كما هو معروف، أن التنشئة السليمة في عالم الصغار، تؤدي إلى نتائج إيجابية في تشكيل مستقبل الطفل، فتكون بمثابة النواة لمشروع بذرة مفيدة على مستوى الشخص وعلى مستوى المجتمع، فتكبر هذه البذرة لتصبح شجرة عملاقة مليئة بالثمر والفوائد الأخرى.  

كنا نتحدث، عن التنشئة الاجتماعية التي يكتسبها الأطفال من خلال السلوك والدوافع والاتجاهات والقيم، وتأثيرها على الطفل في محيطه الداخلي والخارجي، ويمكننا الربط هنا بين التنشئة الاجتماعية تلك، والتنشئة الرياضية التي يتربّى عليها الصغار والناشئة بواسطة التربويين والمدربين.  

كتبتُ في أكتوبر من العام الماضي، مقالاً بعنوان "جيل الذهب"، تزامناً مع المبادرة التي أطلقها سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، مبادرة "جيل الذهب" التي أثبتت وجودها على أرض الواقع وحققت أجزاء مهمة من أهدافها.  

وبلحاظ ما قامت به وعملت عليه سبعة اتحادات وطنية بمملكة البحرين من جهود واضحة لفئة جيل الذهب، نجد أن انعكاساً قد تحقق لا تخطئه عين، بل بدا واضحاً للجمهور المتابع، المستوى الثقافي والرياضي الذي يتمتع به هذا الجيل المستهدف -جيل الذهب- من خلال مستوى الأداء في الألعاب، واللقاءات المرئية التي تم إجراؤها والتي تؤكد على أن هناك جيل قادم مصقول بالمهارات والمعارف، ويتم تأسيسه بدنياً وفنياً وذهنياً.  

إن أكبر دليل على استمرارية نجاح مبادرة جيل الذهب، هو تكريم سمو الشيخ خالد يوم أمس الاثنين للأندية الأبطال وأصحاب الجوائز الفردية بدوري خالد بن حمد لجيل الذهب للموسم الماضي 2022 - 2023م، إذ يعد هذا التكريم أكبر تشجيع وحافز للاعبي الذهب لتحقيق الالتزام والعطاء والإبداع، في ظل وجود بيئة مهيأة يتدرج فيها اللاعب بأرضية علمية وعملية لمشروع صناعة بطل رياضي.

إن الاستثمار في الإنسان، من أكبر المنافع التي يمكن أن تجنيها المجتمعات، وخصوصاً إذا ما كان هذا الاستثمار في سبيل تهيئة بيئة ملائمة للصغار، مبنية على أساس متين، تثمر نتائجها ويأتي حصادها في وقته المناسب، فشكراً نوجهها لسبعة اتحادات بحرينية تمثلت في مسابقات كرة القدم، الكرة الطائرة، كرة اليد، كرة السلة، ألعاب القوى، كرة الطاولة والدراجات الهوائية، وبكل تأكيد، تسهم هذه الاتحادات في تعزيز مبادرة جيل الذهب ورفد رياضة مملكة البحرين بلاعبين مؤهلين لتمثيل الأندية والمنتخبات الوطنية.

لا زلنا نطالب بالمزيد لتطوير "أجيال الذهب" عبر الاهتمام المتواصل، وضرورة تخصيص ميزانيات أكبر للاهتمام بهذه الفئة التي ستكون هي مستقبل الرياضة والكرة البحرينية على بُعد سنوات من كتابة هذا المقال، ولا زلنا نراهن على جيل الأخلاق والمهارة والمنافسة الشريفة، على جيل الثقافة الرياضية واللعب الجماعي وفن التصريح في مواجهة الإعلام، نراهن على جيل الذهب.