية والاهتمام.  

عمل دؤوب، كانت تقوم به اللجان العاملة ضمن بعثة مملكة البحرين للحج، لا تكل ولا تمل، تواصل الليل بالنهار، من أجل توفير كافة سبل ترتيب وتنظيم الأمور التي تحتاجها الحملات البحرينية، من خلال الاستعدادات قبل موسم الحج وصولاً إلى انتهائه. 

الخبرة الطويلة، على مدى الأعوام السابقة، أسست لكوادر إدارية وقيادية مؤهلة وكفوءة، استطاعت أن تصل فيها البعثة لجزء من طموحاتها وأهدافها وفقاً للإمكانات، فلا وجود لعمل جماعي ناجح دون عمل إداري منظم. 

فشكراً كبيرة، لجميع اللجان العاملة التي بذلت أقصى ما لديها من خبرات إدارية وميدانية، لجنة التخطيط الهندسي، السكرتاريا، فريق الكشافة المساند لجميع اللجان إلى جانب مهامه الرئيسة، الأمنية، علاقات المقاولين والحجاج، التقييم والمتابعة، فريق اللجنة الطبية المتواجد في المشاعر ومبنى البعثة، المواصلات، المالية والمشتريات، لجنة العلاقات العامة والإعلام، والشكر موصول لكل عضو عامل ضمن طاقم البعثة.  

ونتيجة لجميع هذه الجهود، نبارك لمملكة البحرين، حصولها على المركز الثاني لجائزة "لبّيتم" لأفضل مكانب شؤون الحج الحاصلة على أعلى نسبة رضا من حجاجهم لموسم 1444 هـ، وذلك من خلال حفل الحج الختامي الذي أقامته وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية والذي تسلّم فيه الجائزة الرجل المخلص أمين عام بعثة مملكة البحرين للحج الأستاذ خالد جاسم المالود. 

وبالتأكيد، لم يأتِ هذا التميز من فراغ، بل نتاج جهود مضنية من جانب رئيس البعثة فضيلة الشيخ عدنان بن عبدالله القطان ونائب الرئيس الدكتور محمد طاهر القطان، ومتابعة حثيثة ومستمرة من سعادة السيد نواف بن محمد المعاودة وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف رئيس اللجنة العليا لشؤون الحج والعمرة، وذلك في تسيير وتذليل جميع العقبات والصعوبات التي واجهت العاملين بموسم الحج. 

يحق لمملكة البحرين، أن تفخر بالعطاءات التي يقدمها شبابها ورجالاتها لتكون دائماً في الطليعة، فمن بين 23 حملة وبمجموع 4625 حاجاً بحرينياً، استطاعت بعثة الحج البحرينية إثبات جدارتها في تقديم الخدمات للحجاج طيلة فترة مكوثهم لأداء المناسك والشعائر بكل يسر وسهولة، وهذا ما يعطي دافعاً إلى ضرورة الارتقاء والمحافظة على هذا المستوى في السنوات القادمة.  

"لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك" هكذا لبّى الحجاج في موسم 1444 هـ كما سائر مواسم الحج، قاصدين التقرب إلى الله عز وجل وطلباً لرضاه واستجابة لندائه، هكذا لبّى الحجاج مناسكهم في عرفات ومزدلفة ومنى، مخلصين ومقيمين على طاعة الله وملازمين لها، طامعين لكل ذلك في "رضاه".  

لعلّه "موسم الرضا"، رضا الله عز وجل في استجابة دعواتنا وتحقيقها ولو بعد حين، رضا الله في الحصول على محبته، ولعلّه "موسم الرضا" في توفيقه سبحانه وتعالى أن سخّر لنا رضا حجاجنا عن طريق العمل على خدمتهم، لنفخر بهذا المركز المتقدم.