العدد 5739
الإثنين 01 يوليو 2024
banner
سهى الخزرجي
سهى الخزرجي
الولاء للوطن
الإثنين 01 يوليو 2024

كثيرا نسمع عبارة (الولاء للوطن) لكن لا نقف عند مضمونها وفي معناها، والقيم النبيلة المرتبطة به، فحب الوطن شعور فطري يصاحب الانسان منذ ميلاده وحتى رحيله عن الدنيا، لذلك نجد الكثير من البشر عندما يغتربوا عن بلادهم يتمنوا أن يدفنوا في أوطانهم، ما يؤكد هذا الشعور الطبيعي والغريزي لدى الانسان، فحب الوطن قيمة انسانية رفيعة جدا وهو مرتبط أيضا بالقيم الاسلامية الثابتة قبل أن يكون واجب تفرضه قوانين الدولة ما يعني أن أمر ينبع من القلب مباشرة.

هناك الكثير من الاتهامات التي توجه للأجيال الجديدة بضعف شعور الحب لأوطانهم، عكس الأجيال السابقة الذين ارتبط انتماؤهم بحب الوطن بالتضحية والفداء وبذل الروح رخيصة من أجل أن يسلم الوطن من كل شر أريد به، ومن كل أذى ومن كل مكروه، لذلك كانت أشعارهم في حب الأوطان قوية جدا تهز المشاعر، وتنتشر على نطاق واسع وكبير، ربما أن التطورات الحديثة في الحياة بشكل عام لهت الناس صغارا وكبارا وشغلتهم عن التعبير عن حب الوطن وجعلتهم في ركض مستمر وراء متطلبات الحياة المعيشية، ثم جاءت بعد ذلك وسائل التواصل الاجتماعي لترسخ في عقول الناس وبشكل خاص لدى الشباب قيما جديدة أصبحت هي الشغل الشاغل.

حقائق كثيرة جدا في الولاء للوطن لابد من التطرق إليها والتأكيد على أنها من الأمور المهمة في حياة كل انسان، هي أن ذلك الولاء والحب للوطن ليس شعارات تُرفع ولا أناشيد تُغنى، إنما هو الالتزام الاخلاقي بخدمة الوطن بكل تجرد ونكران الذات، وأن لا نجعل هناك من هو أهم من الوطن إلا التزامنا الديني تجاه عقيدنا الإسلامية، الولاء للوطن هو اطاعة أولي الأمر في البلاد، وطاعة الوالدين والانقياد لهما ما لم يأمروا بمعصية، حب الوطن هو أن نحافظ على الممتلكات العامة في الشارع وأماكن العمل، وأن حب الوطن يمنعنا التصرف في المال العام الذين بحوزتنا مهما كانت حوجتنا الشخصية للمال.

إن حب الوطن هو الولاء للقيادة عمليا وليس نظريا، وأن نكون قدوة للآخرين في الأخلاق وحسن التصرف وفي مساعدة من يستحق العون، وفي حب العمل وأداء الوظيفة العامة بكل إخلاص،  وحب الوطن يتجسد في ما نستطيع تقديمه وبذله من النفس والمال والوقت والجهد، في الدفاع عن الأرض والعرض والشرف والكرامة، وأن نسهم بشكل كبير في استقرار وأمن الوطن وهو من أهم الواجبات الوطنية علينا جميعا إذا كنا عسكريين أو مدنيين وفي كل القطاعات الرسمية والأهلية وأن ندافع عن الوطن بكل ما أوتينا من قوة سواء بالسلاح أو المنطق والفكر والكلمة الرصينة، وأن لا نُعين الأعداء على أوطاننا مهما كانت الظروف لأن الوطن هو الأسرة وهو الأب والأم والخال والعم والجد والوطن هو أخواني واخواتي.

إن الولاء للوطن يتطلب منا المثابرة والاجتهاد في تلقي العِلم وزيادة المعرفة، وبلوغ أعلى مراتب التحصيل العلمي حتى نتشرف بخدمة الوطن العزيز من المواقع القيادية المؤثرة التي تسهم بقدر كبير في التقدم والازدهار، هذا الحب يُعلمنا الاستفادة من تجارب الدول والأمم التي ارتقت وتطورت وأن يحتذى بها في ما ينفع بلادنا وشعبنا، ويجعل بلادنا قِبلة للآخرين في الاستفادة من انجازاتها ومن تجاربها.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية