العدد 5674
السبت 27 أبريل 2024
banner
عصام الخياط
عصام الخياط
اين نحن من فلسطين؟
الجمعة 13 أكتوبر 2023

قضية الهجمات الفلسطينية على إسرائيل مؤخراً حولت أنظار العالم إلى إسرائيل بعد تحولت إلى أفريقيا وقبلها السودان وقبلها أوكرانيا وقبلها كورونا.
في هذا التحول نتسائل عن عدة أسئلة مشروعة ترسم ملامح العالم الذي يمر بمخاض كبير لا نعلم نتائجه بعد ولكننا نتوقع ان هذا المخاض سوف يرسم صورة العالم الجديد الذي بات انتظاره وشيكاً.
فدول الغرب لا تستطيع أن تواجه وتدعم في أكثر من جبهة في آن واحد، قبل جبهة أوكرانيا كانت أنظار العالم مركزة عن كورونا كيف واين بدء وكيف يمكن السيطرة عليه بعد هدد اقتصاد العالم وافلس دول كثيرة وتنافست دول كبرى على إنتاج لقحات كي تتسيد العالم حيث شهد العالم تنافس أمريكي اوروبي صيني روسي في فرض هيمنة الترياق مقابل تبعية الدول لها، وفجئة ومن دون سابق إنذار اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية ليتجه العالم بانظاره إلى قياس موازين القوى وكيف ستتمد دول الناتو تجاه روسيا من أجل الحد من قوتها وفي محاولة للسيطرة على غذاء العالم من الحبوب، وكانت المفاجئة صمود روسيا في ظل الدعم الغربي لأوكرانيا، ونحن نتفرج إذ ان هذه الحرب لا ناقة ولا جمل لنا فيها.
ومن دون سابق إنذار اندلعت المواجهات في السودان في حرب طاحنة مستعرة هدفها السيطرة على ذهب السودان وراح ضحيتها السودان وشعبه الشقيق ونحن ما زلنا في المشهد نتفرج.
الانقلابات وتغيير أنظمة الحكم في عدد من الدول الأفريقية آلمت فرنسا عضو حلف الناتو اذ تعتبر تلك الدول مناجم فرنسا في اليورانيوم وغيره من المعادن التي تتباهى بها دول الغرب وما زلنا للمشهد متفرجين.
تقاربت الدول العربية من إسرائيل شعارها المعلن إيجاد حل الدولتين الذي نسمع جعجعته ولا نرا طحنه منذ القرن الماضي وتسارعت وتيرته خلال المفاوضات المبدئية التي بدءتها الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية في محاولة لإيجاد الحل الذي طال انتظاره، وفجئة ودون مقدمات استطاعت حركة حماس من إشعال الجبهة في حراك غير متوقع بحسب المصادر الإسرائيلية، ويجري حالياً المشهد في غير المتوقع إذ فقد العالم الغربي بوصلته وركز جهوده على دعم إسرائيل للانتقام من طوفان الأقصى، الأمر الذي عطل الدعم عن أوكرانيا وفرنسا في أفريقيا وذهب السودان.
ولكن أين نحن من فلسطين قضيتنا الأولى بحسب كل التصريحات الرسمية والشعبية هل سنتبع نفس منهج الفرجة الذي اتبعناه في مختلف القضايا الساخنة؟ او ان لنا أجندة خاصة ستظهر في الوقت المناسب؟
الحراك الاخير الذي بدء من غزة هل سيفتح جبهات كانت نائمة لأكثر من نصف قرن؟ ام انها مجرد جعجعة بلا طحن تنتهي بتهجير اهل غزة إلى الدول العربية التي تعاني من تبعات كورونا وحرب أوكرانيا وحرب السودان وانقلابات أفريقيا.
المشهد مؤلم ويحتاج منا وقفة وموقف وحزم.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .