العدد 6035
الأربعاء 23 أبريل 2025
خربشة ومغزى.. "الازدواجية، تَثلُّم الذات"
الجمعة 10 نوفمبر 2023

الازدواجية تثلُّم الذات

وهي مرض يصيب بعض الناس، وتُعتبر شذوذ في خصال المرء، واحيانا ثعالبية سلوك مع الغير. مصطلح الازدواجية في السلوك الإنساني عند علماء التربية والاجتماع جديد، ويُقْصَدُ به دراسة المفارقات والتناقضات السلوكية في أقوال وأعمال الناس الذين يقولون القول، أو يعملون العمل، ثم يقولون، ويعملون نقيضه دون أن يكون لهم وازع رادع من هذا التَّلوُّن. بل التَّلوُّن في السلوك الإنساني مذموم عند الله عز وجل بقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ ﴾ 

 

الازدواج السلوكي  
كذلك هو ما يتقمص الإنسان المصاب به شخصيه معينة تارة ثم يتحول الى شخصية ثانية تارة اخرى، وهو ينسى في هذا التحول ما فعل اثناء تقمصه الشخصية الاولى وقد يكون قاصدا في هذا التغيير.

 

ازدواج الشخصية 
ظاهرة اجتماعية يتصف بها الكثيرون حينما يتعرضون في نشأتهم الاجتماعية لنظامين مختلفين من القيم، فترى الواحد منهم يسلك ويفكر حسب احد النظامين، ولكثرما انتقل الى النظام الثاني. هذا التذبذب في ثنائية الشخصية هو نتاج مؤثرات موروثه تلقاها من بيئته ومجتمعه من جانب، والقيم والضغوط التي تفرزها الحياة العملية الاقتصادية في التنافس وتامين رخاء عيشه في جانب اخر. فتجد احدهم يعيش مع تدافع هذان الجانبان فمثلا يكون في أسرته ومحيطه الأجتماعي القريب ذَا سلوك وسمت معين يُوصف به، يغاير ما هو عليه في محيطه العملي والوظيفي او الاجتماعي الأوسع. 


الازدواجية 
تطال بعض الأحايين وصف التقية او الباطنية، وذلك حينما يُظهر خلاف ما يُبطن، او يقول او يكتب شيئا مخالفا او مناقضا لما هو مقتنع به. وهذا النوع من الازدواج هو فعل واع يباعد صاحبه عن مفهوم الجراءة والوضوح، بل وصدقيته مع نفسة. يفعل ذلك تجنبا للأذى او يترقب بذلك طمع يأمله. والمدهش منها في هذا الازدواج إذا شُرّعن بموروث تأويلات تقليدا واتباعا.  


ازدواح الشخصية 
موجود بين الناس على تفاوت في الدرجات، فقد يكون بعضه مدارة للغير بغية الانسجام وتحقيق مأرب، او تجنب الخوف والعزلة الاجتماعيه، وفي هذا النوع من الازدواجية لا مكان لمفهوم الصراحة المطلقة في الحياة الاجتماعية، ولا لذة يغتنمها في روحانيات الصله الشعائرية. ويكون هذا المُبتلى في خشية لمواجهة الحقائق كما هي مع نفسه.   

 

تصالح الباطن مع الظاهر 
واتساق الاقوال مع الافعال، والتوافق الذاتي مع صدقية النفس تحتاج مجاهدة داخلية، وخلوات مع النفس فيها تفكَّر وتدبَّر. ولطالما الإنسان يتفاعل في خضم الحياة حلوها ومُرها 
وشدَّتها ورخاوتها، علية ان ينشد الفطنة من آفة الازدواج. تلك مسيره يجيدها من ترقى في مدارج الاخلاق وعوالي الطلب في النقاء الغرائزي التي ارتسمت ثبات القيم فيها. 

 

أَبْعَاد الازدواجية 
تشمل ممارسات السياسة وتطبيق القوانين والمعايير، وهي تطال الدول والهيئات الأممية والانسانية، وتتمثل في انحيازالتعاملات وتنزيل الاحكام حسب المصالح. وهذا جلي في عالمنا اليوم، ولكثرما طبقتة الدول الكبرى دونما اكتراث اوالتفات لأحد. نبت الازدواجية هذا تُغذية روح السطوة والتعالي في التجهيل، وضمور القيم الانسانية. مشهد تترنح فيه منظومة السلم وموازين الثقة ومصداقية التشريعات حينما تتفوق الازدواجية المصلحية المُكابرة. تلك حياة زلقة منطوية على ظلم فاضح، واغفال القيم في تنزيل المعايير، بل وتهزالاستقرار والسلم العالمي. كلُّ هذا تعانية الشعوب المكلومة وتُحار به الشعوب الحرة التي فقدت ثقتها بدولها المُتسببة. ظاهرة يأباها العقلاء وناشدوا العدل والسلم.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .