التأطير هو اسم مصدره أَطَّر، ويُقال أطَّرَ يؤطِّر تأطيراً فهو مُؤطِّر، والمفعول مؤطَّر. وياتي كذلك بمعنى إذا أطَّر الصُّورةَ جعل لها إطاراً او أطَّر الموضوعَ جعل له هيكلاً عامًّا يحدِّد معالمه. والإطار عموما هو ما يحيط بالشيء فيحفظه.
اما ما تعارف عليه الإعلام
فالتأطير هو كيف تسيطر على المستمع والمشاهد والقارئ، وجعل عقله ينحصر في اختيارات محددة فُرضت عليه لا إراديا، ومنعت عقله من البحث عن جميع الاختيارات المتاحة. ومنهم من يفعل التأطير بدون إدراك، وآخرون يفعلونه بهندسة وذكاء وهؤلاء يتخذوا هذا الأسلوب لجعل الاخر يختار ما يريده صاحب التأطير، دونما انتباه لهذه النية. لذا فهو استهداف مقصود ومُبيت لتحديد اجوبة ومواقف يُريدها صاحب التأطير من الاخر. مثلا؛ اذا قلت لصديق تريد دعوته فتقول له؛ قهوة او شاي، وهنا قد لا يخطر على بال هذا الصديق عصير او لا يجد مناسبا ذكره، لإن الذهن تلقى تحديد خيارات غالبا ارتهن بالتفكير فيها فيختار احدها. هذه الممارسة في تحديد التفكير في الخيارات تُدعى التأطير التي هدفها السيطره على العقول وجلبها للتفكير بما يريده المؤطر.
الإعلام
بمختلف وسائله يمارس التأطير ويدرك انه أسلوب وسلاح قوي في قيادة الآخرين والرأي العام من خلال وضع خيارات تُقيد تفكير الطرف الآخر، خصوصا في الأحداث والسياسات حيث يضعها في إطار يدعم به القضية التي يريدها، وقليل ما ينتبه لها المُتلقون. وهذه صنعة يُصيغها الاعلام ومنصات التواصل يدخلوا فيها التلاعب مع الموضوعات الإخبارية. وبتقدم التقنيه الاعلامية ترى اتقان تزييف الصور والصاقها، او عمل تراكيب أفلام وأحداث، بغرض التمويه وتلويث الحقائق وتأطير الأفهام. لذا من اتسع عنده الوعي والمعرفه يفهم كيف يتحرر من هذه الأُطر ومراد الإعلام المقصود.
زماننا
يحتاج وعي وتبصر وأناة وتدبّر ﻟﻜﻞ ﺳﺆﺍﻝ ﻳﻘﺎﻝ أﻭ ﺧﺒﺮ وﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﺗﺼل، ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ يسلب التأطير إرادة التفكير والاختيار بما يمليه الوعي والعقل من ﻗﺮﺍﺭات ﻭﻗﻨﺎﻋﺎت ذهنية. صياغة رسائل في قوالب وقصص درامية ذات نزعة عاطفية مؤثرة لها اسهام في تمكين التأطير. كذلك لعبة الاحداث تُمهد توقعات فوز وخسارة تصل الى ادراك الناس، فيقع المتلقي تحت هذه المؤثرات الاقناعية في فهم قد لا يكون فيه حقيقة مطلقة. وهنالك اداء ذا مغزى للتأطير في عملقة انجازات او اقتصاديات وابرازها لجذب الانتباه لها ومحاولة دس نفوذ وتنافسية تخلق اختلالات في الندية، وهذا مسرح فيه صُنع ادوار واستدراج لصراعات جدلية وافتراضية. المقصد منها صناعه احتكاكات لا تضيف قيمة.
لذا من النضج تأمل
الأساليب الاعلاميه التي هدفها تأطير السامع والمشاهد والقارئ مع مذيعين ومراسلين وكُتاب يفهموا الصنعة وينشدون أهداف معينة ليُحققوا ما يُرِيدُون، بل ويستهدفون لانهم يُدركون ان ﻣﻦ ﻳﻀﻊ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ الاطار.
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |