اللغة الفارسية هي لغة القبائل الآرية الرحّل التي نزحت من اسيا الوسطى وشمال بحر قزوين الألفية الثانيه قبل الميلاد الى الجنوب الغربي لايران وما يسمى الآن محافظة فارس.

لغتهم انذاك بدائيه لذا حينما تمكن الأخمينيون وهم احد القبائل التي أسست الدولة الاولى للفُرْس الآريون، استخدم الأخمينيون الخط المسماري للتعبير عن لغتهم متأثرين بذلك بحضارة الرافدين، ثم انتقلوا بعدها مع الزمن الى الخط الآرامي، ثم الى الحرف العربي بعد الاسلام. 

الفارسية تشربت بكثير من الكلمات والجمل والاصطلاحات العربية حينما فتح الفاروق عمر بن الخطاب بلاد فارس كانت اللغة العربية لغة الحكم والإدارة والسياسة، وكان واجبا على كل من يرغب بالدخول في الدولة ان يتعلم العربية، وان يحسن قراءتها وأدائها وكتابتها. 

التراث الفارسي المكتوب يحتوي على الفاظ عربية بوفرة مثلا؛ كتاب تاريخ البيهقي وهو مؤرخ فارسي تُوُفيّ 470هـ استخدم مائة وخمساً من الكلمات العربية من أصل مائتين وست وخمسين كلمة فارسية في الصفحة الواحدة. وكذلك كتاب قابوس نامة في الادب الفارسي للأمير عنصر المعالي كيكاوس بن أسكندر بن قابوس تُوُفيّ عام 662هـ أورد في الصفحة الواحده ثماني عشرة كلمة من مائة وعشرين كلمة فارسية. 

لذا هنالك قرابة 60% من اللغة الفارسية مفردات عربية كما يؤكده كتاب مدخل الى اللغة الفارسية للأديب الإيراني الدكتور احمد لواساني المتُوُفيّ عام 2016م.

وهذا الوفرة من الكلمات والمصطلحات العربية في الفارسية جعل الفُرْس يلتزمون كثيراً في قواعد الصرف والنحو العربية كي يفهموا أصول تلك المفردات واشتقاقاتها. اما قواعد العروض والبلاغة وبحور الشعر الفارسي تابعوا فيها اوزان وبحور الشعر العربية. 

يقول المستشرق الانكليزي براون المتُوُفيّ عام 1929م في كتابة (تاريخ الادب في ايران من الفردوسي الى السعدي)، ولو ان احدا اراد ان يكتب شيئا بالفارسية بحيث تكون كتابته خلواً من الألفاظ العربية لتعسر علية الامر، كما يتعسر على الذي يريد ان يكتب شيئا بالانكليزيّة بحيث تكون خالية من كلمة يرجع اشتقاقها الى أصل يوناني او لاتيني او فرنسي.