العدد 5635
الثلاثاء 19 مارس 2024
banner
نور القاسم
نور القاسم
الاتحاد الأوروبي – الديمقراطية، العجز الديمقراطي، والمواطنة الأوروبية - 16
الأحد 03 أكتوبر 2021

الإتحاد الأوروبي... سياسة فريده من نوعها  Suis Generis Polity
الاتحاد الأوروبي هو نظام سياسي يتمتع بالاستقرار المؤسسي، وسلطات حكومية يسعى من خلالها المواطنون والفئات الاجتماعية إلى تحقيق الرغبات السياسية، والتأثير على الموارد الاقتصادية، وتخصيص القيم السياسية الاجتماعية.

 

القنوات الجماعية الرسمية وغير الرسمية لزيادة تعزيز اتحاد أوروبي أكثر ديمقراطية وشرعية
إن الماده الأولى من معاهدة لشبونه تنص على أهمية ترابط الإتحاد وأن تتخذ قراراتها بشكل قريب من المواطنين.  أما على المستوى المؤسسي فالأحزاب الأوروبية تتمتع بوعي أوروبي يعكس إرادة المواطنين.  و أحزاب يورو Euro Parties  هي نموذجا من ممولا من قبل الإتحاد الأوروبي وتتمتع بالحق الحصري لإنشاء حملات أثناء فترة الترشحات الأوروبية.  وعلى الرغم من كونها أحزاب تتكلم بلغة الشعب الأوروبي، إلا أنها تعاني مما يسمى بالعجز الأوروبي Democratic deficit  بسبب تصويت الناخبين لأحزاب وطنية على المستوى الوطني وليس على مستوى أوروبي أثناء الإنتخابات البرلمانية، لذا فلا تزال القضايا الوطنية تهيمن على الإنتخابات البرلمانية في الإتحاد الأوروبي. كما أن الإجراءات الإنتخابية الموحده لبرلمان الإتحاد تفتقد الى إجراءات موحده.  كل تلك الأسباب تؤدي الى صعود الأحزاب اليمينية.

 

العجز الديمقراطي الأوروبي European Democratic Deficit
إن أحد أهم أسباب العجز الديمقراطي الأوروبي هو كون البرلمان الأوربي بعيد جدا عن المواطن الأوروبي،  كما أنه يعاني من ضعف في تأدية واجباته الديمقراطية، ولا توجد أحيانا إنتخابات أوروبية حقيقية.  إن الإتحاد الأوروبي يتم إنتقاده بحده أحيانا كونه يضعف المصالح الوطنية، و السياسه المناهضه للأغلبية تفتقد للشفافية غالبا.  وبما أن التجمهر الإجتماعي لإبداء حرية الرأي هو أحد الأساليب الأساسية في تطوير مظاهرالديمقراطية الأوروبية،  إلا أن الإتحاد الأوروبي يقتقد الى سلطة وشرعية الدوله الديمقراطية.  ولحل هذه المشكله، فالإتحاد في حاجه ماسه الى التعاون مع المعاهدات الدولية بالإضافه الى المعاهدات الأوروبية، ويجب تشجيع التجمهر وحرية إبداء الرأي كما تنص الماده 10 (4) TEU من معاهدة الإتحاد الأوروبي.
وعلى الرغم من المظاهر الديمقراطية في المؤسسات الأوروبية تكمن في أن البرلمان الأوروبي يتم إنتخابه بشكل مباشر منذ سنة 1979، وأن المجلس يشترك في القرارات مع البرلمان، كما يلعب البرلمان دور رئيسي في تعيين المفوضية الأوروبية، كما أن الأحزاب الأوروبية تتعامل مع البرلمان بشكل مباشر.  إلا أن العجز الديمقراطي يكمن في أن القرارات تتخذ على مستوى تنفيذي مع المجلس والمفوضية، فينتج عن ذلك أن الوزراء في المجلس يتخلون عن أراء برلماناتهم الوطنية فيصبحون أقلية.  وأحد أكبر المشاكل هي إتخاذ المؤسسات قرارات لم يتم الإتفاق عليةا مع المواطن الأوروبي بشكل مباشر. و كذلك تفسير الإتحاد الأوروبي فتم شرحه للمواطن الأوروبي بشكل سيئ مما أدى الى سوء فهم إختصاصاته.  فالمواطن الأوروبي الى اليوم لا يفهم المعني الكامل للديمقراطية وبالأخص الديمقراطية الأوروبية، وكذلك فإن شريحه كبيره تجهل حقوقها و واجباتها وتجهل مفهوم الإتحاد و أهدافه، مما أدى الى العجز في ديمقراطيته الى يومنا هذا.

 

مبدأ المواطنه الأوروبية
إن إنتساب أي بلد الى الإتحاد الأوروبي، يعني العضوية والإنتساب الى منظمه دولية تضم 27 دوله من الدول الأعضاء الحالية، ما يتطلب فهم الممارسات المشتركة التي تساهم في التغييرات الديمقراطية داخل المجتمع بشكل متبادل.  والإقامه في الإتحاد الأوروبي تمنح لأشخاص من شرائح عديده، فأعضاء المجتمعات الوطنية (حامل الجنسية) هو أحد المقيمين.  كما أن العامل والموظف في الإتحاد يمنح الإقامه الأوروبية كضيوف في الإتحاد، كذلك الطالب والباحث الأكاديمي فيمنح الإقامه، ذلك بالإضافه الى رجال الأعمال، و طالبي اللجوء والحماية بأنواعها.  كما تمنح لأعضاء دول ومجموعات وطنية مفضله Favoured national groups  و دول العالم الثالث والمقيم الأوروبي.
وكل شخص يحمل جنسية دوله أوروبية فهو يحمل جنسيتين بشكل أوتوماتيكي؛ الجنسية الأوروبية وجنسية البلد العضو.  ولا تستبدل الجنسية الأوروبية جنسية البلد العضو ولا تلغيةا.  وبذلك فيتمتع الأفراد بالمميزات الأوروبية مثل حرية التنقل والإقامه وحرية الرأي والحقوق السياسية والترشيح والإنتخاب والإقتراح.  ذلك بالإضافه الى حرية وشفافية نقل الشكاوى الفردية والجماعية بشكل مباشر الى أمين المظالم الأوروبي.
 "مبادرة المواطن الأوروبي European Citizen Initiative ECI "
تكفل هذه المبادره الحماية الدبلوماسية والقنصلية للمواطن الأوروبي.  كما أن الماده 18 TFEU  من معاهدة العمل في الإتحاد الأوروبي تنص على نبذ العنصرية، ذلك بالإضافه الى أنها تكفل الحريات الأربع الأساسية وهي  حرية ننقل الفرد و العامل ورأس المال والخدمات.
وتمثل هذه المبادره أكثر من مليون مواطن اوروبي يتمتع بحرية إقتراح التشريعات بشكل مباشر للمفوضية الأوروبية و لهم حرية إقتراحات قوانين نقابية لتنفيذ المعاهدات.  كما تمنح هذه المبادره المواطن طرق بديله للتأثير على الإتحاد الأوروبي مثل توقيع عريضه للبرلمان وطلب المشوره والنصيحه في قضايا عابره للحدود الأوروبية Cross border  issues  وتقديم الشكاوى على التدابير المتخذه وتقديم الشكاوى لأمين المظالم الأوروبي والمشاركه في المناقشات والمناورات  والإستشارات الأوروبية.


 

لقراءة الاجزاء السابقة من المقال: 

الاتحاد الأوروبي – تاريخ من التأسيس والتكامل - 1

الاتحاد الأوروبي – تاريخ من التأسيس والتكامل - 2

الاتحاد الأوروبي – تاريخ من التأسيس والتكامل - 3 

الاتحاد الأوروبي – تاريخ من التأسيس والتكامل - 4

الاتحاد الأوروبي – تاريخ من التأسيس والتكامل - 5

الاتحاد الأوروبي – تاريخ من التأسيس والتكامل - 6

الاتحاد الأوروبي – تاريخ من التأسيس والتكامل - 7

الاتحاد الأوروبي – تاريخ من التأسيس والتكامل - 8

الاتحاد الأوروبي – التوسعات الأوروبية - 9

الاتحاد الأوروبي – التوسعات الأوروبية - 10

الإتحاد الأوروبي – مؤسسات الإتحاد الأوروبي  - 11

الاتحاد الأوروبي – مؤسسات الإتحاد الأوروبي - 12

الاتحاد الأوروبي – صنع القرارات الأوروبية - 13

الاتحاد الأوروبي – صنع القرارات الأوروبية - 14

الاتحاد الأوروبي – صنع القرارات الأوروبية - 15
 

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .