إبادة جنس مصطلح، تشرعن بعد الحرب العالمية الثانيه في الأمم المتحدة عام 1947م. إبادة جنس لا يُنسى فاعله، ولا تطفئ ناره. المدونات والكُتب وحوادث التاريخ تُسجله، والمتاحف وذاكرة الأجيال تُخلده. الفطرية البشرية السوية تأباه. والشرائع والقيم الإنسانية لا ترضاه. توحش وقبح غلبة واستبداد، لا يدوم او يسود او يمحي سلطان حقيقة. ولكن سنن الحياة ماضية، بل ويولد فيها أمل مِن بطونِ مآسي.

إِبادة جنس 
هو مفردة سياسية يُطلق عليها باللغة الانكليزية Genocide وترجمت للعربية الإبادة الجماعية او إبادة جنس. مصطلح ابتدعه المحامي القانوني اليهودي البولندي رفائيل لمكين Raphael Lemkin الذي تُوفي عام 1959م. أصلَّ لمكين هذا المصطلح في كتاب له شهير اسمه"حكم دول المحور (ألمانيا النازية وحلفائها) في الأقطار الأوربية التي احتلتها" AxisRule in Occupied Europe.

المقصود بالاحتلال هنا ما حصل بعد الحرب العالمية الثانية، صدر هذا الكتاب عام 1944م عن مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي في الولايات المتحدة الامريكية المؤلف لمكين. وهو عرَّف كلمة Genocide أنها تتكون من لفظين Genos، وهي لفظة يونانية قديمة وتعني الجنس او القبيلة. واللفظة الثانية Cide وهي لاتينية وتعني القتل. وذكر لمكين ايضا ان مصطلح Ethnocide يعتبر مرادفا اخر الى Genocide لان Ethno اليونانية تعني الأمة. 

الإبادة الجماعية 
بمفهوم لمكين ليست بالضرورة تدمير كاملا للأمة، بل هي كذلك مخطط متقن يضم افعال تتنوع وتستهدف قواعد الحياة الأساسية لاي قومية بهدف محقها. ويضم هذا التخطيط والاستهداف لاي قومية القضاء وتفسيخ المؤسسات السياسية والاجتماعية لها، وإذابة ثقافتها ولغتها ومشاعرها ودينها ووجودها، بل يستمر هذا التخطيط لاستهداف أمن وكيان وحرية وكرامة المنتسبين الى هذه القومية.

إبادة جنس مفردة سياسية تم إضافته بعد الحرب العالمية الثانية، وأُدخل في القاموس الدولي رسميا بقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 1947م. وهذا القرار شمل بإنشاء معاهدة لمنع جرائم الإبادة الجماعية وعقوباتها والتي وُضعت موضع التنفيذ ابتداء من الخامس عشر من كانون الثاني عام 1951م.

وتم تعريف الإبادة الجماعية بموجب الامم المتحدة بأنها تعني أياً من الاعمال التالية التي ترتكب بقصد تدمير اي جماعة عرقية او جنسية او دينية أكان كاملا او جزئيا، مثل قتل أعضاء هذه الجماعة وإلحاق ضرر خطير جسدي او عقلي. شاع مصطلح إبادة جنس وكثر استخدامه، بل تنوعت تفاسيره ودلالاته ومشتقاته، وتم هذا في وصف ما شهدته مناطق العالم بعد الحرب العالمية الثانية، بل تم استخدام المصطلح وتصنيف بإثر رجعي لأحداث واعمال تاريخية سبقت ظهور مفهوم إبادة جنس. 

الاسلام وحقوق الانسان 
مضامينه تفرد له صفحات، وتأصيله واضح في الهدي القرآني والنبوي، يعرفه الدارسون والباحثون، ولكثرما اهتدى بها المشرعون حتى الغربيون، وتاريخ المسلمين حفل بنجائب حوادث وسياقات اضاءت العدل والمساواة. 

امين رابطة العالم الاسلامي له وصف مختصر فيه بيان لذلك حين قال: "من أبرز القيم التي يرعاها الإسلام، حقوق الإنسان، الرعاية المجردة، التي تنطلق من القيم الإسلامية الخالصة، بعيداً عن أي هدف آخر سوى هذه القيم، فلا مزايدة على ذلك لا بالضغط ولا غيره، فحقوق الإنسان لذات الإنسان". وفيما يتعلق بالجدل بين الحضارات حول ملف حقوق الإنسان، أوضح أمين رابطة العالم الإسلامي أن جدليات حقوق الإنسان حول العالم تشوبها غالباً تداخلات، وفي طليعتها التداخلات السياسية، مثلاً تجد من يقف عند موضوع لا تكاد تخلو منه أو مثله أو قريبا منه دولة من دول العالم، ومع ذلك تلاحظ أن هذا الناقد يترك موضوعات أخرى تخص دول أخرى أو كيانات أخرى هي في الواقع أكثر فداحة من تلك التي انتقدها من وجهة نظره". وأضاف، السبب باختصار هو مصالحها السياسية أو الاقتصادية أو غيرها، أيضاً هناك مؤسسات حقوقية أهلية، ربما تم اختراق فاعلين فيها، ومن ذلك مراسليها لأهداف وأغراض سياسية.  

لا زال عالمنا اليوم يعاني من توالي احداث ومخططات تحت سمع وبصر الأمم المتحدة للإبادات الجماعية، دونما رادع او عدل يُؤمن سلام وأمن الضعفاء.