العدد 6035
الأربعاء 23 أبريل 2025
خربشة ومغزى "الشَباب.. فتوة وأمل"
الأحد 19 مايو 2024

الشَباب فتوة وأمل، وحيوية وحداثة، ورونق طراوة ونضارة، وشباب الشيء أوله، وريعان عمر، وفيه حدته ونشاطه. ولهذا يُعدّ الشباب عماد الأمم لما يحملون من طاقات بناّءة وأفكار خلاَّقة. الشباب مرحلة عمرية تكتنز تعلّم واعتراك، وجهد عمل وتحدي. بها فترة انطلاق وارتقاء، وتطور مهارات وتجارب. 
قد يدرك الشرفَ الفتى ورداؤه 
خلق وجيب قميصه مرفوع

ولهذا المجتمع يزهو بالشباب. ولا غرو إذا قيل شِباب هو أسم لكلِّ ما أُوقِدَ، بل الشِّبَابُ ما يُوقَد به مثل الحطب ونحوه مِمَّا تنتشر فيه النّار. حتى شبَّب لفظا تعني في الشعر تغزَّل محاسنَ، ومندوح شعر في شَبَّبَ، وذلك حينما يُرَقَّقَ الشاعر أوَّلَ مطلع القصيدة بِذِكْرِ النِّسَاءِ. كما فعل عمر بن أبي ربيعة قائلا؛
أصبح القلب في الخيال رهينا
مقصدا يوم فارق الظاعنينا
لم يرعني إلا الفتاة وإلا 
دمعها في الرداء سحا سخينا

مرحلة الشباب لها سمات منها؛ جرأة وثقة وطبيعة اندفاع، فلا خجل فيها أو تردد وخوف. وفيها طموح وأحلام وتفاؤل، الشباب يرى مباهج الحياة أمامه، ويُمتعه استقلال واقتدار في تكوين آراء واتّخاذ قرارات. وما أجمل ما وصف شوقي حالهم؛
قلت الشباب أتم عقد مآثـر 
من أن أزيدهم الثناء عقودا
قبلت جهودهم البلاد، وقبلت 
تاجا على هاماتهم معقودا
                                   
الشباب عند أهل التخصص البيولوجي هي طور من أطوار النمو، وقد تحدد في بعض الدول والمنظمات بالفئة العمرية من 15 إلى 34 عاما. ومرحلة الشباب فيها تنوع وأنماط تغاير أجيال سبقتهم. 

محاضن الشباب تبدأ مبكرا؛ أولها خلية البيت وهي الأساس، ثم البيئة التعلمية والمجتمعية، وما هو داخل في التوجيه الإعلامي. وأيامنا منصات التواصل والشبكة العنكبوتية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لها امتداد وأثر في تشكيل انطباعات وميول، حيث أسهمت بصوت وصورة وحركة وجواذب تكرار تتغلَّل كقوى ناعمة في تأطير بنية تفكير، وتخزين بالعقل الباطن.

هنالك معوقات في نمو الشباب وهي كثيره؛ أحدها رفاق سوء جالبو سلوك سيئ وضار، وسفاسف أمور، ولهو في منكرات، وإتلاف عقل وبدن بمسكرات. هؤلاء هم نتاج حواضن فساد في المجتمعات، ويشكلوا آفة تعشش في بيئات فاقدة الأمل، وذلك حينما يستولي الفراغ عليهم، وتضعف وسائل الانتشال والاحتواء، وخلق بدائل تصون كينونة الشباب. وهذا يحتاج مناهج تعليم، وفرص عمل، وبرامج ومناشط تحت إشراف واحتراف. بل لا بد من يقظة في معالجة ومنع جعل الشباب على هوامش المجتمع، أو يُهملون مثل انتظار على مسار قطار لقطار قد لا يأتي أبدا. قال بان كي مون الكوري “لا يمكننا الحديث عن التنمية المستدامة دون مشاركة نشطة من الشباب”، مضيفا “عندما نمنح الشباب وظائف لائقة، ووزن سياسي، ونفوذ حقيقي في عالمنا، سيخلقون مستقبل أفضل“.

هكذا الشباب أمانة ودعامة مستقبل الأمم والدول ممن تنشد نهضة وتمكين، وتموضع لائق متين.  

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .