التزييف العميق كيف الحصانة منه، عنوان امتداد لمقال الاسبوع الماضي الذي تحدث عن الكذب واختراقه للتقنية، ويناقش هذا المقال باختصار عدة عناصر هي؛
تعريف التزييف العميق، وأثرة على المجتمع، وان التزييف يُضعف الثقة بالوسائط التقنية الناقلة، وأثره في التوتير السياسي الذي يطال المجتمعات والدول، وبعض الجهود المبذوله في محاربة التزييف، وأخيرا كيف يحصن الفرد نفسه من التزييف.
التزييف العميق
هو شكل من أشكال "الذكاء الاصطناعي"، ويعتمد عليه بما فيها وسيلة ChatGPT. هذا التزييف يستخدم صور أو مقاطع فيديو حقيقية وتُحوّل إلى أخرى مزيّفة، وذلك من أجل هدف معيّن. يتحقّق ذلك من خلال برمجيات تجعل من الصعب التمييز بين الصور ومقاطع الفيديو الحقيقية وتلك المزيفة. انتشرت هذه التقنيّة خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير، هكذا وصفته صحيفة الغارديان البريطانية. بالطبع تضاعف هذا التزييف بشكل مضطرد كما ذكرته شركة Deep Trace.
ومزيد ايضاح أن التزييف هو اشبه بقناع رقمي كما لو تخيلت أنك تأخذ وجه وصوت شخص ما وتضعه على جسم شخص أخر في فيديو، مما يجعله يبدو وكأن هذا الشخص يقول او يفعل شيئا لم يفعله، هذه العملية يُوظف فيها برامج حاسوب متقدمة.
أثر التزييف العميق
يتعدد ويتنوع بعض منه كالتالي؛
خلاصة القول أن أثار التزييف لا تخفى على اي متابع، وامثلتها تتنوع عبر المقاطع الصوتيه وتسجيل الفيديوهات. وقد تعقدت هذه الظاهرة، المعروفة باسم "ربح الكذاب"، وهو تحدي تطرحه المعلومات الرقمية المضللة بشكل إضافي.
جهود مبذولة ومبادرات
هنالك عديد جهود ومبادرات تم تفعيلها تجاه اضرار التزييف العميق من قبل الحكومات والقطاع الخاص رغم انها تدرك صعوبة التحدي، والتالي ذكر بعضها؛
تحصين الفرد من التزييف
يبدأ بقناعة ان واقعنا الحالي فيه تزييف عميق يتسلل عبر منصات التواصل وبعضه يكون عن اجهزة الاتصال، وان هذه التزييف فيه تقنيات عاليه ويتطور باستمرار وبشكل تحدي تقني وامني على الافراد والمجتمعات، وان خلف هذا التزييف افراد ومجموعات بل كيانات تعمل في الخفاء وتستهدف الاخرين. مثل هذه القناعه تولَّد عند صاحبها الفطنة واليقظة حينما يتلقى اتصالات غير معروفه او مشفره، فلا يعطي فرصه لاختراق خصوصيته وابتزاز مصالحه.
وامر اخر هو الحذر حين يسمع او يرى او يقرأ ما يتصل باخبار او معلومات اذا لم تكن موثقة بمصدر او تأكيد رسمي فلا يكن ضحية تشكيل معرفة خاطئة، ولا ينبهر بالامور وكأنها حقيقه، فالتريث والتاكد والصبر في انتظار حقيقة الأمر مهمة خصوصا اذا كان في شأن عام او خاص.
ختاما
التزييف خلق تحدي عام ومكافحته تحتاج موارد حاسوبية ضخمة لاكتشاف التزييف في المقاطع، وتقنيات لتمحيص المزيف والمفبرك منها. سيما ان المقاطع تنتشر في عدة مواقع وبكثافة هائلة لتشكل حالة يصعب فيها مراقبة وتمحيص باستمرار كافة التزييف. وقد تكون احيانا مثل لعبة "القط والفأر"، وبمجرد أن تصبح وسيلة الكشف واحدة سائدة، يتم تطوير وسائل جديدة لإنشاء الفيديوهات المزيفة لتجاوزه. ومع هذا هنالك شركات أُنشئت واستثمارات وضعت وستزيد في المستقبل لتطوير خوارزميات اكتشاف ومكافحة الفيديوهات المزيفة.
شكر وامتنان للاستاذ المتخصص فتحي الوصيبعي على اضافته ومراجعتة المقال.
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |